الأسرة المسلمة في مرمى نيران الغرب
الرتوش الأخيرة في حروب الغرب على الأسرة المسلمة
(بدايةً أعتذر لطول المقال، ولكن الموضوع يستحق)
أي بناء في الكون لكي يعلو ويستمر لابد ان يقوم على عدة أسس (دعامات)، كذلك الأسرة المسلمة لكي تخرج شاباً محافظاً على دينه ينأى بنفسه عن الفتن والشبهات، لابد أن يكون أساسه دينيا خالصا خالي من الشوائب التي اصابت مجتمعاتنا، ولكي تخرج فتاة تصلح أما في المستقبل لابد ان يكون الأساس هو الأسرة
وطبيعي جدا أن أهم لبنة في بناء المنزل المسلم هو المرأة
والحقيقة وقبل الحديث عن ما يطلقون عليه حرية المرأة الذي يستحق عدة مقالات، لابد أن تعلم أن الإسلام كله تعرض لحرب شعواء من الغرب حتى اسقطوا الحكم الإسلامي وسلموا بلادنا المسلمة لعملائهم وأسسوا لهم نظماً وجيوشاً علمانية بالكامل وبالتالي تم إبعاد الإسلام عن مجال الأنظمة السياسة والاقتصادية والتعليمية، وكان هذا في المراحل الأولى التي كانوا يدسون فيها السم في العسل حتى وإن حانت لحظة التطبيق نفذوا بدون مقاومة تذكر من الشعوب التي تصبح بطبيعة الحال مدجنة ولا يحملون من الإسلام إلا اسمائهم، وكما قلت البداية كانت في ابعاد الإسلام عن الأنظمة السياسية وتم ذلك بوضع الدساتير الغربية الوضعية وتفضيلها على الشريعة وفرضها على المجتمعات المسلمة وهذا أيضا تم على مراحل وبألاعيب مثل ما يسمونها ثورات، ثم أبعدوا الإسلام عن الحياة الاقتصادية بأن أدخلوا البنوك والتعاملات التي تعتمد أصلا على الربا مخالفةً لتعاليم الإسلام، وكذلك ابعاد الإسلام عن التعليم فقاموا باحتلال الأزهر منذ احتلال محمد علي الماسوني لمصر على سبيل المثال وممكن القياس وبنفس الخطوات في الدول الإسلامية المحيطة.
المهم انه بعد أن ابعدوا الإسلام بالفعل عن هذه المجالات لم يتبق للمسلمين من تشريعات دينهم إلا قوانين الأسرة ونظم الزواج والطلاق والتي كانت بمثابة آخر لبنة في البيت المسلم وكان ذلك إلى حين
وبالفعل بدأ الغرب عن طريق عملاؤه المعينون في بلادنا ينزعون هذا الحجر العثرة امام مخططاتهم فبدأوا يعدلوا ويغيروا في هذه القوانين ووصل الامر في بلد مثل مصر أن قاموا حتى بتغيير عادات وتقاليد الاسرة المسلمة عن طريق الشيطان الأكبر (الاعمال السينمائية والتليفزيونية) وهو امر لم يحدث حتى في الدول العلمانية نفسها، لأنه حين حدثت الثورة الفرنسية وتم القضاء على حكم الكنيسة تم فقط ابعاد الكنيسة عن الحكم وبقيت الكنيسة لتنظم معايش الناس وكل ما يتعلق بالأحوال الشخصية، ومراسيم الزواج والطلاق، وغيرها.
ففي دولنا الإسلامية التي يحكمها هؤلاء الطواغيت طبقوا على الاسر المسلمة ليس فقط قوانين الغرب المستقاه من الكنيسة، بل واستوردوا لنا العادات الغربية من المجتمعات المنحلة حتى يتم تدمير شكل الأسرة التي كان الغرب يعتبرها الحجر العثرة امام كل مخططاتهم.
وهنا يجب أن أنبه إلى نقطة مهمة جدا
نظام الأسرة في الإسلام كان فعلا محط انظار الغرب الذي كانت الأسرة فيه تعاني من التفكك والانحلال، فحين جئت إلى أمريكا هنا منذ ٢٩ عاماً وجدت الشذوذ منتشر والاسر مفككة والطلاق منتشر فيها بشكل كبير ناهيكم طبعا عن ان البنت او الولد يتركون بيت اسرتهم حين تصل أعمارهم لسن الـ ١٨، في حين أن الاسر المسلمة في أمريكا كانت ولا تزال تحافظ جدا على العلاقات الاسرية والبنت والولد لا يتركا بيت أهلهم الا في حالة الزواج للبنت والسفر مثلا للولد ،طبعاً طرأت تغيرات طفيفة على شكل الأسرة المسلمة بسبب التغيرات العالمية ولكنها ليست بالسوء الذي تجده في الدول المسلمة
ولذلك حرص الإسلام على وضع أسس وقواعد حافظ بها على الفطرة التي خلقنا الله عليها وجعل الحل الوحيد لإشباع الغرائز الجنسية هو الزواج وهي الطريقة الوحيدة لبناء اسرة مسلمة تتبع تعاليم الله وسنة رسوله وليس كالمجتمعات الغربية التي يباح فيها الجنس للجنسين بشكل يمكنك ان ترى الفتاه حاملا وهي لم تتعد سن الـ ١٤.
قال تعالى “وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
كما حث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج المبكر
لدرجة انه شبه من يقوم بالزواج كمن اكتمل دينه يعني المسلم لو لم يتزوج يصبح دينه ناقص
ولذلك تم تيسير الزواج للمسلمين وليس كما نسمع هذه الأيام عن طلبات وشروط اهل الفتاة (العروس) من قائمة وغيره وانا شخصيا قلت لزوجي أنه لو جاءني من ارتضي دينه وخلقه ونسبه لزوجته ابنتي بدون أي طلبات غريبة
المهم الرسول صلى عليه وسلم بلغ من تيسيره الزواج على الصحابة انه زوج أحد الصحابة على ما يحفظه من كتاب الله على أن يحفظه لزوجته
هل تتخيل؟
حتى السيدة فاطمة رضي الله عنها حين تزوجت سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه كان جهازها عبارة عن خميل وقربة ووسادة (وليس كما يفعل البعض حين يستدينون لشراء عشرين طقم ملايات سرير و١٠٠ فوطة وغسالتين وعشرة اطقم صيني ليتم وضعهم زينة في نيش السفرة) أو قيام بعض الآباء على إجبار شاب في مقتبل العمر على الموافقة على قائمة منقولات تعجيزية، أو طلب خاتم الماس (شبكة) وشقة او فيلا تمليك لتكون النتيجة، ان البنت والشاب يتم حرمانهم من اهم شيء، وهو بناء اسرة متماسكة قائمة على الود والرحمة ويتم اجبارهم تدريجيا على الشذوذ والعياذ بالله
وسبحان الله لم يترك الإسلام امراً من أمور الحياة الا وبين حكمه، مثلا الشاب الذي لا يستطيع الزواج عليه بالصيام لتحجيم الغريزة الجنسية
“يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج وألا فعليه بالصوم” خوفاً من ارتكاب شباب المسلمين المعصية بوقوعهم في الزنا (الذي شدد الله عقوبته لأنه كبيرة من الكبائر وحذر المسلمين حتى من الاقتراب منه)، والمشكلة اننا نعيش الآن عصر الجميع فيه يقترب من الزنا في كل شيء بدءاً من قيام الشاب باستخدام هاتفه الجوال مرورا بالإنستغرام او سناب شات او حتى الفيديوهات التي تطل عليه في كل مواقع الانترنت، نهاية إلى الشارع ولذلك تجد الأوامر الربانية واضحة وصريحة في وجوب غض البصر وعدم النظر لهذه المحرمات، ولن يقع في هذه المحرمات إلا من لم يترب على الاسلام
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾
المهم أنه بسبب تعاليم الإسلام الواضحة وحرصه على شكل الاسرة المسلمة كانت ولا زالت حروب الغرب تستهدف الاسرة وبالأخص المرأة كما قلت
الحجاب مثال
الحجاب المفروض ان سببه هو حجب المرأة لمفاتنها وهو عكس التبرج والمرأة لو فكرت قليلاً ستجد ان الحجاب لا يحميها فقط بل أيضا يحمي زوجها واخوها وابنها
تخيل حضرتك لو أن كل النساء في الشارع، في العمل، في الكافيهات على السوشيال ميديا محجبات، يخرج الرجل للشارع فلن يجد المحرمات متاحة أمامه وبالتالي لن ينظر إلا إلى زوجته، فهي الوحيدة التي يمكنه رؤية مفاتنها وبالتالي لن يعقد مقارنات بين زوجته (الشقيانة في تربية ورضاعة الأطفال) وبين كل من هب ودب على السوشيال ميديا او في العمل
والقرآن كان صريحاً في موضوع الحجاب وليس كما يدعي بعض المندسين على المسلمين أمثال النصرانية فريدة الشوباشي التي لم تترك فرصة في وسائل الإعلام الذي يفرد لها مساحات واسعة لمهاجمة الحجاب والنقاب إلا وفعلت، فقد تطاولت على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن بسبب النقاب، والحجاب الأمر به واضح من الله عز وجل للمرأة المؤمنة حيث شدد على ارتداء الحجاب ووضع أيضا شروط الحجاب التي بدأ الغرب منذ عقود يحاربها من خلال التلاعب بعقل المرأة المسلمة عن طريق الإعلانات والموضة والأفلام والفيديو كليب وحاليا الإنستغرام والتيكتوك وغيرهم حتى يلغي المظهر الملتزم للمرأة المسلمة، وجعلوا من الزي الإسلامي اضحوكة في المسلسلات والأفلام وتهكموا على كل من ترتدي الزي وضيقوا عليها في الدول المسلمة وغير المسلمة
قال تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا “
باختصار حين امر الله المرأة بالحجاب كان لمصلحة المرأة ولصون كرامتها والحفاظ على الاسرة.
منذ فترة قابلت سيدة بريطانية في أحد المحاضرات في نيويورك، اختها هي زوجة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير اسمها (لورين بوث)، التي قالت إنه قبل الحجاب كان الرجال ينظرون لها على انها مجرد جسد ووجه جميل بلا عقل، وبالمناسبة هذا ما تحاول الميديا الماسونية فعله، أن تتعامل مع المرأة على انها بضاعة تجذب بها عيون الرجال لسلعة معينة، لورين بوث قالت، حين اسلمت وارتديت الحجاب أصبح الجميع يعاملونني على انني انسان عاقل وهذا ما اسمعه تقريبا من كل الغربيات اللواتي أسلمن
يعني الحجاب هو صيانة لكرامة المرأة، يحافظ عليها وعلى عفتها ويحميها من نظرات الناس ذوي النفوس المريضة، الأهم من ذلك انه يميز المرأة فحين ترى المحجبة في الشارع تقول انها مسلمة عكس غير المحجبة
خطوات التفتيت
الكل يعلم ان المجتمعات الإسلامية المفترض فيها عدم الاختلاط وفي العقود السابقة لم تكن المدارس في مصر مختلطة، فقامت السينما بدور كبير في إشاعة الاختلاط في المجتمعات المسلمة لأن السينما هي القذيفة الأولى التي تقصف عقلك وبعدها يبدأ مدفع سريع الطلقات في اطلاق الرصاص على ما تبقى من وعيك, فبعد الفيلم, يبدأ عمائم الأزهر في تغليف المفهوم الذي أتى في الفيلم بصبغة دينية تجعلك مطمئناً وترسخ الأمر في ذهنك كما لو كان من الدين، السينما كانت تتهكم على المدارس غير المختلطة وتصفها بالتخلف والرجعية وتصف الرجل الذي يصر على عدم تعليم بنته إلا في المدارس الخاصة بالبنات على انه شخص رجعي، ثم التهكم على البنات وعلى أزياء هذه المدارس بل ووصل بهم الأمر انهم يتهموا الإسلام انه دين لا يهتم بتعليم المرأة على الرغم من ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران وقال نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين” وكانت أمنا عائشة من أفقه نساء العالم وأكثرهن رواية للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذاً فالإسلام لا يمنع من تعليم المرأة، المهم ان كل هذا كان بطريقة زراعة السم في العسل فكانوا مثلا في الأفلام يظهرون البنات المتحررة اللواتي يرتدين الملابس الفاضحة وتشرب الخمور يحققن نجاح في المجتمع ويتزوجن من طبقات ثرية وليس لديهن عقد نفسية ومحبوبين و و و الخ وتدريجياً اختفى الحياء والعفة حتى وصل الأمر بالبنات ان يكونوا في متناول السفهاء والفاسدين وكلنا شهدنا نماذج مأسوية من تأثير الاختلاط غير المحسوب سواء في الأسر أو حتى في حوادث القتل الغريبة التي نشهدها في السنين الأخيرة.
فمثلاً حين يخرج الرجل ليذهب إلى عمله ويركب أي مواصلة ويجد النساء حوله في كل مكان (متبرجات او حتى محجبات من حجاب هذه الأيام الذي يُظهر أكثر ما يخفي)، ثم يدخل مقر عمله فيجد زميلاته متبرجات، يفتح انستغرام يجد نفس الشيء، أليس هذا بكفيل ان يجعل لدى الرجل حالة من الاشباع، بالتالي لن ينظر لزوجته ويبدأ يستغني عنها وكذلك تستغني المرأة عن زوجها بمجتمعات الرجال والتي تدفعها بالتالي إلى بذل مجهود لتلفت نظرهم بسبب المنافسات حولها؟
ولكي تعرف خطورة الاختلاط على الأسرة، هناك فيلسوف إنجليزي اسمه برتراند رسل توفي عام ٧٠ قال ان “الاختلاط هو عدو الحياة الزوجية” وقال حرفيا ان “هناك شرط مهم يساعد على دعم الحياة الزوجية، ذلك هو خلو الحياة الاجتماعية من النظام الذي يسمح بالمصادقة والمخالطة بين المتزوجين من الرجال والنساء سواء في العمل أوفي المناسبات والحفلات وما شاكلها، ذلك أن العلاقات العاطفية بين المتزوجين وغير المتزوجين من رجال ونساء خارج دائرة الحياة الزوجية هي سبب شقاء الأزواج وكثرة حوادث الطلاق” ( المصدر مقال القضاء على الأسرة المسلمة أ.د سعد الدين السيد صالح)
هذا ما قاله فيلسوف انجليزي تنبه لما أصبحت مجتمعاتنا غارقة فيه والذي شدد عليه الإسلام وأقره للمرأة وللأسرة المسلمة.
حركات تحرير المرأة
لعبت السينما ( وهي صناعة يـ هـ ودية) دور كبير في تعزيز الاتجاه العالمي لما عرف بحركات تحرير المرأة ونزولها للعمل وبالمناسبة قبل أن احكي لكم حكاية ظريفة في موضوع عمل المرأة وحريتها المزعومة أشدد على ان الإسلام كرم المرأة بأفضل وظيفة في الكون، وهو العمل الذي خلقت من اجله وهو تربية رجال الامة فحسن تربية المرأة لأطفالها الذين سوف يحملون على أكتافهم مسؤولية بناء المجتمع اهم من أي عمل، ولذلك فرض الإسلام على الرجل أن يعمل ويسعى في الأرض لينفق على زوجته وهي معززة مكرمة تمارس عملها في بيتها، وفي نفس الوقت الإسلام ورداً على بعض المتنطعين، أباح الإسلام العمل للمرأة خارج المنـزل إذا كانت هناك ضرورة لذلك، كأن تكون المرأة هي العائل الوحيد لأسرتها. أو في حالة احتياج المجتمع لها في ميادين لا تصلح فيها إلا المرأة مثل طب النساء، والتوليد، وتعليم البنات وغير ذلك مما يناسب المرأة
اذاً وظيفة المرأة الرئيسية هي تربية الأطفال وإرضاعهم ليس فقط لبن لأن اللبن يمكنك الحصول عليه من أي بقرة، انما ترضعه حنان وعطف ومعهم مبادئ وقيم لأن هذا الطفل سيكون رجل صالح او امرأة صالحة في المستقبل، وليس كما تدعي (الست) نهاد ام الشراشيب ان المرأة غير ملزمة برضاعة اطفالها ولا كما تقول (المخنثة) هبة قطب ان المرأة غير ملزمة بالطبيخ، لكن لو اضطرت المرأة للعمل فهو أمر مباح
نزول المرأة العمل هو تدمير كامل للمجتمعات لأنه يفتت الاسرة.
تخيل معي (وتتخيل ليه انت بالفعل تعيش المأساة) حين تنزل المرأة للعمل، تترك أولادها، للدادة في الحضانة (الله اعلم كيف تربيه وماذا تعلمه) بالإضافة، نزول المرأة للعمل وتدريجيا يجعل المرأة تتخلى عن الجانب الانثوي خاصة حين تنزل ميادين معينة للعمل
في أوروبا مثلا قاموا بعمل بعض الدراسات التي اثبتت ان المرأة التي نزلت ميادين العمل الخاصة بالرجال حصل لديهن ظاهرة خطيرة وهي ضمور أجهزة الأمومة ووظائفها فلم تعد المرأة امرأة، كما فطرها الله. ولم تصبح رجلاً كما تمنت في نفسها، وإنما أصبحت جنساً ثالثا
يقول الكسيس كاريل وهو عالم (حاصل على جائزة نوبل الماسونية) ولكن له رأي يحترم في هذا الموضوع، يقول “لقد ارتكب المجتمع العصري غلطة جسيمة باستبداله تدريب الأسرة بالمدرسة استبدالاً تاماً ولهذا ترك الأمهات أطفالهن لدور الحضانة حتى ينصرفن لأعمالهن ومطامعهن الاجتماعية أو مباذلهن أو ارتياد دور السينما، إنهن مسئولات عن اختفاء وحدة الأسرة واجتماعاتها التي يتصل فيها الطفل بالكبار فيتعلم منهم أموراً كثيرة، لأن الطفل يشكل نشاطه الفسيولوجي والعقلي والعاطفي طبقاً للقوالب الموجودة في محيطه، إذ إنه لا يتعلم إلا قليلاً من الأطفال الذين في مثل سنه” ( المصدر: المقال الذي سبق اشارتي له)
يعني الغربي غير المسلم اكتشف هذا الخطر وانت يا مسلمة غارقة في القشور والاغراءات التي يقدمها لكِ الغرب وعينه على تدمير الاسرة المسلمة
نأتي لموضوع تحرير المرأة المزعوم، وأعلم مسبقاً ان كلمة مزعوم تلك ستغضب عدد من المحسوبين على المسلمين أمثال انثى المرحاض النـ صـ رانية فريد الشوباشي او نهاد ام الشراشيب اوهبة قطب والمدعو سعد الضلالي والنكرة مبروك عطية الذين ينفذون المخططات الماسونية لتدمير الأسرة حرفيا
وقطعاً كلامي هذا سيغضب الجماعة الذين يعملون الآن في اخراج المشاهد الأخيرة في تدمير الاسرة المسلمة الذين يقولون (ان الست ماشي تضرب جوزها وتطلبه في بيت الطاعة” أمثال المـ جـ رمة سعاد صالح
المصطلح نفسه أكذوبة للضحك على عقول النساء التي أصبحت أسيرة بالفعل للمصطلح الذي جعل معظم النساء تترك منزلها وأولادها لتحقيق ما تسميه ذاتها وتدخل معترك العمل في كل المجالات.
للأسف، كنت واحدة من هؤلاء النساء، بل كان عملي هو الكتابة عن حقوق المرأة العربية في أمريكا ومن ضمن هذه الحقوق حقها في الخروج والعمل والمساواة مع الرجل.. وكل هذه المحفوظات التي يرددها أي ليبرالي كالببغاء، بل أنني أسست مجلة نسائية لمناصرة المرأة ولحثها على الحصول على حقوقها المسلوبة (مجلة نون النسوة) ولذلك أعلم أن كلماتي قد تكون صادمة ولكنها قناعاتي التي وصلت إليها بعد أن اكتشفت الحقيقة المؤلمة، أن ما يطلقون عليه تحرير المرأة لم يكن سوى طوق للعبودية..
عبودية السيد الأبيض الذي يخطط للعالم ولأغراض عادة ما تخفى عن الباحثات عن “الحرية”
اقرأوا معي هذا الجزء من كتاب رجال الظل لأنتوني نابليون صفحة ٢٦٩ لتعلموا لماذا حرص النظام العالمي على موضوع خروج المرأة للعمل ومن هم الممولين الحقيقيين لحركات تحرير المرأة والأهداف الخفية ورائها،
آرون روسو المنتج الهوليودي الراحل كان أحد الأصوات التي تعالت في فترة من الفترات ضد اليد الخفية التي تحكم العالم والتي نقرأ عنها في رواية الأخ الأكبر ولا نشاهدها إلا في قصص الخيال العلمي.
في لقاء تليفزيوني روى روسو جانباً من حوار دار بينه وبين أحد أصدقاءه من عائلة روكفلر مالكة شركة ستاندارد أويل التي تسيطر على تجارة النفط في الجزيرة العربية، الذي سأله هل تعلم لماذا مولنا حركة تحرير المرأة؟
فرد عليه روسو كما روى (حسب اعتقاده) لكي تتمكن المرأة من العمل والحصول على الفرص.. الخ كل المحفوظات التي يمكن أن تسمعها على لسان الليبراليين
فرد عليه صديقه (من عائلة روكفلر) أنت أحمق يا روسو
ثم شرح له، أنهم مولوا حركة تحرير المرأة لسببين، السبب الأول لكي يفرضوا الضرائب على نصف عدد السكان الآخر (المرأة).
والسبب الثاني، أنها تضطر إلى إدخال أولادها مبكراً إلى المدرسة (الحضانة) وبذلك تختفي فكرة الأسرة وتصبح الحكومة هي الأسرة.
هذا هو فكرهم
أما في عالمنا الإسلامي فكان الموضوع أخبث مليون مرة مما قاله روكفلر لصديقه في البرنامج التلفزيوني لأن المخطط الصهيوني كان هدفه نقل كل موبقات الغرب لمجتمعاتنا المسلمة كما اشرت في البداية للقضاء تماما على شكل الاسرة المسلمة وجعلها شبيهة بالأسرة الغربية
وهدم الأسرة المسلمة خطة يهودية ماسونية وشيوعية هذا ما نستطيع فهمه من نصوص محاضر جلسات اليهود السرية بقولهم “سوف ندمر الحياة الأسرية بين الأميين ونفسد أهميتها التربوية” والأميين هنا أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وتستطيع قراءته أيضا في كلام ماركس الذي اكدت فلسفته على هدم نظام الأسرة وتنشئة الأطفال في الحضانات العامة حتى لا يكون لهم أي ارتباط بأم أو أب أو أسرة، ويكون ارتباطهم الوحيد بالدولة والحزب وده بالضبط نفس كلام روكفلر .
فحركات تحرير المرأة التي روج لها الغرب وتبناها بعض الليبراليين العرب لم تكن تهدف لحرية المرأة كما يزعمون لأن المرأة المسلمة حباها الله بالتكريم والعزة بالفعل من خلال تعاليم ديننا الحنيف، بل إن الإسلام هو من حرر المرأة بالفعل من العبودية والرق والنظرة الدونية التي كانت تنالها قبل الإسلام. فقد كانت المرأة ينظر لها على أنها رجس من عمل الشيطان وكانت تباع وتشترى ولم يكن لها حق في الميراث فجاء الإسلام فحررها من الرق وجعل لها حقا في الميراث وأوصى الرجل بها في كل الأمور، بل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء خيرا في حجة الوداع
حتى أكذوبة أن حركات تحرير المرأة جاءت لتعطي المرأة حقها في التعليم كانت أكذوبة روجها الليبراليين في المجتمعات المسلمة فالدين الإسلامي منح المرأة حق التعلم واكتساب المعارف والعلوم المختلفة بعد أن كانت حكرا على الرجل في العصور الجاهلية كما أوضحت عالياً
وهناك أيضا أكذوبة أن حركات تحرير المرأة جاءت لتحرر المرأة وجعلها ترتدي ما تشاء بحرية والتي سقطت في العديد من الاختبارات ففي تركيا مثلا وتحت حكم العلماني أتاتورك حرم التعليم على المرأة المحجبة ومنعوا المحجبات من الدراسة ، كذلك فعل اللقيط ماكرون مؤخرا في فرنسا حين وضعت النوادي والمدارس اللافتات التي تمنع دخول المحجبات من هذه الأماكن وحاربوا الحجاب ووصفوه بأنه ظاهرة عفنة وأنه رمز الجاهلية وغير هذا من أوصاف ليجبر المرأة المسلمة على خلع الحجاب … والأمثلة كثيرة، فأين هي حرية المرأة التي ينادون بها؟
من يقرأ كتاب (المرأة في الشرق) للنـ صـ راني مرقص فهمي الصادر عام ١٨٩٤يعلم تماما أن موضوع تحرير المرأة الذي أدخله الليبراليين لمصر كان ضمن مخطط قديم وخبيث للقضاء على الأسرة المسلمة
ومحاربة الإسلام تبنته فرنسا بعد محاولتها احتلال مصر إبان الدولة العثمانية ثم بريطانيا إبان احتلالها مصر ومن بعدها تبنته الحكومات العميلة وعملت على تسريب أفكاره بالتدريج ليكون هو السمة الغالبة في المجتمع
في هذا الكتاب والذي يتم تنفيذ أهدافه بالتدريج إلى يومنا هذا دعا مرقص لتحرير المرأة من خلال عدة أهداف أولها القضاء على الحجاب الإسلامي، إباحة اختلاط المرأة المسلمة بالأجانب، تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي، منع الزواج بأكثر من واحدة (وهو ما يخالف القرآن)، وإباحة الزواج بين المسلمات والأقباط
حين تقرأ هذه الأهداف التي أوردها مرقص فهمي في كتابه تجدها كما لو كانت تسير بأستيكة على تعاليم الإسلام
والمتتبع لما يحدث في مصر في العقود الأخيرة يلاحظ أن كل ما أشار إليه مرقص هذا تم تنفيذ معظمه والبقية سيشهدها المجتمع المصري قريبا.
حتى موضوع خروج المرأة للعمل في المجتمعات المسلمة فرض الليبراليين شروطهم فجعلوا خروج المرأة المسلمة إلى العمل بالطريقة التي أرادها لها الغرب مما أخرج المرأة من عفتها ووقارها وجعلها تتخلى عن بعض من تعاليم عقيدتها ودينها وحررها من ملبسها الإسلامي الذي ارتضاه الله لها وذلك بسبب رغبة المرأة العاملة في مجاراة خطوط الموضة وبالتالي لم يعد للمرأة المسلمة هيبتها التي كانت. بل وأصبحت المرأة بسبب تهافتها على مجاراة هذه الموضة مجرد (سلعة) أعدت خصيصا لجذب أنظار الرجال.
ففي القرن الماضي لم تكن المرأة أو الفتاة المسلمة في حاجة لأن تبذل مجهودا كثيرا في البحث عن الموضة وأدوات التجميل لتلفت أنظار الرجال فقد كان الرجل هو من يبحث عن المرأة ليتزوجها ولم تكن المرأة متاحة بالشكل الذي أراده الغرب للمرأة المسلمة
فماذا جنت المرأة من الأفكار الليبرالية؟
وكما قال د. مصطفى محمود أصبحت المرأة متاحة في الشارع وفي كل وسائل المواصلات وفي كل مجالات العمل وعلى أغلفة المجلات.
فبعد ان كانت عزيزة في منزلها لا يستطيع الرجل الوصول إليها أصبح الرجل يجلس أمام شاشة التليفزيون ليشاهدها ويشاهد كل مفاتنها ثم ينزل إلى الشارع فيرى جميع صنوف النساء أمام عينيه، ثم يذهب للعمل فيجدها زميلة له في العمل ولذلك أصبحت رغبة الرجل في الزواج ليست كالسابق فبدلا من أن يتزوجها يكفيه مصادقتها والحديث معها والغذاء معها مجانا دون حاجة به إلى الزواج وأصبحت المرأة للأسف لعبة في يد بيوت الموضة وصناع السينما والإعلانات يستخدمونها لإرضاء نزوات الرجال إلا من رحم ربي، حتى الرجل المتزوج لم تعد زوجته كافيه ولم تعد تشبع رغباته، وأصبحت المرأة المتزوجة تلهث لتتشبه بفلانة وعلانة زميلة زوجها في العمل أو فلانة نجمة الإنستغرام لكي تلفت نظر زوجها.
وبعد أن كانت الأسرة المسلمة مثالاً يحتذى به في التماسك والترابط أصبحنا اليوم نعاني من كل المشاكل التي تعاني منها الأسرة في الغرب
أصبحت المرأة تضع أولادها في حضانة لتربيه لها سيدة أخرى لا تعلم عن تاريخها أو دينها أو أخلاقياتها ما يجعلها تأمن ترك طفلها معها، ولكنها مضطرة للنزول للعمل لأنها اشترطت على زوجها قبل الزواج أن تعمل لأنها تريد أن تحقق ذاتها.
ليس هذا فحسب فتحت ستار حقوق المرأة تم تغيير قوانين الطلاق وهناك حديث دائم عن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث
بسبب ما يسمونه بحقوق المرأة ونزول المرأة للعمل انهارت القيم والأخلاق وأصبح لا مجال للعفة والطهر الذي دعا اليهما الاسلام.
من أخبث ما يكون في دعوات تحرير المرأة المزعومة هو الوصول للنقط الخبيثة التي أصبحنا نقرأها بلا خجل وهي ان المرأة غير ملزمة بعمل الأكل أو الرضاعة لأن من نادوا بحرية المرأة كانوا يستهدفون الأسرة المسلمة التي تعتمد على قوامة الرجل
ختاما تحرير المرأة هي تلك العبارة المذمومة التي ضحكوا بها علينا نحن معشر النساء
فتحقيق المرأة لذاتها والذي خلقت من أجله هو أن تؤسس أسرة وأن تربي أبنائها تربية صالحة لا أن تكون سلعة رخيصة
وعنداً في نهاد ام الشراشيب، نعم المرأة خلقت للحمل والولادة ولولا الحمل والولادة والرضاعة لما اُبتلي المجتمع بأمثالك. ربنا خلق المرأة بيولوجيا قادرة على الحمل والولادة والارضاع وجعل غريزة الأمومة هي الأقوى عندها وهذا ما يحاولون الغاؤه في الوقت الحالي بهؤلاء الالاضيش الذي أفرد لهم الاعلام مساحات واسعة لنزع تلك الغريزة عن المرأة لتكون عجينة لينة في معامل دفع المرأة للشذوذ الجنسي، فالمقصود من هذه الحملات ألا تتزوج المرأة ولا تنجب وبالتالي تنخرط في علاقة شاذة بحجة الحفاظ على جمالها وكل هذا الهراء
و لو كنت من هؤلاء الرجال وجاءت زوجتي تقول لي انها لن تطبخ لي وان الإسلام لم يأمر المرأة بعمل الطعام للزوج أو الإسلام لم يأمر المرأة بخدمة أم زوجها أو انها ليست ملزمة بإرضاع طفلها ستكون إجابتي أنه لا يوجد أي مشكلة، لأن ربنا سبحانه وتعالى شرع تعدد الزوجات (مثنى وثلاث ورباع)، فهناك النساء الارامل ولنا في رسول الله اسوة حسنة، كذلك المطلقات، ثم سأضيف، صراحةً أنا الذي أرفض أن يكون لي أولاد من سيدة لن ترضع ابنائي مع الغذاء القيم والأخلاق
وختاماً، نصيحتي لأي شاب مقبل على الزواج في بلادنا المنكوبة أن يرفض بشكل قاطع التوقيع على قائمة، يرفض أن يكون مجرد حافظة نقود أو حساب في بنك، يرفض ان يكون مجرد شقة تمليك أو فيلا لفتاه لم تعلمها أمها ولم يربها ابوها، بل ربتها دادة في حضانة وعلمتها مواقع السوشيال ميديا
وليس شرطا ان تتزوج من مصر، تزوج مسلمة أيا كانت جنسيتها فتلك جنسيات فصلتها لنا الدوائر التي تحكم العالم.
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ