ازمة العقل المصري لم تبدأ منذ عهد المخلوع ولا حتى منذ انقلاب 1952.
أزمة العقل المصري بدأت منذ حوالي قرنين, مع هزيمة المصريين سنة 1824 أمام ميليشيات محمد علي.
هزيمة الثورة على التجنيد التي خاضها مسلمو مصر كانت هي المرحلة الفاصلة بين مصر بكل ما تمثله من قيم الاسلام وبين مصر الحالية بكل ما تمثله من خيانات وعداء للاسلام على المستوى الرسمي.
مهدت تلك الهزيمة الطريق أمام عميل فرنسا محمد علي لتنفيذ البرامج الفرنسية في مصر (ولم تكن هذه البرامج بعيدة عن الحركة الصهيونية فاقيمت اول مستوطنة في فلسطين في العصر الحديث تحت حماية مصر المحتلة فرنسيا, التي هُزم شعبها)
ما نراه اليوم من معارضة لأفكار بديهية (اذا امتلكت بعض الاطلاع) ومن غربة الاسلام لم يكن وليد حقبة المقبور عبد الناصر وحده.
تصديق الكثيرين للمسرحيات والتمثيليات التي يقدمها هؤلاء العسكر الرعاع (الذين لم يكن من الممكن قبل هزيمة الاسلام في مصر أن يطمعوا حتى في العمل كمتسولين), وليد العبث في جينات العقل المسلم لعقود وبناء طبقات من الجهل فوقها طبقات لم يقبلها الشعب الا لأنه ببساطة قد انهزم أمام القوة المسلحة.
القوة هي التي فرضت تلك العينات البشرية الوضيعة على المسلمين في مصر وفرضت الاساس الذي قامت عليه كل الخزعبلات والعبث في جينات العقل المسلم لتحويله الى الصورة التي تراها.
وقد قاوم الشعب نظام الاحتلال بالوكالة في البداية (الثورة على التجنيد الاجباري ونظام محمد علي 1824) .. قاوم بالسلاح ولكنه انهزم (لاسباب لا علاقة لها بميزان القوى)
من ذلك المشهد بدأت مراكمة تلك الطبقات حتى وصلنا إلى مرحلة أن نجد جهلاء يتحدثون عن (الجيش الوطني) ويقولون أن خلافهم (مع القادة وليس مع الجيش) وهي مقولة لا تدل الا على حماقة قائلها وسطحيته وجهله السياسي الكامل بتركيب دولة الاحتلال بالوكالة.
هذه الأزمة تحتاج أول ما تحتاج إلى تجاوز تلك المقولات الحمقاء عن طريق تحقيق انتصارات على الأرض
تحتاج إلى تجاوز اعلام الفول والطعمية الذي يحاول اقناعنا انه مناهض للانقلاب ويذيع لنا برامج (لك يا سيدتي) .. تحتاج إلى تجاوز ذلك الفكر السقيم الذي يرسم خريطة برامج جديرة بملاهي أطفال وليس ببلد تخوض حربا ضد وكلاء الاحتلال من العسكر ومن وراءهم.
تحتاج إلى تجاوز حالة الرخاوة التي يحاول ذلك الاعلام ادخالك فيها عن طريق تحقيق انتصارات حقيقية على الارض
لا الشعارات السخيفة الصبيانية الكوميدية على غرار (الحرية لفلان) تصلح
ولا الشعارات الحقوقية البلهاء التي يطلقها البعض من حين لآخر مثل (فلان فين) تصلح لتحقيق تغيير
التغيير الحقيقي لن يتحقق الا إذا فتحت ثغرة أمل للجماهير واقنعتهم بالقدرة على تحقيق نتائج على الأرض (حتى لو في عصيان مدني محدود)
المتعاملون مع البيئة المصرية عليهم ان يدركوا أنهم بصدد بيئة مختلة منذ قرنين, بيئة تحتاج لهزات فكرية تمتد إلى الاساس الفكري الذي قامت عليه دولة العسكر.
تحتاج إلى أن تظهر لهم أن التغيير ممكن وان تحقيق الانتصارات على الارض ممكن كما انك بحاجة إلى تحطيم الأصنام الفكرية التي قامت عليها دويلة العسكر بدءاً من مرحلة عميل فرنسا محمد علي وحتى أكاذيب مرحلة ما بعد انقلاب 1952.
تحتاج إلى ان يدرك الناس ان ذلك #الجيش_المصرائيلي خائن محارب للاسلام .. وان يدركوا أن تفكيكه وحله وتسريحه وتفسيخه قطعة قطعة والقاءه في مزبلة التاريخ ودفن مرحلته بلا رجعة ومحوها من تاريخ مصر هو الحل لحياتهم.