في مصر عندما حاول محمد علي تطبيق التجنيد الاجباري وجد مقاومة من مسلمي مصر
التجنيد الاجباري ببساطة هو تحويل العقائدي الى مرتزق
تحويل المقدس إلى حكومي
تحويل الفرض الالهي إلى وظيفة بعقد
الجندي العقائدي كان يحارب من أجل عقيدة يؤمن بها والجندي المرتزق يحارب من أجل الراتب
في التجنيد الاجباري اصبحت الدولة هي (الإله) واصبح الجيش المجند اجباريا هو عمودها الفقري وحوله قامت كل مؤسساتها
في مصر لم يتم بناء المستشفيات الا من اجل الكشف على المجندين المحتملين ولم يبدأ احصاء السكان الا من أجل الجيش المرتزق
حتى الثكنات العسكرية كان يُسمح لأسر المجندين ببناء أكواخ من الطين حولها للسكن
فاصبحت الثكنات بالتدريج هي النواة التي قامت عليها المجتمعات شيئاً فشيئاً
وتعسكرت مصر ببطء
وجرت ازاحة الدين من مكانه كسقف حاكم, إلى مجرد خادم يخدم أغراض النظام وقت الحاجة, ويهاجمه النظام وقت الحاجة.
في عهد محمد علي, تم قلب المجتمع المسلم في مصر ليصبح مجتمعاً علمانياً, ينعزل فيه الجيش المرتزق عن المجتمع وتتسرب فيه قواعد الجيش المرتزق الى كل المجتمع لتحكمه
تعبير “مصر هبة الجيش” الساخر ليس بعيداً عن الحقيقة كما يظن البعض
ففي عهد محمد علي تمت عسكرة المجتمع كله.
كان انشاء جيش مرتزق هو نقطة تحول في مسار مصر بأكملها بل والمنطقة كلها وهو جيش قام في الأساس من نواة من عبيد محمد علي وتطوع بعض المحيطين بمحمد علي وتبرعوا بعبيد لتشكيل أول أورطة ضباط, كانت هي بداية نواة قيادة جيش من المجندين رغم أنوفهم.
بداية الحكم الجبري كما سماه الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه.
بؤرة سرطانية زُرعت داخل الجسد, فخربت عقيدته من الداخل وبشكل غير محسوس ,,
الحديث الباطل الذي يرددونه لينصبوا على البسطاء (خير أجناد الأرض) هو مثال على استخدام الدين لخدمة منظومة علمانية ,,
الاستخدام البراجماتي للدين لخدمة منظومة الجيش (وهي العمود الفقري لنظام العسكر) بدأ في عهد محمد علي, حين اصدر أوامره بأن يقوم الدعاة بتشجيع الناس على الالتحاق بجيش محمد علي باعتباره جهاداً !!
وبالتوازي مع هذا, شن محمد علي حرب ارهاب مروعة ضد مسلمي مصر, حتى أنه أمر بشنق زوجات وأمهات المجندين المحتملين, اللواتي يساعدن ابناءهن في تشويه أجسادهم من أجل عدم الالتحاق بجيشه, وتعليق اجسادهن على مداخل القرى حتى يصرن عبرة لغيرهن.
وهكذا تحولت القرية المصرية الآمنة والمجتمع المسلم الآمن في مصر كلها إلى معسكر يعيش فيه المصريون تحت حكم الارهاب العسكري, وتحولت مصر كلها إلى ثكنة عسكرية وحُبس المسلمون داخل بلادهم واصبحوا يتحركون بـ (تذكرة) ثم ساعد جيريمي بنثام عالم الاجتماع البريطاني محمد علي على تحويل مصر إلى سجن حقيقي, تُطبق فيه نظريات البانوبتيكون التي ابتدعها.
الجيش نشأ في الاساس من أفكار علمانية ماسونية ثم تغطية حقيقتها بحديث باطل وعن طريق دعاة السلطان الذين استغلوا الدين في غير ما انزل له.
لم تكن ثورة المصريين الفاشلة في عام 1824 ضد التجنيد الاجباري هي الثورة الوحيدة من نوعها ضد التجنيد الاجباري, ففي فلسطين ثار مسلمو فلسطين ضد هذا النوع من التجنيد.
الفرق بين الجيش العقائدي وجيش المرتب هو ان المجتمع المسلم كله جيش عند الحاجة, وما حدث هو أن الدولة (التي اصبحت بديلاً عن الإله تطبيقاً لنتائج الثورة الفرنسية في مصر على يد عميل فرنسا محمد علي), احتكرت القوة.
في الاسلام, الاصل في الحياة هو المدنية ويمارس الناس حياتهم بشكل عادي, فإذا قامت حاجة تحول المجتمع كله إلى جيش ثم اذا زالت الحاجة عاد الجميع لحياتهم. اما في جيش الرواتب, فالمجتمع كله مستعبد, وهناك طائفة من العبيد يجري اختيارها لتصبح (فتوات النظام).
في القرآن, أمر الله الانسان بإعمار الأرض لا الحرب في الأرض.
والحرب عمل مؤقت لحماية العقيدة والانسان والأرض وليست عملاً دائماً.
الأصل في الحياة مدني لا عسكري.
الكارثة انه من قرنين, انقلبت المجتمعات وتحولت الى مجتمعات عسكرية بكل معنى الكلمة, ولذلك من الطبيعي ان تجد من يجهل كل هذا ولم يبذل مجهودا لقراءة هذا الجانب, يدافع عن المؤسسات. فالعبيد في أمريكا حين اصدر ابراهام لينكولن قرار تحرير العبيد, حاربوا ضد قرار لينكولن إلى جانب أسيادهم ,,,
ستجد هؤلاء على الجانبين, على الجانب المساند للعسكر وعلى الجانب الذي يحسب نفسه على الثورة !!
إن زوال الحكم الجبري (الذي سيزول حتماً كما وعد الرسول عليه الصلاة والسلام) مرتبط بالعمل على تفكيك جيش المرتزقة المصرائيلي الذي يعمل الآن وبصورة صريحة كقوات أمن مركزي لصالح العدو الصهيوني.
المصادر : كل رجال الباشا لخالد فهمي – استعمار مصر لتيموثي ميتشل