جرب أن تتابع ما يحدث مع الفشار، ستجد الأخبار تكتسب أبعادا أخرى، الفشار سيضفي على الأحداث لمسات مختلفة عما عهدته من قبل. جرب متابعة غادة والي مع الفشار ستجد الأمر مسليا بشدة. استرخ وتصور نفسك تتابع فيلم رسوم متحركة مع أبنائك، ستنظر ساعتها للأمر من زاوية مختلفة.
قرأت تصريحات الوزيرة الانقلابية غادة والي عن فرض عقوبات على كثرة الإنجاب، ولم أدر لم تذكر على الفور نجمة إبراهيم ومن فوقها مصباح الغرفة يتأرجح يمينا ويسارا وهي تقول (محدش بياكلها بالساهل).
لا ريب أن والت ديزني كان سيرقص طربا لو قُدر له أن يعيش في مصر بعد الانقلاب، كان من الممكن أن ترى تشكيلة جديدة من التماثيل والشخصيات في مدينة ديزني، غادة والي ترتدي جلباب نجمة إبراهيم وتمسك بمنديل تكتم به أنفاس طفل، ضباط وضابطات هيئة مكافحة الإنجاب يمرون في الطرقات يفتشون على النساء الحوامل.
مشاهد يبدو أنها اقتطعت من فيلم شركة المرعبين المحدودة، حيث تدور قوات مكافحة الأطفال في الشوارع بحثا عن أطفال زائدين، ومحاكم تفتيش في الميادين العامة وصيحات الجمهور الغاضب تنادي بحرق النسوة اللواتي تجرأن على الإنجاب الزائد.
شخصيات أخرى كانت ستثري مدينة ديزني، فهناك لواء الرياح الشمالية يقف نافخا الرياح ولواء المتاحف العسكرية يقف بقواته مع جيش رمسيس الثالث ليحارب الصليبيين في بيت المقدس. وتماثيل متعددة لقائد الانقلاب، وهو يحدث الجماهير عبر الشاشة مرتديا زي المهرج، عن مكافحة الإرهاب ومجابهة التحديات والنص جنيه.
سيرك!!
أنت في حلبة سيرك واقعي والفارق بينه وبين السيرك هو أنهم يتعاملون مع انفسهم بجدية ويظنون أن هذا التهريج، إدارة للدولة.
هي نفس المشاهد التي يمكنك أن تراها في إحدى قصص بطوط المصورة، حين يعود بالزمن إلى ماضي مدينة البط من خمسمائة عام.
مصر، على يد هؤلاء المختلين تقترب كثيرا من مرحلة حساء الأجنة.
بحثت بالمناسبة عن السيرة الذاتية لغادة والي، فلم أجد فيها سوى أنها حاصلة على ليسانس آداب من جامعة القاهرة ثم عملت كموظفة في هيئة كير الدولية وكانت مسؤولة فيما بعد عن القروض والمنح أي أنها لم تمارس ما درسته بالجامعة وأغلب الظن أن والدها عثر لها باتصالاته على وظيفة ما تدر دخلا كبيرا كما هو الحال في مصر.
مجرد موظفة توسط لها والدها على الأغلب للعمل في هيئة ما, وهي جيدة كما هو واضح في ممارسة عقدة الخواجة وهواية الإعجاب بالغرب ولا شيء بعد ذلك. وأظن أنك إن بحثت فلن تجد سيرة معلنة لهؤلاء القوم سوى العمل في هيئات تسول القروض والمنح ولن تجد لها من قرارات في منصبها الانقلابي سوى إلغاء دور تحفيظ القرآن وهي المواصفات التي أهلتها دون شك لتصبح وزيرة انقلابية.
هي نفس المؤهلات الوظيفية التي من الممكن أن تؤهلها للالتحاق بوظيفة ما في كوريا الشمالية.
أنا لم أهتم كثيرا في الحقيقة بالتعديل الوزاري الانقلابي, وإن كانت تصريحات صاحبة سيلفي الأمم المتحدة والسيرة الذاتية للوزير الآخر الانقلابي (السوابق) قد دفعتني جديا للتفكير في إصدار مجلة رسوم متحركة إن وجدت متطوعين إن شاء الله, فهؤلاء مادة لا تنضب للكوميديا.
لا أدري لماذا ذكرني تصريحها بمشهد يحيى الفخراني في فيلم الكيف حين تناول المخدر وأخذ يضحك في العزاء.
انتو جايين تعملوا انقلاب ولا جايين تهزروا ؟؟ !!
أعتقد أن ظهور تلك الشخصيات النادرة في مصر هو إيذان بانتهاء عصر الانقلابات في الكرة الأرضية وأن القذافي وعيدي أمين كانا سيبدوان شديدي الاحترام والوقار إذا ما قارناهما بتلك المجموعة البائسة من المهرجين.
مرة أخرى جرب أن تتابع هؤلاء مع طبق من الفشار وستجد الأمر مسلياً للغاية.