منذ بدايته والجيش الإلزامي هو فكرة ماسونية نبتت في المحافل الماسونية
هذه هي جذور الفكرة مهما حاول البعض الباسها زيا مختلفا
وفكرة الجيش الالزامي تختلف كثيرا عن فكرة الجيش في الإسلام بالمناسبة وقد شرحت هذا في عدة مقالات من قبل تناولت فيها الفرق بين الجندي (الموظف) المجند المخطوف الاسير وبين الجندي العقائدي
وأساس الفكرة هو صناعة قوة حماية لفكرة الدولة الوطنية
وفكرة الدولة الوطنية أساسها تقسيم الكل الكبير (الإسلامي والنصراني في أوروبا) إلى مساحات أصغر ليسهل السيطرة عليها.
وحتى تتم حماية هذه الدويلات الصغيرة كان لابد من إنشاء قوة مسلحة لحمايتها
والقوة المسلحة تقوم على فكر مختلف تماما وهو فكرة الجندي المواطن الذي يموت من اجل الارض ويطيع الوطن.
ولكن في مصر أمر محمد علي في محاولة للتغلب على رفض الناس لفكرة التجنيد الإجباري, ان يقوم الوعاظ بتزيين التجنيد الإجباري للناس وبأنه من الدين,
وهذه الفكرة بطبيعة الحال لم تكن فكرة الجاهل محمد علي بل يمكن ان نقول بكل ارتياح انها فكرة الاجهزة الفرنسية والمحافل الماسونية التي كانت تقف خلفه بل ويمكن ان نقول انها كانت فكرة الحاكم الفعلي لمصر وقتها وهو القنصل الفرنسي دروفيتي رئيس المحفل الماسوني الذي كان محمد علي عضوا به في الاسكندرية
وقد لا يعلم البعض ان الثورات على التجنيد الاجباري لم تكن في مصر وبلاد الشام فقط بل كانت في أوروبا ثورات للفلاحين على التجنيد الإجباري.
ففكرة التجنيد الإجباري كانت تدشينا لعصر الاستعباد
وحتى يتم ادخال هذا كله الى بلاد المسلمين
جاء الاحتلال الفرنسي وترك بيضا فقس من بعده (العميل محمد علي ونظامه)
ثم بدأت حركة التغريب لربط مصر بالفكر الماسوني وفصلها عن محيطها المسلم
وقد قاد هذه الحركة رواد مثل رفاعة الطهطاوي (عليه من الله ما يستحق)
ومن بعده البهائي المدعو جمال الدين وتلميذه الكافر بالله محمد عبده والذي أرسل لاستاذه مندوب المخابرات البريطانية (كما أكد هذا السلطان عبد الحميد رحمه الله في مذكراته) يقول انه يسير على سنته القويمة (كما سماها) بقطع رأس الدين بسيف الدين
والمبرر الذي قدمه اذناب الاحتلال للناس هو اللحاق بركب التقدم الأوروبي
وهذا الفكر اقبلت عليه الحركات الإسلامية كالإخوان المسلمين
وهو نفس الفكر الذي تقدمه انظمة العسكر
والاثنان يقدمان هذه الفكرة ويتنافسان تحتها كـ ندين فهذا يتحدث انه جيش الوطن (جيش الزامي مصنوع بفكر ماسوني داخل قطعة أرض صنعت منها دولة بفكر ماسوني) والآخر يطالبه بالعودة للحدود التي صنعها له المحتل ليكون جيش الوطن !!!
ولا يمكنك ابدا ان تؤمن بما أنزله الله على نبيه عليه الصلاة والسلام ثم تخلط به ما أنتجته المحافل الماسونية في أوروبا عن الوطن والجيش الإلزامي وما جاء به موظفا الاحتلال الفرنسي والبريطاني سايكس وبيكو عن الحدود.
هذا الخلط الغبي بين الإسلام وهذه المنتجات الماسونية هو نتيجة الانقياد لفكرة الهزيمة النفسية التي ضخها الماسوني البهائي جمال الدين الايراني (الذي ادعى انه افغاني) وانه لا سبيل للتقدم سوى اللحاق بركب اوروبا.
وهي فكرة كانت محصلة لعقود من التغريب قادها رفاعة الطهطاوي من قبله
ثم جاء من بعدهما الماسوني عميل كرومر وخادم الاحتلال البريطاني المدعو محمد عبده ليقدم تفسيرات ملتوية للإسلام يحارب بها الإسلام من الداخل أو كما قال في خطاب لسيده جمال الدين (ونحن على سنتك القويمة من قطع رأس الدين بسيف الدين)
القنطرة التي عبرت عليها هذه الافكار الى الحركات الاسلامية كانت قنطرة الهزيمة النفسية والإحساس بالدونية أمام الغرب وبالتالي الرغبة في (التحديث) واللحاق بركب التطور كما تسميه هذه الحركات او (تجديد الخطاب الديني) كما يسميه العسكر
وأزمة هذه الحركات مع انظمة العسكر ليست التحرر من التبعية وهم لا يعترفون ان العسكر هم وكيل محلي للاحتلال (بل هم يتجاهلون عمدا هذه الحقيقة رغم وضوحها ورغم ان الاحتلال نفسه اكد عليها) وازمتهم هي أنهم يريدون من انظمة العسكر ان تتصرف كحراس حدود منضبطين وان يحافظوا على البنية السياسية التي تركها الاحتلال وهي الدولة الوطنية والجيش الإلزامي وان يحافظوا عليها باخلاص والا ينهبوا وان يكتفوا بممارسة العمل الذي كلفهم به المحتل الغربي في تحجيم ومحاربة وتقييد الاسلام وانظمة العسكر ترى ان من حقها ان تنهب وتسرق لانها جيش الوطن.
فالاثنان متنافسان وهذه الحركات الإسلامية هي (حركات الوطن الاسلامية) او حركات الدولة الوطنية فهي حركات تحترم فكرة الوطن (الماسونية) وتقدسها .. والاثنان يقدمان نفس الاطار الفكري بخلاف ان العسكر يقدمون حربا على الاسلام يغلفونها بدعوات تحديث الاسلام التي يخفون خلفها عداوتهم للاسلام التي ما تلبث ان تظهر من وقت لآخر بينما الحركات الإسلامية مقتنعة بأن الاسلام بحاجة لتحديث وبالتالي يمتصون الأطر الفكرية التي جاء بها الاحتلال الغربي و يمتصون كل منتجات الغزو الفكري ويعيدون تقديمها في خطاب مميع سخيف يحدثك عن (الأوطان) و(الحفاظ على الأوطان) و(الجيش الوطني) وكل هذه السخافات المكررة دون ان يقوم أي منهم بمراجعة جادة ليدرك ان ما يكرره كالببغاء وبدون فهم هي منتجات المحافل الماسونية في أوروبا.
وللحديث بقية ان شاء الله