أتعجب حقا من رؤيتي لمنشورات بعض معارضي الانقلاب وهم فرحين مهللين بفوز جو بايدن، بل أنه بلغ التخلف بالبعض بالترويج لبايدن على أنه سيكون حامي حمى المسلمين والخليفة المنتظر الذي سيعيد الحقوق للإسلام والمسلمين معتمدين في ذلك على كلامه في الحملة الانتخابية والتي لم أعتبرها أنا إلا متاجرة بأصوات المسلمين في أمريكا
فالبعض للأسف لدية ذاكرة السمك وينسى ما فعله الرئيس الذي وصفوه وقتها أيضا بالإسلامي وتفاءلوا خيرا بخطابه المدغدغ لمشاعر المسلمين في جامعة القاهرة
عن الرئيس باراك أوباما أتحدث
فتحت سمع وبصر حكومة أوباما الديمقراطية حدثت مجازر وضرب بالكيماوي للمسلمين في سوريا ولم تحرك حكومته ساكناً لمجازر الكيماوي وحرب الإبادة التي تعرض لها المسلمين في أماكن متفرقة في العالم، بل إن الانقلاب الدموي في مصر تم في عهد إدارة الرئيس (المسلم) الديمقراطي أوباما وحتى مجزرة رابعة والنهضة وما تلتهما من مجازر تمت في عهد أوباما بل إن خطة ما يسمونها بالربيع العربي للتخلص من (الإسلام السياسي) كما يطلقون عليه تم تدشينها في عهد حكومة الرئيس(المسلم) الديمقراطي باراك أوباما
باراك أوباما ابن الحزب الديمقراطي فعل بالمسلمين أكثر مما فعله الأهطل ترامب ولكن بهدوء وفي الغرف المغلقة
أوباما هو من أعطى الضوء الأخضر للحروب المختلفة التي اجتاحت الدول المسلمة معتمدا على الدعاية التي سبقته بأنه رئيس مسلم ومعتمدا أيضا على السمعة السيئة التي خلفها سلفه جورج بوش الذي قام بغزو العراق ودمرها وقام بحبس وتعذيب المسلمين في أكبر السجون الأمريكية ولذلك حين جاء أوباما كان أمل المسلمين
والحقيقة أن هؤلاء المهللين اليوم كانوا أيضا من المهللين المنخدعون بكلام أوباما الذي ألقى خطبة عصماء في جامعة القاهرة ولم ينتبهوا وقتها إلى كلامه عن مهمته الأولى وهي حماية الشعب الأمريكي
وربما نسي البعض أن الحرب التي شنتها أمريكا على أفغانستان وهي من أطول الحروب التي خاضتها أمريكا استمرت في عهد أوباما، بل أنه في عهد أوباما تم قصف الكثير من الأهداف التي تسبب في قتل عدد كبير جدا من المدنيين المسلمين
وربما نسي البعض أيضا أن طائرات أوباما قصفت العديد من المواقع في باكستان مخلفة بعدها العديد من الضحايا المسلمين
أما في عالمنا العربي فيكفي أن انطلاق خطة (الربيع العربي) للتخلص من (الإسلام السياسي) حسب وصفهم كانت في عهد أوباما والذي سمح وقتها بشن عدة هجمات جوية على ليبيا بعد حادث دبرته مخابراته للهجوم على السفارة الأمريكية في بنغازي عام 2012 لتكون ذريعة لضرب ليبيا.
حتى الحرب في اليمن تمت بأوامر من إدارة (الشيخ أوباما ذو الخلفية الديمقراطية التي ينتمي لها الشيخ بايدن)
البعض أيضاً نسي أن أوباما تعهد بـ “إعادة العراق إلى الشعب العراقي” وتسوية أزمة أفغانستان، في حملته الانتخابية للعب على مشاعر المسلمين في أمريكا تماماً مثلما فعل بايدن في حملته الانتخابية
ثم أثبتت سنوات حكم أوباما أنه كان شخصا مراوغا ويجيد اللعب بالحروف والكلمات ولم تشهد دولنا العربية والمسلمة مؤامرات أكثر مما شهدته في عهد أوباما الديمقراطي وذهبت تعهدات أوباما بالإفراج عن المسجونين في معتقل جوانتانمو وإغلاقه أدراج الرياح بل أن في عهد أوباما تم ممارسة جرائم تعذيب يقشعر لها الابدان وباعتراف وكالة الاستخبارات الأمريكية نفسها التي أقرت بأن التقنيات والوسائل التي استخدمتها السي آي ايه في التعذيب تعتبر جرائم حرب.
أما الأبشع من ذلك فهو قيام أوباما بتسليم العراق للميليشيات (الإيرانية والعراقية المسلحة) التي نكلت بالمسلمين السنة وعملت على تصفيتهم
البعض نسي كل هذا وتذكر فقط كيف يروج لجوزيف بايدن فقط لأنه استشهد في مقابلة له مع المسلمين في أمريكا أثناء حملته الانتخابية بحديث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان” حين طالب المسلمين في امريكا ان يذهبوا لصناديق الانتخابات لتغيير ترامب
هؤلاء الببغاوات هم سبب أزمة أمة الإسلام ووراء كل النكبات التي نمر بها
لأنهم لا يتعلمون من الأحداث التاريخية ولا يعرفون أبجديات السياسة التي تحكم العالم
ما لا يعلمه هؤلاء المصفقين المهللين المسبحين بحمد بايدن أو أوباما أو المتعلقين بأستار البيت الأبيض والكرملين وغير ذلك من أستار أن هؤلاء دمى تحركهم جميعا المؤسسات المالية الكبرى التي تتحكم في العالم
فالحزب الديمقراطي الأمريكي والحزب الجمهوري هما وجهين لعملة واحدة
ولا يوجد رئيس أمريكي يحكم امريكا حقا وقد وضحت هذا من قبل وأن من يحكم امريكا والعالم هي المؤسسات المالية الكبرى (اللوبي الصهيوني) (والماسونية العالمية) وهذه المؤسسات هي من تتحكم في عملية التصويت في أمريكا منذ عقود وما قاله بايدن ومن قبله أوباما لا يزيد عن مزايدة بمشاعر المسلمين في أمريكا وفي كل أنحاء العالم
حالة الفرح والاحتفاء وتبادل الأنخاب فرحا بفوز ( الحاج بايدن) التي رأيتها اليوم لا تنم إلا عن حالة من التراخي والاتكالية التي أصابت المسلمين للأسف ولم يعد بإمكانهم التحرك بعد أن سجنهم المحتل الأصلي في كانتونات سايكس بيكو فتجدهم يتصرفون كالمتفرجين الذين ينتظرون المخلص الذي سيخلصهم من شرور حكامهم الذين لم يحكموهم إلا بأوامر من المحتل
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}