البعض يكتب رداً على مقالاتي عن دور أردوغان في سوريا وتصفية المعارضة السورية ومقارنتها بما يحدث في الملف الليبي معترضا على كلامي عن أردوغان متسائلا في آن واحد ألا ترين ما فعله أردوغان في تركيا وأنه عمل نهضة وقام برصف الشوارع وتحسين الخدمات للأتراك والبعض الآخر يقول يكفي أردوغان فخراً أنه لم يقتل شعبه .. كما لو كانت الخدمات التي يجب على أي حاكم تقديمها لشعبه وعدم قيامه بقتل شعبه هما المقياس!!

ولا يهم عندهم أنه صحيح لم يقتل شعبه لكنه ساهم في قتل وتشريد الأخوة السوريين

الغريب أن أحدهم وهو أحد أعضاء الجماعات (الإسلامية) كتب منذ فترة مقالاً يرد فيه على المهاجمين لأردوغان ويمدح فيه ما يقوم به أردوغان من رصف الطرق وتحسين الخدمات, وزيادة أعداد المساجد مقللاً مما فعله أردوغان من تسليمه رقاب المسلمين للروس في سوريا ومدعيا أن العلماء اعتبروا هذا من فقه المقاصد أو التدرج او ما الى ذلك مما تحتشد به أدبيات هذه الحركات.

وهو لا مشكلة لديه في موالاة أردوغان للروس وفي تسليمه لرؤوس المسلمين في إدلب وحتى في مشاركة صاحبه المضطر المجبر المحاصر في قتل مئات الآلاف من المسلمين, ولا مشكلة لديه في أن صاحبه شارك في تفريغ شمال سوريا من السكان حسب (دراسة استراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات) ولا مشكلة لديه ان يعرف ان بوش الابن استدعى أردوغان ليسلمه مشروع الشرق الاوسط الكبير في 2004 وان كاتبا مثل فهمي هويدي كتب هذا في حينه ونقلا عن صحيفة يني شفق التركية ذاتها وقبل أن يتآمر أحدهم على صاحبه المحاصر المضطر.

هؤلاء المهاطيل من الحركات (الإسلامية) يعتنقون نسخة مزورة من الإسلام, فهو اسلام (على ما تفرج) اسلام مزور يغض الطرف عن الدعارة ولا مانع لديه في قتل مئات الآلاف من المسلمين او اعلان ضرب المسلمين من موسكو بالاشتراك مع روسيا.

اسلام مزور لا يمت بصلة للإسلام الحقيقي الذي أمرنا الله به

لا مشكلة لدي هؤلاء من أتباع النسخة المزورة من الإسلام

ليس لدى المفتونين بأردوغان مانع في انطلاق الطائرات من انجرليك لضرب العراق وقتل المسلمين فيها طالما ان أردوغان لم يقتل شعبه وطالما أنه رصف الطرق وأقام الكباري، رغم أن هذه الخدمات والمهام يقدمها الرئيس غير المسلم أيضا لأبناء بلده في أي مكان في العالم، وهم بهذا يتبعون إسلاماً مزور يهلل طربا لرفع المصحف وينتظر جيلا يربيه أردوغان

وهو بهذه الطريقة أراح نفسه من عناء الواجب في محاربة أعداء الإسلام والمسلمين في انتظار ذلك الجيل الوهمي

تماماً مثل من ينتظرون ظهور المهدي المنتظر بجيشه ويعولون كل الأمر على المهدي ويتناسى هؤلاء أنه لكي يظهر المهدي لابد لك أنت من العمل على تمهيد الأرض للمهدي وليس الإنتظار

هؤلاء الأشخاص وغيرهم لا يفهمون ان مجرد تسليم رقبة مسلم واحد تضع صاحبها في خانة الخونة للدين وتسقطه تماما من اي حسابات وذلك الجاهل وغيره ما وصلوا إلى هذه النتيجة المشوهة الا لاعتناقهم النسخة المزورة من الإسلام

إسلام الخدمات

إسلام الدولة العلمانية

النسخة مقلمة الأظافر للإسلام والتي تعتبر الجيش مؤسسة وطنية وتعتبر (الدول) من الإسلام وتجب لها الطاعة وتعتبر رصف الطرق من الإسلام

اسلام الحدود والوطن الذي يعتنقه المهاطيل

الإسلام الذي يخلط المفاهيم الماسونية لما يسمى بالوطن بالإسلام ويزاوج بينهما ليخرج نسخة متميعة لا علاقة لها بالإسلام يظنها ذلك الجاهل وامثاله (حداثة)

اسلام الوطن والحدود

اسلام مخلوط بالماسونية يحدث الناس عن (الأوطان) كما يسميها هؤلاء المهاطيل

ولذلك فمن الطبيعي أن تُفرز عقلية مسمومة كهذه نتاج تهجين وتلقيح, تفكيرا مشوها جاهلا كهذا التفكير

كلام في الحقيقة يفضح جهل صاحبه بالإسلام والسياسة وحتى بالأخلاق، وبالاضافة الى ذلك فهو كلام مكيافيلي لا يخلو من التطبيل

فاردوغان مشارك في قتل آلاف من المسلمين في سوريا

ويكفيه عارا يوصم به أبد الدهر, مدن خفض التصعيد التي سلمها لبوتين في استانة 2017 وسحبه لعشرة آلاف عنصر من (الجيش الحر) في وقت هجوم روسيا على حلب والزج بهم في معركة لا علاقة لها بالثورة السورية وهي خيانة ارتكبها أردوغان وهو يعلم أنها خيانة ولا تأويل لها بالاضافة الى جريمة اتفاق ادلب (سوتشي) الذي شارك فيه اردوغان بل واعلن بنفسه انه سيضرب ادلب مع روسيا وأعلن ذلك من موسكو وتحدثت عن ذلك في حينه في عدة مقالات وهو في ذلك لا يختلف كثيراً عن أي طاغية مجرم

ومن يتابع أحداث سوريا يعرف أن مدن خفض التصعيد التي سلمها أردوغان لروسيا كانت تستهدفها روسيا بالقوة المفرطة وكانت ميليشيات إيران تضرب هذه المدن شرقا وغربا ولم يتدخل أردوغان

ومن يتابع ما يحدث في إدلب حتى يومنا هذا يعلم تماما عما أتحدث

فإدلب اليوم معظمها تحت سيطرة نظام بشار وهناك تحركات عسكرية كبرى للسيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة المعارضة في إدلب وسيتم بيع هذه المناطق لنظام بشار على شكل حرب نوعية قصيرة بين جيش المجـ رم بشار ومن وراءه روسيا وبين المعارضة ومن ورائها أردوغان يتم على أثرها تسليم ما تبقى من إدلب لبشار وبوتين مما يدفع تركيا إلى التحرك نحو شرق الفرات لتعويض خسائرها في إدلب

وأعتقد أن هذا هو الاتفاق السري بين بوتين وأردوغان والذي حذرت منه من شهور

أن تتنازل تركيا عن نقاطها في إدلب مقابل تمكينها من شرق الفرات

كل هذا يحدث ثم يأتي أحد هؤلاء ويحدثني عن رصف شوارع اسطنبول

هذا وغيره للأسف شخصيات متواكله وإسلاميون بالتمني و مهاطيل يسيل لعابهم وهم يحدثونك عن أوهام يظنونها من الإسلام وهؤلاء المسلمين لا صانوا دنياهم ولا حفظوا دينهم

** الصورة المرفقة لطفلة سورية ممن شردتهم قوات بشار وبوتين وتحت حماية أردوغان

آيات_عرابي