آيات عرابي تكتب| السيسي والانهيار الاقتصادي

انتقل بين عناوين المواقع الإخبارية الانقلابية وسترى العجب. اليوم السابع نقلت عن توفيق عكاشة حديثه عن (الانتصار الاقتصادي) للسيسي! طبعاً لا القارئ العزيز ولا أنا ولا أحد يعرف ما هي طبيعة هذا الانتصار الاقتصادي كما سماها توفيق عكاشة والتي تجعل الجنيه يسقط أمام الدولار وترفع أسعار السلع والخدمات وترفع الدعم عن الوقود عدة مرات لتقذف بملايين من المصريين خلف خط الفقر، لكن الرجل ليدلل على كلامه أقسم أنه (لم تكن هناك بلد) وأن (الخدمات كانت مُعطّلة)!!

أما رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام السابق، مرسي عطا الله فكتب من ناحيته مقالاً في الأهرام أعرب فيه عن تعجبه من (أكاذيب أهل الشر الذين يكرهون السيسي لأنه كشف ألاعيبهم وحطم أحلامهم في حكم مصر وتغيير هويتها) حسب قوله، وتحدث عن لقاء في ندوة بعد الانقلاب وحدثنا عن (ولادة قرار ترشح السيسي) كما سماه!!

مصطفى بكري هو الآخر لم يفته أن يدلي بدلوه، فتحدث عن (السباق مع الزمن) وعن (قلب السيسي السخن) الذي دفعه لزيارة منطقة هضبة الجلالة لأنه يريد متابعة المشروعات بنفسه. وحسب ما نشره موقع المصري اليوم فإن مصطفى بكري أكد في مداخلة هاتفية لأحد البرامج أن (السيسي يسابق الزمن لتحقيق وعده بأن تكون مصر في مكان آخر سنة 2020) أو “مكان تاني” كما قالها.

ونحن بالطبع نتساءل عن نوعية الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها بلد انخفضت فيها حصة مياهها التقليدية بعد بناء سد النهضة وتقوم هي نفسها بالمشاركة في بناء سد آخر! نتساءل حقاً عن المكان الذي يمكن أن تذهب إليه بلد بلغ فيها الانهيار الاقتصادي حدا جعل أسعار السلع الأساسية كالمواد الغذائية والمشروبات ترتفع بمقدار الثلث في 2016 بالإضافة إلى تزايد نسبة العاطلين عن العمل وهو التدهور الذي وصفته صحيفة ناشيونال انترست الأمريكية بأنه تداع اقتصادي له عواقب وخيمة على البلاد والمنطقة ككل.

على باقي المواقع الإخبارية الانقلابية ستقرأ عناوين عن زيارة الانقلابي السيسي لهضبة الجلالة وستمر عيناك على عبارات مثل (معدلات الإنجاز) (المشروعات التنموية) مع عدة صور للسيسي يتضح فيها حرص من صورها على أن يلتقطوا له صورة (في الوضعية توشكى) وهي وضعية التصوير التي كان يحلو للمخلوع مبارك التقاط الصور فيها أثناء زيارته لمشروع توشكى وهو ينظر إلى اللا مكان، وهو يعقد كفيه مستشرفاً المستقبل كما أراد المصور أن يوحي لمشاهد الصورة، والسيسي يبدو معجباً بهذه النوعية من الصور المباركية غير مدرك أنها استهلكت ولم تعد تقنع أحدا ولم تعد تثير لدى الناس الا السأم.

الناس اصبحت تفهم تماماً أن الانقلاب المأزوم يحاول اختلاق أي إنجاز وهمي بعد مرور 4 سنوات من الانقلاب تحطم خلالها الواقع السياسي وانهار الاقتصاد وأصاب البؤس كل شيء، والسيسي نفسه يعلم أن اسمه أصبح مقترناً بالانهيار الاقتصادي والاجتماعي في مصر وهو يحاول البحث لنفسه عن أي إنجاز وهمي يتشبث به أمام الناس.

القارئ المتمرس بهذه النوعية من الأخبار والصور يدرك أننا اقتربنا كثيراً من مرحلة إنتاج أغنية لمشروع هضبة الجلالة، وهي المرحلة التي يعقبها عادة إنتاج أوبريت يُقدم على أحد المسارح ليجلس السيسي يشاهده في رضا كما كان يفعل مبارك حين غنوا له أوبريت (اخترناه).

دعك الآن من محاولة فهم كيف حدث هذا الانتصار الاقتصادي الذي لم يشعر به سوى توفيق عكاشة، أو موضوع السباق مع الزمن الذي يحدثك عنه مصطفى بكري وما هو المكان الآخر الذي ستنتقل إليه مصر في 2020، بل ودعك حتى من مقارنة صورة السيسي المباركية جداً وهو يحاول إقناعك أنه ينظر إلى المستقبل مع صورة لأي شارع في منطقة عشوائية في مصر.

دعك من كل هذا وفكر في الأغنية التي سينتجها الانقلاب في الغالب لمشروع هضبة توشكى الجديد، خصوصا بعد استهلاك معظم الكلمات في الأغاني السابقة.