لا شك أن الجموع الغافلة هي أكبر داعم للطغاة
وهؤلاء الطغاة لا ينحصرون في مجرد حاكم طاغية، هؤلاء مندوبين موزعين على دويلات سايكس بيكو
النظام العالمي وجد ان أفضل طريقة للتعامل مع الإسلام التي ظلت دولته كبيرة وموحدة هي ان يقسمها لدويلات صغيرة ويجعل لكل دويلة منهم جيش إلزامي وعلم ونشيد وعلى كل دويلة يعين مندوب تابع ليه
ومن يعتقد ان هناك اي دويلة لا تخضع لسيطرة النظام العالمي فهو واهم
كل حكام دويلات سايكس بيكو بلا استثناء عملاء للنظام العالمي
لكن الضرورة تفرض على النظام العالمي احيانا أن يغير شخصيات الوكلاء على كل كشك
يعني مثلا فترة عبد الناصر كان النظام العالمي يحتاج شخص يبدو أمام الناس مسلم حتى يزحزهم خارج الإسلام خطوة خطوة ويقدم لهم ايديولوجية جديدة هي القومية
وكان من الضروري ان تُهزم هذه الأيديولوجية في حياة عبد الناصر
بمعنى ان النظام العالمي كان يتلاعب ولا يزال بعقول الجماهير المغفلة
قدم لهم القومية وبعدها بـ 18 سنة ومع موت عبد الناصر وبعد تمثيلية اكتوبر قدم لهم الوطنية الحدودية
لان الجماهير المغفلة أصلحت مثل العجينة اللينة في يد النظام العالمي يستطيع التحكم فيهم بالاعلام
ولأن الناس لا تنظر للأمور من منظور الدين وبالتالي يتركون العنان لأهوائهم الشخصية فيسهل على الاعلام ان يتحكم فيهم ويوجههم
فلما انتهت مرحلة عبد الناصر جاءت مرحلة الرئيس المؤمن
في مرحلة عبد الناصر كانت الجماهير المغفلة تهلل وتصفق له وكانوا يخونون كل من يفضح عمالته وكانوا يقولون للناس ان الغرب يقف ضده وانه يقف ضد امريكا ولم يفطن هؤلاء المساكين ان كل المواد الاعلامية التي تحتوي على سباب لامريكا في الاعلام الناصري يكتبها طاقم ضباط المخابرات الامريكية المحيط بعبد الناصر
وكان هناك مغفلين وما اكثرهم كانوا يقولون للناس ان امريكا ضد مشروعه التحرري ويصفوا عبد الناصر بأنه نهض بمصر وعمل صناعة
هؤلاء المغفلين كانوا يعتقدون ان امريكا غير قادرة على عبد الناصر
كانوا يجهلون انه يصب الويسكي لضباط المخابرات الأمريكية في مقر مجلس قيادة انقلاب يوليو
حتى الحروب التي اخترعوها في عهد عبد الناصر مثل حرب 56 ( والتي كان هدفها الأساسي هو انهاء ما تبقى من وجود بريطاني في المنطقة) وتم فيها استدراج بريطانيا لمصر بالاضافة الى هدف آخر خفي وهو توسعة قناة السويس كي على يسهل على البترول الخليجي التدفق منها بعد استحداث ناقلات بترول كبيرة وبالفعل بدأ مشروع توسعة القناة بعد الحرب مباشرة وسُميَ مشروع ناصر
حتى هذه الحرب التي تمت للأهداف التي شرحتها, والتي لم يستفد منها الناس شيء, استفاد منها عبد الناصر اعلاميا ولمع صورته أمام الناس وبين للناس انه مستهدف
هذا هو دجل الإعلام والناس لا تستطيع مواجهة هذا الدجل
الناس في وسط هذا الدجل ليسوا سوى ارقام يدفعون حياتهم مثل ما حدث في بورسعيد لكنهم يجهلون حقيقة الصورة
الجماهير كانت تهلل لعبد الناصر وجعجعاته ضد اسرائيل دون ان يعلموا انه هو شخصياً من أصول يهودية من ناحية والده من يهود اليمن كما جاء في مذكرات عبد المنعم عبد الرؤوف ونقل عنه الرئيس محمد نجيب وان زوجته شيعية
الناس كانت تلتف حول الراديو مثل المسحورين كي يسمعوا خطب عبد الناصر
وبهذا الضوء الأخضر من الجموع الغافلة, ذبح عبد الناصر المسلمين في سجونه
بالضوء الأخضر من الجماهير الغافلة, ساعد عبد الناصر انقلاب على اسرة الحكم في زنجبار المسلمة وهو انقلاب قام بتنسيقه ضابط مخابرات اسرائيل ديفيد كيمتشي
بالضوء الأخضر من الجماهير الغافلة, ارسل عبد الناصر السلاح لمكاريوس كي يُقتل به المسلمين الاتراك في قبرص
بالضوء الأخضر من الجموع الغافلة, دعم عبد الناصر, الهند الهندوسية وهم يذبحون مسلمي كشمير
عبد الناصر كان يستضيف منظمة التحرير الفلسطينية في مصر, وهو شخصيا الذي اشرف على تصعيد ياسر عرفات لقيادتها وياسر عرفات هو ايضا كان من أصول يهودية, عبد الناصر مارس دور مرعب في احتواء مشكلة فلسطين, كان أقل ما فيه هو دفن الجيوش العربية في صحراء سيناء والجولان وغيرها ..
والنخب المستحمرة كانت تقود الجماهير الغافلة للتهليل للزعيم الذي يقودهم ويعدهم بالنصر وهو يلهب عواطفهم الغبية وهو في الحقيقة مجرد مندوب لاسرائيل بدرجة رئيس جمهورية
عبد الناصر كان مجرد جاسوس يحكم مصر ولم يكن ليصل لهذه النتائج لولا التفويض الشعبي
بمعنى انه كان لابد ان يمر على الناس و يقتنعوا به في البداية حتى يحصل على ذلك الضوء الأخضر ليتحرك به
ولولاه لفشلت التجربة كلها وهذا كله يتطلب اعلام قوي يستطيع التأثير في الناس وهذا ما صنعته المخابرات الامريكية لعبد الناصر