على اليوتيوب ستجد فيديو لطنطاوي وهو يتحدث عن دور كتيبته في الحرب
(الكتيبة 16 مشاة) – ( أول تعليق )
ولا حديث مطلقاً عن خسائر الكتيبة
وتحدث عن المعارك التي خاضتها الكتيبة حتى وقف اطلاق النار بل وتحدث عن وجود احياء في تلك الكتيبة !!
وهو ما ينافي تماماً ما هو معروف بشهادات الشهود عن الكتيبة 16 مشاة
والتي تقول ان تلك الكتيبة ازيلت من الوجود وقُتل كل أفرادها ولم يتبق منها سوى طنطاوي ورئيس عملياته
اوضح تلك الشهادات هي شهادة اللواء أركان حرب أحمد أسامة في حوار صحفي أجرته معه المصري اليوم بتاريخ 18 أكتوبر 2013 قال فيه :
(وتتكون من 3 ألوية أولها اللواء 16 مشاة، وأحد قادة كتائبها المقدم حسين طنطاوى. وهذه الكتيبة أزيلت تقريباً بالكامل، لأن الطيران الحربى الإسرائيلي وجه كل طاقته نحو جزء محدد لإحداث الثغرة منه.. وقد تم بالفعل!) – ( ثاني تعليق )
فلماذا يكذب طنطاوي أصلاً ؟
ولماذا يظهر قائد الكتيبة 16 مشاة على التليفزيون اصلاً ؟
ربما يقول قائل ان تبرير هذا هو ان السادات اراد التقليل من شأن الثغرة ورفع معنويات الجيش, فامر بأن يظهر قائد الكتيبة المواجهة للثغرة مباشرة وهذا تبرير لا يبدو مستساغاً
فلماذا لا يظهر قائده الاعلى ؟ قائد المنطقة التي يتبع لها مثلاً ؟
اذا وضعنا هذه الاسئلة بجانب حقيقة أن الجسر (أو بالأحرى السد) الذي قالوا أن القوات “الاسرائيلية” التي عبرت بنته لتعبر عليه (قالوا انها بنته بعد وقف اطلاق النار أصلاً) وهو سد يحتاج لشهور من العمل ولا يمكن اقناع طفل أنه نتيجة يومين من العمل تحت ظروف قصف وهو السد الذي ازعج يوسف ادريس فكتب مقالاً (ثالث تعليق) يقول فيه انه لابد أنه بني بالاتفاق بين مصر واسرائيل (وأنا اميل الى هذا الاحتمال واضيف انه لابد ان يكون قد وُضعت اساساته قبل الحرب ربما باسابيع وان الكتيبة 16 مشاة شاركت في عمليات البناء بشكل كبير وربما قالوا لهم ان هذا جسر لعبور القوات آخر وانها ازيلت من الوجود في خلال عمليات عسكرية لم يوفر لها فيها السادات الحماية لُيُدفن معها سرها) – (مقالي رابع تعليق)
لوصلنا إلى تفسير مرعب
وهو ان طنطاوي سلم الكتيبة كاملة للقتل وهرب ثم اظهروه على التليفزيون ليقول ان كل شيء على ما يرام وأن افراد الكتيبة احياء ويمكنه بالطبع ان يختلق أي اسماء وكتيبته كلها قد ماتت ولن يحاسبه أحد بل ولن يتصور أحد انه يكذب أو ان ظهوره على التليفزيون لاخفاء جريمة كبرى
وأن هذا لم يتم الا بمعرفة السادات شخصيا والذي كان دوره هو منع نجدة تلك القوات وان المخلوع مبارك لابد أنه شارك في تلك الجريمة عن طريق منع الطيران من التدخل لمنع وصول القوات الاسرائيلية او لمنع الطيران من ضرب موقع الكتيبة 16
واذا وصلنا إلى هذا التفسير تصبح الأمور مفهومة ويصبح ظهور طنطاوي غير المفهوم وغير المبرر على التليفزيون أمراً مفهوماً لأنه ساعتها يكون في اطار اخفاء اثار جريمتهم والادعاء بوجود احياء من تلك الكتيبة لاخفاء حقيقة تآمر السادات نفسه لتمكين شارون من محاصرة الجيش الثالث وهو الجزء الثاني من تمثيلية أكتوبر التي بدأت بعبور متفق عليه
(والتمثيلية هنا تعني ان السادات اصدر الاوامر للشاذلي بالحرب بينما اتفق مع موشيه ديان وكيسنجر على مواعيد وتوقيتات معينة لوقف القوات ولسحب بعضها ولفتح ثغرات بين بعضها في توقيتات بعينها لتنفيذ سيناريو ما)
وبالوصول الى هذه المرحلة من التفسير يمكن الاجابة على الاسئلة الغامضة التالية
لماذا تم اخفاء تدمير الكتيبة 16 بل وادعاء وجود احياء منها ؟
لماذا قام البعض بالتغطية على طنطاوي والسماح له بالظهور على التليفزيون لخلق صورة غير حقيقية ؟
لماذا لم يُحاسب طنطاوي الذي هرب من موقعه وترك كتيبته للتدمير كما تقول شهادات الشهود ؟
لماذا ظل يترقى حتى وصل إلى منصب وزير الدفاع ؟
ولماذا حدث المثل مع المخلوع الذي ارسل نصف قوات الصاعقة في طائرات هليكوبتر بدون حماية جوية مما اسفر عن تدميرها كلها فيما عرف باسم مذبحة الهليكوبتر ؟
لماذا تمت ترقيته الى منصب النائب بدلاً من محاكمته ؟
(وبالمناسبة ما حدث ما طنطاوي من تغطية على جريمته وترقيته وتصعيده هو نفسه ما حدث مع السيسي حيث كان الناجي الوحيد من الطائرة التي اقلت عسكريين قادمة من امريكا ولم يحقق احد معه بل وترقى فيما بعد حتى وصل لمنصب مدير المخابرات الحربية)
ان حرب اكتوبر هي تمثيلية من الاساس جرى الاتفاق قبل ان تبدأ على مواعيد محدد لانتهاء فصول منها وبدء مشاهد وفصول اخرى حتى انهم منحوا قوات خط بارليف اجازة ووضعوا مكانها 436 جندي من لواء احتياط غير مدرب وهو نصف العدد المطلوب لتحصينات خط بارليف وكأنما كانت دعوة للبدء في العبور
حرب اكتوبر كانت تمثيلية (مناورة لا يدرك المشاركون فيها انها مناورة) وتطلب تنفيذ فصولها مجموعة من الخيانات التي يمكن أن ترسل اصحابها الى حبال المشانق وهذه الخيانات صار اصحابها هم اللاعبون الاساسيون على المسرح بفعل قوة ما دفعتهم إلى مقاعدهم
هل من الممكن ان نرى لجان تحقيق تتشكل ليقف أمامها طنطاوي والمخلوع ؟
وهل يمكن أن نرى طنطاوي والمخلوع يعترفان بجرائمهما وبخياناتهما وقد بلغا من العمر أرذله ؟
هل يمكن أن يخرج المخلوع وطنطاوي ليعترفا أن اكتوبر كانت تمثيلية كبيرة سيق إليها الشباب على مذبح “اسرائيل” لتحقيق أهداف سياسية وللتلاعب بمشاعر ملايين البسطاء الذين صدقوا مشاهد العبور المكذوبة التي يذيعونها على الشعب المسكين من مناورة اجريت بعد الحرب بعام ؟
مقال أرشيفي : نشرته اول مرة بتاريخ 28 ابريل 2018