المجلس العسكري للفنون الشعبية !!

 

 
اثناء مسرحية الانتخابات التي لم يحضرها احد ووسط ولولة الإعلاميين ومطالبتهم الناخبين بالنزول للمشاركة, ظهرت عدة مشاهد لفتيات يرقصن بطريقة محترفة أمام اللجان الانتخابية الخاوية وكان واضحاً أنهن يعملن بفرق الرقص الشعبي وأن عصابة العسكر تستخدمهن لاجتذاب أكبر عدد ممكن من الناخبين, وانتشرت تلك المشاهد وحرص إعلام العسكر على بثها بعدما اضطر لذلك نتيجة لانعدام الاقبال على لجان الاقتراع.
لم تكن تلك المشاهد الراقصة هي الأولى من نوعها, فقد سبقتها عدة مشاهد قبلها في الاستفتاء على دستور العسكر الوهمي.

والجديد في المشهد المخزي الراقص الذي انتشر في وسائل الاعلام التابعة للانقلاب بالأمس, والذي يظهر فتاة ترقص على انغام الموسيقى الهندية في مطار القاهرة ومعها عدد من الفتيات يشجعنها, أن ذلك المشهد المبتذل ترافق مع مشهد آخر لعارضة أزياء ترتدي النقاب على فستان عارِ, وهو ما اثار سخط الجميع وذكرني أنا شخصياً بما قام به رجل الأعمال الذي مول مجزرة رابعة, المدعو نجيب ساويرس والذي كتب تدوينة سخر فيها من النقاب واللحية على حسابه بتويتر منذ عامين ونصف أو يزيد, ووقتها اشتعل الغضب وقرر المصريون مقاطعة شركة التليفون المحمول المملوكة له مما اضطره في النهاية إلى إعلان اعتذاره.

واليوم بعد أن اصبح المسلمون في مصر ( ملطشة ), واصبح الدين عرضة للهجوم ليل نهار على قنوات يحركها ( عباس ) لم تعد تلك العصابات بحاجة إلى الاعتذار, فقد قتلوا آلافاً من المسلمين في يوم واحد في ابشع مجزرة عرفها تاريخ مصر الحديث.
سياسة الارهاب التي ينتهجها الانقلاب من جانب وسياسة الرقص من جانب آخر هي امتداد لاحد منجزات العسكر منذ نشأة دولتهم, ففي الخمسينات رقص أول وزير للإعلام ( وزير الإرشاد وقتها ) صلاح سالم عارياً في جنوب السودان الا من قطعة ملابس تستر عورته, في الوقت الذي بدأ فيه اضطهاد الإخوان المسلمين وقمعهم وقتلهم في السجون واعدام بعضهم, وفي الوقت الذي بدأت السينما في عهد الانقلاب الأول تعرض افلاماً عديمة المضمون لا تحتوي الا على الرقص والخمور وغيره, واستمرت تلك السياسة حتى امسكت الراقصة الشهيرة سامية جمال بالبندقية وسهر الطيارون على انغام صوت ماهر العطار ورقص زينات علوي, حتى فوجئوا بالطيران الصهيوني يدمر سلاح الطيران المصري على الارض وبالجيش الصهيوني يحتل سيناء, وبلغ حجم الهزيمة أن عدد اسرى جيش عبد الناصر كان اكبر من القدرة الاستيعابية للعدو, فكانوا يبادلون الاسرى بالبطيخ والشمام كما قال اللواء فؤاد حسين ضابط المخابرات السابق في كتابه ( الخيانة الهادئة ).**

تحول العسكر إلى فرقة رقص شعبي حتى فوجئوا بأسرى جيش عبد الناصر الذين كانوا يذبحون أهل اليمن في القرى قبل سنة من الهزيمة, وهم يُنْقَلون على عربات النقل وقد جُرِّدوا من ملابسهم, لا تسترهم الا ملابسهم الداخلية, بينما جنود العدو يركلونهم ويصفعونهم وهم ينادونهم بـ ( الخرفان ) كما جاء في فيلم ( روح شاكيد ) الصهيوني.

الرقص والابتذال والهجوم اليومي على الاسلام الذي يشنه إعلام الانقلاب والذي بلغ حد التطاول على نبينا عليه الصلاة والسلام, وحذف سير صلاح الدين وعقبة بن نافع من المناهج الدراسية ليس الا مرحلة من مراحل ( العلمنة القسرية ) للشعب في محاولة لقطع صلة المصريين بدينهم, وهي محاولات تبدو مكشوفة للرأي العام في مصر, فلم تعد الاعيب المخابرات الساذجة تلك تنطلي على احد, وانا اجزم أن تلك المحاولات لن تمر, فما آراه أنها تزيد الكثيرين تمسكاً بهويتهم الاسلامية, وهو ما يعني أن الانقلاب استعجل الدخول في مرحلة معركة الهوية وهو ما يجعل فرص فوزه فيها صفراً كما ارى ويرى الكثيرون.

 

نُشر على العرب القطرية بتاريخ 06 ابريل 2015