عنوان طويل جداً لمقال.. أليس كذلك؟
عذراً لم اجد عنواناً أقصر، فتحملوا طول العنوان، فالقصة شيقة.
تخيل طبقات ذلك الصوت الغليظ المدوي عبر الشاشات، يعلن احتلال سيناء.
هذه المرة لن يركض المواطنون ليميلوا بآذانهم على المذياع القريب.
سترى بعينيك ما كنت تظنه خيالاً سينمائياً.
عبد المنعم ابراهيم يسرع إلى المستشفى ليقع على أول فراش يصادفه ليشمر اكمامه ويتبرع بالدم.. تحية كاريوكا تهدي إيراد رقصاتها للجنود على الجبهة.. ماجدة هي الأخرى تسرع إلى الجبهة لترقص للجنود وهي تعدل وضع الباروكة ثم تكتب رقصورتاجاً عن (جنودنا البواسل وقصصهم)، وربما اسعدها الحظ لتجد احمد زكي نسخة 2017\2018 لتكتب عن قصته مع ناهد شريف.
محمود عبد العزيز هو الآخر سيجلس على مقعده المتحرك ويتذكر في ألم لحظات سقوط طائرته الهليكوبتر.
محمود ياسين هو الآخر سينتشل نجوى ابراهيم من الترعة وهو يتحسس الرصاصة التي لا تزال في جيبه.
أحمد سعيد سيغير اسمه إلى أحمد موسى ويذيع بيانات الانتصار .. طائراتنا تضرب الآن رفح.. قواتنا الباسلة اسقطت 9 آلاف تكفيرياً.. اضرب يا أخي!
نحن على مشارف الشيخ زويد!
هزيمة غير محسوسة واحتلال لن تشعر به.
سيقولون لك أن الكيان الصهيوني تدخل لحماية أمنه وأن العمليات تتم بالتنسيق مع (قواتهم الباسلة) التي تحارب الإرهاب الأسود!!
أسامة الأزهري وعلي جمعة وياسر برهامي سيروون لك كيف سالم النبي عليه الصلاة والسلام يهود المدينة، وسيحولون الحق إلى باطل والباطل إلى حق كعادتهم.
احتلال سيناء (الذي اراه قريباً) سيكون موسماً للخبراء الاستراتيجيين, ستفتح صنبور المطبخ لتجد عدداً من الخبراء الاستراتيجيين.. الكل سيحدثك عن ضرورة التنسيق مع (الدولة الصديقة) لمحاربة الإرهاب.
الكل سيبرر لك احتلال العدو لسيناء والذي سيتم تحت أنفك دون أن تشعر, ستجادل هؤلاء (الموازيين) الداعمين للانقلاب أن ما يجري في سيناء احتلال, وستشرح لهم أن دخول قوات العدو إلى سيناء هو احتلال مقنع ولن يقتنعوا.
سيرونك متحاملاً .. ربما قال أحدهم متصنعاً الحكمة والعمق السياسي.. انشر الايجابيات !!
عليك أن تتحلى بالصبر وبأفضل ما انتجته شركات الأدوية العالمية من أقراص معالجة الجلطات ثم عليك بعد ذلك أن تحتفظ بالكثير منها، فستحتاجه حين تقرأ لأحد هؤلاء (الاصطفافجية) وهو يرحب بعودة البرادعي إلى الصف الثوري بعد تغريدة يكتبها ذلك الأخير يدعو فيها جيش الكيان الصهيوني إلى القضاء على (الإرهاب) في سيناء ثم الرحيل بسرعة لأن اعصابه لا تحتمل.
وعليك أن تتحمل ما يكتبه هؤلاء المصرين على (وطنية) جيشهم الذي لم يترك جريمة الا ارتكبها في حق سيناء وأهلها وأن تقرأ المعلقات التي سينظمونها في (وطنية) جيشهم.
بل عليك من الآن أن تجهز أقراص الضغط لتقرأ ما سيكتبه هؤلاء عن اعترافات عسكري الانقلاب اليوم والتي فضح فيها عقيدة (جيشهم الوطني) وقال ما مضمونه أنه جيش علماني يعادي الإسلام، فيما بدا لي انه رد على ما كتبته بالأمس عن عقيدة (جيشهم) ودوره كقوات أمن مركزي للكيان الصهيوني.
سيحدثونك عن (تغيير عقيدة جيشهم الوطني)!
وبعد سيناريو الاحتلال المحتمل، توقع أن تلتهب الأحداث وربما ارتفعت درجة حرارة الرأي العام في مصر رغم كل ما سيحقنونه من مخدرات إعلامية, لتجد نفسك في لحظة ما تستمع إلى السادات وهو يتلو بيان ضباط البنتاجون الشرفاء وهم يعلنون (أنهم طهروا أنفسهم من الفساد) وانقلبوا على الانقلاب وربما يتم وقتها التضحية بقائد الانقلاب ككبش فداء ليهدأ هؤلاء المطالبون بالقصاص.
وبعدها ستسمع تصفيقاً حاراً وستبدأ تجهيزات المسرح لمهزلة انتخابات 2018 وربما وجدت البرادعي يحدثك عن ضرورة خوض الانتخابات صفاً واحداً خلف مرشح الثورة في مواجهة جمال مبارك مرشح الدولة العميقة (هكذا سيسمون الدمية التي يختارونها).
ربما يفسر لك هذا السيناريو الذي بدأتُ الحديث عنه منذ 2015، ذلك السعار الذي تعامل به الانقلاب مع مباراة كأس افريقيا والتي يبدو من التأكيدات الانقلابية (نائبة برلمانهم والتغطية الإعلامية الواثقة) أنه تفاوض لشراء النتيجة وربما كان هناك (من عشمه بالحلق، فخرم ودانه) كما يقول المثل البلدي.
تلك التغطية المحمومة التي ظهرت خلفها رغبة مسعورة في إخفاء الفشل على كل الأصعدة وتخدير الجماهير بفوز وهمي لا يقدم ولا يؤخر، في محاولة من قائد الانقلاب لإنقاذ رقبته من سيناريو انتخابات ما بعد الإنقلاب والذي يبدو لي في كثير من تصرفاته مدركاً له متحسساً لرقبته.
وما أكرره وما سأظل مصرة عليه إن شاء الله هو أن رئيس مصر هو الرئيس مرسي. وأن الُمصرين على شرعية الرئيس مرسي بإمكانهم قلب الطاولة على الجميع وانقاذ مصر من ذلك المصير المظلم، فقط إن احسنوا التصرف ووجدوا من يقودهم لاستعادة شرعية الرئيس الذي اصبحت عودته الآن مرتبطة أكثر من أي وقت مضى باستقلال ذلك البلد المنكوب بالعسكر.