أعلنت بالأمس انني سأكتب عن محمد دحلان وعلاقته بالاسرائيليين واستضافته العجيبة على احدى القنوات وفي احد البرامج التي كان مقدمها يلبس مسوح الوطنية ولكن فضيحة أخرى تفجرت فاستحوذت على كل اهتمامي, لما تكشفه من أساليب لعب العسكر بالإعلام, خصوصاً وأنني على قناعة تامة أن الانقلاب لم يكن ليتم دون إعلام, وأنه بدون إعلام يصبح كالورقة في مهب الريح, فقررت أن أكتب عن الفضيحة التي تفجرت بالأمس على مواقع التواصل الإجتماعي بعد اكتشاف سرقة باسم يوسف لمقال من كاتب يهودي ونسبته لنفسه على صفحات جريدة الشروق, والمقال يتحدث عن أزمة القرم ويقدم تحليلاً للمسألة وكنت ألقيت نظرة على المقال بعد اكتشاف عملية السرقة التي قام بها أراجوز الانقلاب, ولفت نظري قبل أي شيء, الموضوع الذي كتب فيه وهو موضوع بعيد تماماً عن الأحداث على الجبهة المصرية الملتهبة التي كان عليه باعتباره مصرياً أن يوليها كامل اهتمامه, والأمر الثاني الذي لفت نظري هو أن هناك محاولة تجري من خلف الستار لتقديم باسم يوسف باعتباره المعارض الثائر الساخر الشجاع الذي يقف في وجه العسكر وينتقد الكفتة أحياناً ثم لا يقترب من رأس الانقلاب على كل ما فيه مساخر تصلح لتقديم عدة حلقات عنها مثل بنطلونه الذي يرفعه حتى صدره وعدم قدرته على تكوين جملة عربية سليمة بدون تهتهة أو تلعثم, أو عن وسامته المزعومة التي حاولت وسائل الإعلام التابعة للانقلاب أن تسوقها لنا على الرغم من عدم وجودها, ومحاولات باسم يوسف هي في الحقيقة لاجتذاب قطاع عريض من الشباب تحديداً وإبعادهم عن المعارضة الحقيقية التي قد تضر الانقلاب حقاً, فلم نسمعه يتحدث عن جرائم العسكر ولا عن المخازي التي تحدث على الساحة من هتك عرض للفتيات او اغتصابهن ولا عن عودة قمع الشرطة بأشد مما كان على عهد المخلوع, الخلاصة أن باسم يوسف يقدم نفس نموذج المعارضة التي كانت قائمة أيام المخلوع ولكن في إطار كوميدي أكثر ابهاراً, اسخر وانتقد كما تشاء من الوزراء وقراراتهم وتخبطهم ولكن إياك أن تقترب من الرأس, وتفادي باسم يوسف لهذه المسائل لا يمكن أبداً أن انظر إليه في إطار بريء فهو بلا شك مقصود لتكريس فكرة الخوف في نفوس المصريين من جديد وصناعة ( عتريس ) جديد يخشاه المصريون فكتبت تصوري عن طريقة إقحامه في الساحة بعد الإنقلاب وخصوصاً بعد اختفائه المريب لفترة في الإمارات المؤيدة للانقلاب ثم ظهوره على قناة سعودية مؤيدة للانقلاب وهو سيناريو يبدو مكشوفاً لكل من يستطيع استخدام عقله لمدة عشر دقائق متواصلة, أمر آخر أود أن أشير إليه, في الوقت الذي لم تكن دماء شهداء رابعة والنهضة وباقي المجازر والمحارق التي نفذها العسكر في حق المصريين, وقف هذا الأراجوز ليرقص ويطبل ويبتسم ويضحك السفهاء على دمائهم ويحول المجازر إلى مهازل وأتخيل كيف كان كان من الممكن أن تصاب أم أحد شهداء رابعة مثلاً بالذبحة الصدرية لو كانت رأت مثل هذا المشهد … التحليل الذي اقدمه شديد البساطة ولا يحتاج الا لوضع الحقائق بجوار بعضها البعض في ترتيب منطقي لا يحتاج لعبقرية ليكشف حقيقة أراجوز العسكر والذي اقترح من الجورنال على العسكر إضافة رتبة ( أراجوز أول ) لتكريمه على مجهوداته التي اسهم بها لتدعيم انقلابهم الساقط ان شاء الله
مسرحية أراجوز العسكر
بطولة : باسم يوسف
مسرح : قناة ام بي سي السعودية المؤيدة للانقلاب
إخراج : لسة مش عارفين بس مخمنين
المشهد الأول |
باسم يوسف يخرج على قناة سعودية هي ام بي سي مصر ليقدم برنامجه الساخر بعد طول غياب بعد أغنيته الأخيرة بعد مجزرة رابعة والتي رقص فيها على دماء الشهداء ( أوميجا طلع بيان قرر يـ….. الإخوان )
المشهد الثاني |
في نفس القناة السعودية المؤيدة للإنقلاب باسم يوسف يقدم حلقة فزيعة خالس خالس ينتقد فيها اختراع الكفتة ولا يقترب من بنطلون #عواتشيف ولا وسامته ولا أحلامه ولا ساعته الأوميجا برغم أن كل واحدة من هذه الأشياء تصلح مادة كوميدية يصنع منها عدة حلقات.
المشهد الثالث |
نغمة السخرية تتصاعد وباسم يوسف يقدم حلقة مضحكة عن اختراع الكفتة المهزأ الذي قدمه اللواء المشعوذ أمام وزير دفاع المكرونة الولد أبدو الفتاهـ أوميجا العالمى والمؤقت بشندي شحرور … والناس تضحك وتصفق لباسم يوسف على أداءه الرائع ومرة أخرى لا يقترب من أوميجا برغم كل ما فيه من مساخر تكفي الواحدة منها لإضحاك المصريين سنين قادمة … التصفيق يتعالى للمعارض صاحب الرأي الحر والساخر ذي اللسان الاذع والعبارات الساخرة والساحة السياسية بعد الإنقلاب ترحب بـ الثائر الساخر الجديد وما زال لم يقترب من #عواتشيف أوميجا.
المشهد الرابع |
باسم يوسف الثائر الساخر يقدم حلقة جديدة من برنامجه وفي نفس (( القناة السعودية )) يتم التشويش على البرنامج بل ويتم التشويش على القناة دون باقي القنوات على نفس التردد ( يا سبحان الله ) .. ويتعاطف المزيد من الناس مع المعارض الساخر الثائر المضطهد الذي يقلق إدارة الانقلاب فتقوم بالتشويش على برنامجه وقت إذاعته بدلاً من مكالمة تليفونية للمحطة السعودية التي تؤيد الانقلاب والتي قبلت من الأصل أن تقدم برنامجه ( لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله وتضرب كفاً بكف ) والذي لا تكف أبواق المؤيدين للثورة المضادة عن سبه وشتمه ورفع دعاوى قضائية ضده في بعض الأحيان.
المشهد الخامس |
موهبة جديدة نكتشفها في الثائر الساخر المعارض المضطهد ( بالتشويش وبسباب أبواق الثورة المضادة ) وهي أنه كاتب سياسي ومحلل عميق صاحب نظرة مبعدية ( على رأي اللمبي ) ويكتب مقالاً في الشروق عن قضية القرم ويقدم تحليلاً يبدو للقراء شديد العمق فنعرف أن باسم يوسف ليس فقط أراجوز يجيد التنطيط بل هو محلل سياسي عقر وتمتد رؤيته حتى إلى ما هو خارج الشأن المصري ( لم يقدم لنا تحليلاً عن يوم 19 مارس وما يتوقعه وهل يرضى بحكم العسكر أم لا ) …. التصفيق يتزايد !!!
المشهد السادس |
الفضيحة بجلاجل, اكتشاف أن ( المقال التحليلي العميق ) مسروق من محلل أجنبي يهودي يدعى ( بن يهودا ) وأنه موقع (( ساسا )) قد نشر ترجمة له منذ حوالي اسبوع قبل مقال باسم يوسف, والفضيحة تنتشر في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً عندما يقدم باسم يوسف على الاعتذار للكاتب الذي يرد على باسم يوسف ساخراً ( انه صهيوني وكان من المفترض ان باسم يوسف حتى لو اقتبس مقالاً كاملاً من الصهيوني أن يكتب المصدر ) ….. ضحكات جانبية خبيثة ….. باسم يوسف يكذب ويرد أنه كتب المصدر في نهاية المقال ولكن الناس لا تقرأ حتى النهاية … ضحكات جانبية شريرة هذه المرة … والفضيحة تنفجر بقوة
المشهد السابع |
محاولة تصدير الأراجوز العميق القادر على التحليل السياسي الذي ينتقد كل شيىء بسخريته اللاذعة والذي وهبه الله عقلاً يستطيع التحليل وقلماً جريئاً تفشل بعد اكتشاف (( سرقة )) المقال واكتشافه (( كذبه )) على صاحب المقال وانتشار (( الفضيحة )) في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وغالباً قناة الجزيرة اليوم أو غداً بعد رصد بالأمس والتي يتابعها 5.2 مليون متابع ….
الدرس المستفاد
1- عندما تضع خطة معقدة لتصدر المشهد لا تكتب عن القرم
2- يجب على الأراجوز الذي يتصدر المشهد أن ينتقد أوميجا ولو في حلقة كاملة.
3- البرنامج كان يجب تقديمه على قناة غير سعودية وغير مؤيدة للانقلاب
4- التشويش يتم على التردد بالكامل وليس على قناة واحدة من داخل الاستوديو
5- لا تسرق أبداً مقالاً تمت ترجمته من قبل باللغة العربية ونشره قبلها بأسبوع
6- لا تسرق أي مقال يكتبه شخص اسمه بن يهودا
7- الكذب مالوش رجلين