فلان ما تحت سيطرة جهاز ما في بلاد واق الواق يرتكب مخالفة مرور ما, فيصبح لزاماً على ملايين المسلمين أن يعتذروا وأن يبرروا وأن تتحول صفحاتهم إلى منابر لشرح سماحة الإسلام.
هذه الكلمة التي امقتها
سماحة الإسلام, والاسلام وإن كان سمحاً حقاً وإن لم نكن بحاجة إلى بيان سماحته, فقد تحول هذا المصطلح إلى (شربة زيت خروع) تثير الغثيان وتدعو إلى القيء كلما سمعتها او قرأتها.
يتم تدمير سوريا ويشترك في تدميرها روسيا وأمريكا وتجتمع عليها كل قوى الغرب ويقتل ملايين المسلمين فيها بالبراميل المتفجرة ويتم قصفهم بالكيماوي ولا يعتذر أحدهم عن دماء المسلمين التي سُفكت
يكذب بوش وادارته اليمينية المـ تـ طـ رفـ ة و يدعو لتدمير العراق ويتبعه لاعقو الاحذية العرب, فلا يعتذر أحدهم.
مليون شهيد أو اكثر في العراق واليمن وجرائم شهدها العالم ورصدتها الكاميرات وشارك في ارتكابها حكام اوروبا اصحاب ربطات العنق المنمقة ولا تجد أحدهم يعتذر عن (الارهاب الصـ لـ يـ بي) ضد المسلمين.
مختل ما يرتاد ملهى (للـشـواذ) في ولاية ما, فيقرر في لحظة خبل أن يطلق النار على مرتادي الملهى, فتجد ملايين المسلمين تعتذر وتبرر وترى العمم المستأجرة تدين وتشجب ثم تتحدث عن (سماحة الإسلام).
شاب صغير يقتل مدرس تاريخ أراد أن يعلم تلاميذه حرية الرأي بعرض رسوم مسيئة عن الرسول فتأخذ هذا الشاب الحمية ويقتل هذا الاستاذ (مع رفضي التام لجريمة القتل وعلمي انها جريمة دبرتها المخابرات الفرنسية للتضييق على المسلمين) ولكن يسارع الجميع بالدفاع عن الإسلام وتسرع كل العمم للإعتذار
شخص ما يطعن فتاتين مسلمتين عند برج إيفل يضع الجميع ألسنتهم تحت الأحذية ولا تجد نفس اللوعة التي رأيناها في حادث المدرس ولا تجد من يعتذر عن الفرنسي الذي قتلهم
لا أعلم ولا يعلم غيري في اللحظة التي أخط فيها هذه السطور كم برميلاً متفجراً وكم قذيفة طائرة ستسقط على رؤوس المسلمين في سوريا أو اليمن أو في ليبيا, ولكنك لن تجد من يعتذر.
يخطو الطيار الروسي على مدرج المطار ثم يركب طائرته ويقلع به عمداً ويحلق بها عمداً فوق حلب أو حمص أو الرقة او ادلب, ليضغط زراً وهو يدندن بلحن ما ويرقب القذيفة في هبوطها الشيطاني فوق رؤوس المسلمين ويصور صورة الانفجار, يقتل عشرات وربما مئات يومياً ثم يعود إلى قاعدة جوية ما في أرض المسلمين, ليتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه ويهاتف أسرته في روسيا, ثم لا تجد ملايين الروس يعتذرون.
طائرات فرنسية او امريكية تقصف مدينة مسلمة ما تتبعها عشرات المدافع تهدم عشرات المنازل, ثم لا تجد من يعتذر.
هل قرأت اعتذاراً أوربياً واحداً عن الارهاب الصـ لـ يـ بي حين احتل
الصـ لـ يـ بيون بيت المقدس واراقوا دماء المسلمين حتى وصلت للركب ؟
هل قرأت اعتذاراً أوروبيا واحداً عن محاكم التفتيش في أسبانيا وإبادتهم للمسلمين؟
هل قرأت اعتذاراً فرنسيا واحداً عن قتلهم أكثر من مليوني مسلم في الجزائر؟
المسلم فقط يجب أن يسير محني الرأس يردد أوراده اليومية من الاعتذارات والادانات والتبريرات.
حتى تعود بعض من يحملون اسماءنا في بطاقاتهم الشخصية واصبح الاعتذار من مكوناته الجينية. تُقتل راقصة في الصين, فيعتذر, يطلق مختل النار على شـ واذ في اورلاندو, فيعتذر, يضرب شاب ما مدرس فيعتذر.
يذكرك هذا بمشهد أحمد مكي في فيلم (طير انت) حين كان يتقمص شخصية مطرب ويتحدث عن انتاج فيلم ليبين للغرب كم نحن متحضرون واننا نقوم بالـ “شوبينج” مثلهم وان لدينا سكسي جيغلز وبيكيني مثلهم.
قبل أن يغزوا الغرب بلادنا ويحتلها, غزانا عملاءهم.
دمروا برنامج التشغيل الرباني الذي ارتضاه لنا الله.
اصبحنا مسلمون بالبطاقة وحتى يصلوا إلى تلك النتيجة كان لزاماً عليهم أن يدمروا (المخ)
ازالوا الأزهر الواعي المجاهد الذي كان شيوخه يتصدون للمحتل, ووضعوا طبقات من الغبار على النخبة الدينية الحقيقية التي كانت تقود المجتمع, ازالوا تاريخنا الحقيقي حين كان شيوخ الأزهر يقودون الثورة ضد جنود فرنسا وحين كان (الحرافيش) يهتفون خلفهم حي على الجهاد وحين كان التركي والمغربي والسوري يقاتلون الاحتلال كتفاً بكتف تحت قيادة شيوخ الأزهر, ووضعوا لنا برامج تشغيل بديلة (لايت) عن حسن العطار الماسوني الهارب إلى فرنسا الذي لا يفعل شيئاً سوى أن يبتسم في (سماحة) وهو يتبنى برامج التغريب التي أقرها رجل فرنسا محمد علي.
في الاستوديو يجلس الناشط فلان الفلاني وعلى الشاشة تظهر كلمات عاجل والمذيع المنفعل يتحدث عن حادث الشاب الذي قتل أستاذ التاريخ, والناشط الليبرالي ينتفخ غضباً, تتطاير الكلمات ومع تتطاير ربطة عنقه ويغرق لعابه حلته الثمينة, حزناً وغضباً وانفعالاً ثم يتحدث عن (التطرف) ثم حين يقتل شخص ما أمل وكنزة تحت برج إيفل نجد نفس الناشط وضع لسانه تحت حذائه أو يقول أن مرتكب الحادث مجرد شخص مخبول
وعلى شاشة أخرى يجلس أحد عمامات الأزهر الرسمي يحدثك عن حرمة الدماء الانسانية, يحرف عبارات الأحاديث لتناسب الحدث.
دار افتاء العسكر تصدر بياناً تعلن فيها تضامنها مع فرنسا ولا تعلن فيه رفضها للإجراءات التي تقوم بها فرنسا ضد المسلمين بل إن مفتي العسكر نفسه يتهم نصف المسلمين بأوروبا بانتمائاتهم (لـ دا عـ ش)
وعلى شاشة أخرى يحدثك احد الدعاة الجدد عن الإسلام الوسطي الكيوت
لن تسمع من هؤلاء ادانة لمجزرة رابعة أو للمجزرة التي حدثت للمسلمين في نيوزيلندا ولن تنتفض عروقهم لسفك دماء مسلمي بورما ولا نزوح المسلمين في سوريا ولا مجازر المسلمين في بنجلاديش, برنامج تشغيلهم لا يحتوي الا على التضامن والشحتفة والشجب والتنديد طالما كان الضحية غير مسلم.
قبل أن يعتذر البعض بكل تلك الدونية عن جريمة لم يرتكبوها ضد ضحايا لا يعرفونهم في بلد ما, كان المحتل الصـ لـ يـ بي قد قطع أشواطاً في تدمير برنامج التشغيل الرباني الذي وضعه الله سبحانه وتعالى لنا ليصبح قبول ما تراه على الشاشة من فضلات علمانية غربية حقيقة من حقائق الحياة اليومية.
يريدون من المسلم أن يتحول إلى آلة اعتذار يومية, يريدونك أن تدين ما لم ترتكبه حتى تدين دينك نفسه في مرحلة لاحقة وحتى تقبل بتعديل مناهجك وتطويع دينك.
لولا الكـ لـ ا ب الضالة حكام المسلمين لما كان هذا الذل والهوان الذي يشعر به المسلمون في كل مكان
بل ان هؤلاء الحكام الإرهابيون المعينون على بلاد المسلمين, شركاء في قتل المسلمين
كما هدناك اخت آيات مسلمة حرة لا تلين في مواقفها حينما هان الرجال قلت حقّاً ونطقت صدقا لك كل الاحترام والتقدير وجزاك الله خيراً