منذ أن بدأ عرض الجزء الثالث من المسلسل المخابراتي (الاختيار) انفجرت عاصفة من تعليقات المصريين لم يغب عنها سوى تعليقي الذي تأخر بسبب مرضي وبعدي تماما عن أي شاشات. المهم أن تعليقات المصريين على أداء ياسر جلال الكوميدي، وكيف تلقى المصريين الأحداث التاريخية التي عاشوها بالفعل وشعروا بأنفسهم مدى التزوير وتزييف الحقائق التي تعرضت له تلك الحقبة التاريخية جعلت عدد كبير من الشعب يتيقن أن كل ما تعلموه في كتب التاريخ وما شهدوه على شاشات السينما والتليفزيون مجرد تاريخ مزيف وكان لسان حالهم يقول، إذا كان العسكر يزور تاريخ حديث عايشناها لحظة بلحظة فما بالك بأحداث لم نعيشها، وهذه هي الحسنة الوحيدة التي حصلنا عليها من مسلسل الأختيار
الحسنة الثانية هي عاصفة الحب التي رأيتها تجاه الرئيس محمد مرسي رحمه الله، وقيام الجميع بعمل مقارنة بينه وبين صاحب أشهر هاشتاج في التاريخ
المسلسل من كوميديته في تلميع فيلسوف الحمير يذكرني بـ مقال كان قد نشره أحد الطبالين الجدد من تلك النوعية التي تطفو على سطح الحياة السياسية كالفقاقيع عقب الانقلاب تحدث فيه كاتبه عن عظمة الزعيم وحكمته وكيف أن شاويش الانقلاب يشبه في صفاته أحد فراعنة مصر القدماء, وبالطبع لم تتوقف محاولات تلميع الشاويش السيسي لصناعة فرعون جديد وهو ما أجاده الإعلام وأصبح حرفته الوحيدة التي يتكسب منها، ورأينا كيف تجرأ البعض ليشبه شاويش الانقلاب وبلطجي الداخلية بالأنبياء موسى وهارون عليهما السلام
حالة الاشمئزاز التي عبر عنها الكثيرون من أداء ياسر جلال هي في الحقيقة تعبير عن مدى امتعاض الجميع من شاويش الانقلاب نفسه
لعل أهم ما لاحظته هو تلك الكوميديا الساخرة التي انتابت البعض بسبب التكوين الجسماني للسيسي الذي لا يتعدى طوله متر ونصف وطول ياسر جلال وهو ما يؤكد أن السيسي يحاول أن يعوض عقدة النقص التاريخية التي تعيش بداخله، وهي قامته القصيرة، وسبحان الله يشاء السميع العليم أن يكون هذا الاختيار نقمة على السيسي نفسه
سبحان الله، لقد أنفت المخابرات على إنتاج هذا المسلسل مليارات الجنيهات لتحارب شخصية الرئيس محمد مرسي فتكون النتيجة أن تكون المشاهد المذاعة حتى الآن سببا في ترحم الجميع على الرئيس مرسي، وفي نفس الوقت تصب اللعنات على شاويش الانقلاب السيسي، وبدلاً من أن يكون المسلسل لتلميع طبيب الفلاسفة أصبح المسلسل استفتاء على كراهية الشعب المصري لشخصية أبو فلاتر وأن الصورة الهلامية التي صنعها له الإعلام المخابراتي هي صورة من ورق ويصبح هذا المسلسل هو علقة الفشتج الثانية بعد علقة هاشتاج #انتخبوا_العرص
هذا بالضبط هو ما أحس به غالبية المصريين الذين شاهدوا ياسر جلال وهو يؤدي دور وزير دفاع الانقلاب وهو يتحدث بمنتهى السهوكة
ذكرتني هذه المشاهد الكوميدية بمشهد اقترحه على مخرج العمل حتى يحقق معدل مشاهدة أكبر، وهو مشهد قزم الانقلاب وهو جالس يتلعثم ويقرأ من شاشة يتأخر ظهور الجمل عليها بلهجة عامية أقرب للمشردين، وخلفه حديقة بدت للكثيرين كحقل من البرسيم, مرتدياً زياً عسكرياً مبرقشاً شبيها بزي القذافي كُتب عليه اسمه في مشهد كان الأكثر كوميدية منذ الانقلاب وهو يعلن خبر ترشحه في الانتخابات (التي قال أنه لا يسعى إليها)
واقترح على المخرج أيضا أن يضيف مشاهد علقة الفشتج وكيف عبر المصريون عن رأيهم في إعلان قزم الانقلاب الترشح بـ هاشتاج #انتخبوا_العرص والذي كان أكبر رد على هذا السفاح المجرم الذي أراق الدماء وانتهك الحرمات وحبس الفتيات وارتكب من الشرور ما لم تعهده مصر في تاريخها الحديث
كما نرجو من بيتر ميمي أن يضيف بعض المشاهد التي تعتمد على حقائق تاريخية حول تخلف قزم الانقلاب الذي كان يُعالج منه في طفولته والتي انطبعت عليه حين التحق بالعمل المخابراتي الذي ترقى فيه ليس لأنه ضابط مخابرات شاطر، (لا ابسليوتلي) وإنما بسبب أنه كان مجرد ضابط أمن ناقل للأخبار في ديوان وزارة الدفاع (جاسوس على زملائه يعني) فتمت ترقيته بناءاً على قدرته على الانحناء والركوع أمام رؤسائه الذين كان بعضهم يصفه بالنتن كما قال هو شخصياً في أحد التسريبات
المصريون يا بيتر لا يرون في شاويش الانقلاب إلا مجرد عرصاً حقيقياً يرتدي ملابس الأراجوز وهو يبيع أرض وأصول مصر بالقطعة ويعيش في دور المتسول والنتيجة ضياع البلا
المصريون يا بيتر مقتنعون بأن السيسي مجرد جاسوس زرعته أجهزة المخابرات الصـ هـ يونية في مصر لتنفيذ مخطط صـ هـ يوني خبيث يهدف لبيع مصر بالقطعة ويهدم حياة ملايين المصريين
جدير بالذكر، أنني لا أشك لحظة في أن شاويش الانقلاب تدخل بنفسه في اختيار طاقم الممثلين خصوصا من سيقوم بأداء دوره ووضع تلك اللمسات البلهاء التي ظهرت في أداء ياسر جلال والتي تكشف عن عقلية مسطحة ضحلة، نبتت من الأفلام القديمة وسينمات الترسو.
تلك اللمسات السوقية التي امتدت حتى إلى الميادين والشوارع في مصر، وظهرت في وصلات رقص شديدة السوقية التي انتشرت أمام اللجان الانتخابية وفي مسلسلات وأفلام المرحلة، وعبرت عن نفسها أغاني المهرجانات ونوعية المشخصاتية الذين يطلون للناس على الشاشات يوميا كما لو كانت السوقية هي سمة المرحلة السوداء التي تمر بتاريخ مصر
وللحديث بقية… فالمسلسل لم ينته بعد
ده احنا هنضحك ضوحك ( على رأى هنيدي 🙂 )
ههههههههههههههههههههههههههههه
لا احد كتب عن المسلسل الفاشل عسكرا و المنصف للحقيقة مثلك يا استاذتنا الفاضلة