كان من بين مهام جمال الدين الإيراني مبعوث الماسونية في مصر
هي ادماج الشيعة في النسيج الإسلامي
وغرس فكرة الدولة الوطنية (بجيشها الإلزامي) في الفكر الإسلامي
والعجيب ان هناك علاقة غير مباشرة تربط جمال عبد الناصر وجمال الدين الايراني (بخلاف الاسم المشترك وبخلاف ان الاثنين كانا ماسونيين) فجمال الدين الإيراني البهائي والذي قبض عليه بسبب اشتراكه مع البهائيين (كان واحد منهم وكان محمد عبده بهائيا على الأرجح ويتضح هذا من خطاباته لجمال الدين والتي يخاطبه فيها على اعتبار أنه إلهه )
كان مؤسس الديانة البهائية وعميل المخابرات الروسية تلميذاً لكاظم رشتي أحد كهنة الشيعة والذي كان على صلة بالمخابرات الروسية عن طريق القنصل الروسي
وكان كاظم رشتي هذا هو جد تحية عبد الناصر.
والظروف المحيطة بزواج تحية كاظم بزوجها هي ظروف غامضة اذ ان عبد الناصر كان على علاقة عاطفية بفتاة يهودية كانت جارته في حارة اليهود وهاجرت الى الأرض المحتلة قبل شهر من انقلاب يوليو 1952 أما تحية كاظم فيبدو ان زواجه منها جاء بأوامر من جهة غامضة.
هذا هو الرابط غير المباشر بين الاثنين
والعجيب ان عميل المخابرات الأمريكية عبد الناصر جمع بين الزواج من شيعية (وكان يقدم نفسه على انه مسلم ظاهرا للناس بينما هو في الحقيقة من أصول يمنية يهودية كما قال محمد نجيب في مذكراته) وبين إعادة هيكلة الدولة الحديثة (كانت إعادة الهيكلة مهمة فريق من ضباط المخابرات الامريكية لكن عبد الناصر كان الواجهة الظاهرة
وهكذا يمكن القول ان عبد الناصر وبشكل ظاهري امام الناس كان يقدم الوجه العسكري لاسلام النظام العالمي (لم يكن عبد الناصر يجاهر بعدائه للإسلام امام الناس بل كان يحاول اخفاء عداءه للإسلام خلف مظاهر مثل الحج وانشاء اذاعة القرآن الكريم وغير هذا من مظاهر)
المهم ان غرس فكرة الدولة الوطنية في الفكر الإسلامي تعني حماية فكرة الدولة الإسلامية بسياج من الإسلام نفسه وهو ماتقدمه كل الحركات الإسلامية التي تعمل تحت مظلة الدولة
وكان دمج الفكر الشيعي في النسيج الفكري الإسلامي يعني ليس فقط قدرة إيران على لعب الدور الذي لعبته في سوريا (فارس في الأصل فرضت عليها الديانة الشيعية بالحديد والنار في أعقاب الاحتلال الصفوي) بل يعني كذلك القدرة على تفكيك العراق واعادة رسم خريطة المنطقة بإعادة تفكيك الدول الوطنية التي تكونت في أعقاب سايكس بيكو وهذه النتيجة التي تبدو بعيدة كانت نتيجة تسعى إليها الماسونية منذ أكثر من مائة سنة.
وهكذا يمكن القول ان الإسلام الذي تقدمه هذه الحركات وهو الإسلام الطيع المنصاع للمنطلقات الفكرية للحركة الماسونية هو اسلام النظام العالمي
اسلام يسمح بتعليق الشيعة في البدن الإسلامي
هو نفس الإسلام المهجن الذي حمى اتفاقية سايكس بيكو مائة سنة
الخلاصة ان صيغة الإسلام التي تقدمها الحركات الإسلامية هي صيغة تسمح بالإبقاء على المسلمين مرتهنين على الأنظمة العسكرية المعينة من الغرب.
هذه كانت مهمة جمال الدين الايراني
ولذلك فإنك حين تسأل احد انصاف المتعلمين في إحدى هذه الحركات الاسلامية عن (التجديد) المزعوم الذي أحدثه جمال الدين الإيراني فسيقول لك انه جاء بفكرة الدولة الحديثة وتنقية الخطاب الإسلامي
وهو في هذا يلتقي مع العسكر ويصبح الخلاف بين الطرفين مجرد خلاف على الأداء.
وللحديث بقية ان شاء الله
ِ