ما ان حكم القاضي المأجور للمخلوع بالبراءة حتى أدرك البعض أن 30 يونيو كان ثورة مضادة ! الم يكونوا قد أدركوا هذا بعد, مع الحكم على فتيات تظاهرن بـ 11 سنة سجن ؟ ألم يدركوا أن 30 يونيو هي البالوعة التي أخرجت كل مياه الصرف الصحي الراكدة تحت السطح مع ما تحمله من قاذورات ؟ ألم يدرك هؤلاء الذين أفاقوا فجأة أن 30 يونيو التي اعلن أوباما دعمه لها ثورة مضادة وانقلاب ؟ الم يدركوا أن حفلة السينما التي خرجوا فيها يحملون على أكتافهم القتلة والمجرمين من ضباط الشرطة وبجوارهم لصوص الحزب الوطني انقلابا حتى بعدما رحب بها الكيان الصهيوني وخرج ايهود باراك ليدعوا علناً دول العالم لدعم ذلك العسكري المعتوه المشوه جينياً ؟
ألم يقرأ أي من هؤلاء الثوار الكيوت مقال صحفي صهيوني نشر في جريدة (إسرائيل هيوم) بتاريخ 20 أغسطس 2013 يقول فيه : ” إن تجنيد الدعم الدبلوماسي الاسرائيلي لصالح نظام الحكم العسكري في مصر خطوة سيئة جداً, سيئة لإسرائيل وسيئة للجيش المصري, ولكنها الأقل سوءاً, وهي كل ما يمكن عمله ” ؟؟!!
و يقول فيه أيضا: “عودة الإخوان المسلمين للحكم سيجعلنا نبكي لأجيال ” ؟؟!!
ألم يدرك هؤلاء الثوار الكيوت الذين تظاهروا أمام منزل الرئيس مرسي بالبرسيم وعادوا إلى منازلهم آمنين, أن حفلة السينما التي شاركوا فيها في 30 يونيو انقلاباً الا بعد صدور الحكم بالبراءة على القاتل اللص الخائن المخلوع ؟
ألم يتظاهر هؤلاء الثوار الكيوت ضد تحصين قرارات الرئيس مرسي من أحكام القضاء ( الذي أدرك الجميع الآن أنه عبارة عن مجموعة من النشالين والمسجلين خطر والشمحطجية ومديري شبكات الدعارة ), ووصفوا اعلانه الدستوري بأنه إعلان فرعوني استبدادي ؟
ألم يدركوا أن غاز مصر اُعْطي للكيان الصهيوني بلا مقابل ؟ ألم يبلغهم أن شركة حراسة صهيونية تقوم بحراسة السفن في قناة السويس ؟
ألم يدركوا أن سيادة مصر تداس بالأحذية وأن هناك ما يزيد عن أربعين ألف معتقل داخل السجون, وأن معتصمي رابعة قد تم ذبحهم وحرق جثامينهم ؟
وبعد هذا كله, يخرج الأستاذ حمدي قشطة المتحدث بإسم 6 أبريل ليمنح صكوك الثورية ويوزعها على المصريين من داخل الغرفة التي عقد فيها مؤتمره ويرحب بمن يريد المشاركة بشرط الا يطالب بعودة مرسي !
واليوم نشرت صحيفة الشروق أن 6 أبريل تعترض على حكم براءة المخلوع وأنها تدعو للتظاهر في ميدان عبد المنعم رياض يوم الجمعة وأنها ترفض إسقاط النظام يعني كوهين ينعي ولده ويصلح ساعات!
وأقول للسيد قشطة ورفاقه, إن من ينزلون الشوارع منذ عام ونصف يتعرضون للقتل والسحل وبتر الأطراف والاعتقال, فضلاً عن اغتصاب الفتيات وتشريد الأسر وضياع موارد رزقهم, فهل يقدر أحد هؤلاء الموزعين لصكوك الثورية أن يدفع الضريبة التي تدفعها سيدة واحدة جليلة مثل السيدة سامية شنن البالغة من العمر 65 سنة ومع ذلك نزلت لتتظاهر وحُكمَ عليها بالإعدام ؟
هل يقدر هؤلاء على دفع الضريبة التي دفعتها المناضلة الجميلة أسماء جمال التي بترت ساقها على يد أحد مجرمي الداخلية ؟ هل يقدر أي من هؤلاء على تحمل الثمن الباهظ الذي تحمله معارضو الانقلاب حتى الآن وفي القلب منهم الإخوان المسلمون ؟
هل يستطيع هؤلاء الابريليون او اليونيويون أن يتحملوا وصفهم بالارهاب يومياً كما يحدث للإخوان المسلمين ؟ الذين خرج ساويرس ليغازلهم عندما قال أنه لا يمكن وضع ثلاثة ملايين شخص في المعتقل.
إن صورة السيدة سامية شنن التي حكم عليها بالإعدام اصدق ألف مرة من بيانات يتحدث فيها السيد قشطة او غيره ويرحب أو لا يرحب ويصدر صكوك الثورية لهذا ويمنعها عن ذاك.
عودة مرسي ليست اختياراً يمكن لأحد أن يسقطه من خلف ميكروفون ولا يمكن حتى للإخوان المسلمين أن يتنازلوا عنه, فالأمر خارج عن أيديهم, عودة مرسي التي لا يرحب بها الثوار الكيوت كالسيد حمدي قشطة ورفاقه اليونيويون هي عودة للمسار الديمقراطي, ومن جاء بالانتخاب لا يرحل الا بالانتخاب.
الانقلابات العسكرية من علامات التخلف الحضاري وهو ما قصده الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه عندما قال أن الدول التي تجري فيها الانقلابات ستتحول شعوبها إلى قرود تقفز على الأشجار, وهذا العار, لم يقع الا لأن السيد قشطة ورفاقه الابريليون أو اليونيوين شاركوا في تلك المهزلة.
من يريد توحيد الصف الثوري عليه أن يتوب أولاً عن خطيئة المشاركة في 30 يونيو والوقوف كتفاً إلى كتف بجوار لصوص الحزب الوطني وعن حمل مجرمي الداخلية على كتفيه, ثم ينقي حركته من الاختراقات المخابراتية الكوميدية التي أصبحت لا تخفى على أحد وليتعلم الثورية من السيدة سامية شنن أو من المناضلة أسماء جمال.