آيات عرابي تكتب| الجيل الأخير من الرعاع!

عندما احتلت القوات البريطانية مصر افتى العلماء بردة الخديوي توفيق عن الدين لمعاونته للاحتلال.
ولكن الاحتلال وجد ضالته في نوع من الأوباش لا يهتمون بشيء الا بملء بطونهم, ومنهم أقام المحتل جيشاً وشرطة
ففي سنة 1886 صدر مرسوم من اللورد دافرين بحل جيش عرابي باشا وتكوين قوة صغيرة من ستة آلاف يعملون تحت إمرة المحتل.
لا فرق بين اولئك الخونة وبين شيكو الحلاق في فيلم بورسعيد, ولا فرق بينهم وبين من كانوا يوردون الطعام لمعسكرات الجيش البريطاني كما تصورهم الأفلام القديمة.
فقط الأفلام كانت تحدثك عن موردي الطعام للجيش البريطاني, وتتجاهل تماما اولئك الخدم الرعاع الذين يمسحون أحذية المحتل ويسمون أنفسهم جيشاً.

وشاهد إن شئت مسلسل ريا وسكينة لتعلم أن حسب الله وعبد العال وعبد الرازق وعرابي الصوامعي, الأوباش المجرمين كانوا يعملون بـ “السلطة” وهو الاسم الذي كان يُطلق على العمل مع جيش الاحتلال في خدمات مد الأسلاك وحفر الآبار والخنادق .. الخ
وهو ما كان يسمى بـ “فيلق العمال المصري” أو Egyptian Labor Corps والمعروف اختصارا بإسم (ELC) وهي قوات من العمال بخلاف جيش الخدم الذي انشأه الإنجليز.

وكانت فكرة الإنجليز هي الاستعانة ببعض الأوباش والقمامة من أهل البلد المحتل ليقاتلوا عنهم بالوكالة تحت إشرافهم ودون أن يخسروا كثيراً من دماء أبنائهم البيض, فهم مرتزقة متخلفين غير مكلفين مادياً.

الفكرة تم تنفيذها في أكثر من دولة بما فيهم عاصمة الخلافة, فالجيش العثماني تم اختراقه بمجموعة من يهود الدونمه وتم زرع العلمانية بداخله، ولذلك فكرة الإصلاح العسكري وتطهير القيادات هي فكرة فاشلة تماماً في مصر وغيرها لأن البذرة نفسها معطوبة ومهما وجدت عناصر صالحة في المنظومة فطبيعة المنظومة العلمانية القائمة في الأساس على الولاء للمحتل قادرة على طرد العناصر الصالحة دائماً والاحتفاظ بالعناصر الملوثة)

كان من إنجازات تلك القوة من المرتزقة
محاربة المسلمين في السودان تحت قيادة البريطانيين سنة 1889
محاربة جيش الخلافة (تحت راية الإنجليز) في معارك 1916 و1917 في سيناء عندما تحرك جيش الخلافة لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني
وشارك فيلق العمال في حفر الخنادق أثناء الهجوم البريطاني على تركيا
كما شارك في إمداد الجيش البريطاني بالماء والطعام في سيناء وفي حفر الحواجز في سيناء لمواجهة جيش الخلافة
كما شارك في امداد البريطانيين بالماء والطعام أثناء احتلال القدس سنة 1917
وهي جرائم تماثل تلك التي ارتكبها الخديوي توفيق وافتت هيئة العلماء وقتها بأنه مرتد بسببها.
هؤلاء الرعاع ورثوا تلك القيم المنحطة لأجيال جاءت بعدهم من الرعاع مما يسمى بالجيش المصرائيلي وما نشهده اليوم هو الجيل الأخير من هؤلاء الرعاع والمرتزقة وخدم المحتل
ولذلك لا غرابة مطلقا في أن تستعيد تلك العصابات المسماة الجيش المصرائيلي ولاءها الأصلي للمحتل (بعد أن مثلوا على الشعب عقوداً طويلة وتظاهروا بأنهم جيش وطني و نسجوا عدة مسرحيات مثل مسخرة أكتوبر التي ما زال البعض يصدقون انها كانت حرباً بل ويصدق البعض انها كانت انتصارا اصلا) وتعمل في خدمة الصهاينة وحماية أمن الكيان الصهيوني ومهاجمة المصريين في سيناء.
ومهمة ذلك الفيروس المزروع في مصر هي:
أولاً: العمل كقوات شرطة كبيرة (الفرق انها مسلحة الطائرات والدبابات والمدافع) لمنع مسلمي مصر من الثورة وتغيير النظام العلماني الذي يحكم مصر منذ عهد محمد علي وحتى الآن وقد ظهر هذا واضحاً بعد الانقلاب.
ثانياً: حماية أمن الكيان الصهيوني من مسلمي مصر, والفكرة ببساطة هي أن مسلمي مصر إذا تصرفوا بوعي وإذا زالت ستارة الخداع الإعلامي سيصطدمون حتما بالكيان الصهيوني الذي لا يستطيع من الناحية العددية مقاومة زحف ملايين المسلمين من مصر, فكان لابد من وجود غفر مسلحين يقمعون الشعب.
ثالثاً: حماية ممر قناة السويس الذي اقامه الاحتلال كمانع مائي يفصل ممتلكات الخلافة الاسلامية ويمثل مانعاً حقيقياً يحمي الكيان الصهيوني (حجم التجارة الدولية التي تمر بقناة السويس لا تزيد عن 8%)

الجيش المصرائيلي هو فيروس تركه المحتل وعناصره من الناحية النفسية (أو أغلبهم على وجه الدقة) هم الصورة المعكوسة لكل القيم الإسلامية, أو على أحسن تقدير, فهذا ما يتم تلقينه لهم أثناء خدمتهم بحيث يتم فصلهم نفسيا وعقائديا وذهنيا وأخلاقيا عن قيم الإسلام ويصبحوا تربة صالحة لانتقاء الجواسيس منهم وهي عملية نفسية مستمرة سأتحدث عنها لاحقا ان شاء الله)
لا يغير من هذه الحقائق أن شقيقك تم إجباره على التضحية بسنة او سنتين او ثلاث من عمره للعمل عبدا في ذلك الجيش, ولا يغير من تلك الحقائق ان جيرانك ارتدوا زي الخدم العسكري أثناء فترة العبودية الاجبارية.

هذه حقائق يجب أن تواجهها قبل ان تقول ان الجيش المصرائيلي هو ( أخوك وابن عمك وذلك الكلام المحفوظ المكرر عديم القيمة)
يجب تفكيك ذلك الجيش وحله وإقامة جيش مسلم بعقيدة اسلامية فقط يتم اختيار افراده من بين شباب التيارات الإسلامية المؤمنين بفكرة الخلافة وأصحاب الهوية الواضحة وفق خطة يضعها المتخصصون ويتم فيها حساب كل الاحتمالات.
*الصورة لرعاع ومرتزقة فيلق العمال في غزة سنة 1917 أثناء امداد اسيادهم البريطانيين بالماء والطعام على سواحل غزة قبيل احتلال القدس.