بداية اوجه كلامي لكل من يدعي أن هذه ليست أخلاقنا وان الاختلاف ليس بالسب وما إلى ذلك من حجج تشف عن فهم سطحي للدين وعن حالة من الزهد الصوفي الذي يقترب من الغيبوبة, نحن كمسلمين لا ندير خدنا الأيسر لمن صفعنا على خدنا الأيمن وديننا لا يأمرنا بأن نترك ذبابة تقف على وجوهنا, وأنا هنا أذكر حديثاً ورد في صحيح البخاري : ” فأتاه أي عروة بن مسعود ـ
فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإني والله لأرى وجوها وإني لأرى أوشاباً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه…الحديث.” وشرحاً لهذا الحديث قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن. وقد اسهب الكثيرون في شرح الحديث ولذا فلن أتوسع هنا في شرحه.
حوالي نصف مليار إنسان سبوا العرص على هاشتاج #انتخبوا_العرص , فليجرب أي شخص أن يقول العرص بالألف واللام وسيفهم الجميع أنك تتحدث عن صنمهم النكرة الأجوف النحنوح, الأكثر إثارة للاستغراب هو موجة الأخلاق الحميدة التي أصابت عبيد الصنم فتجد منهم سفهاء ينصحونك بحسن الأخلاق والبعد عن السب, وهذا يذكرني بمن قتلوا سيدنا الحسين حفيد النبي رضي الله عنه ثم سألوا عن دم البعوض !!
نفس هؤلاء العبيد لم نسمع أصواتهم وهم يصفقون لاتهام الفتيات الصغيرات بأكذوبة جهاد النكاح التي نقلها لهم إعلاميون استولوا على أراضي وسرقوا وفجروا ونكسوا رءوسهم أمام أباهم الذي في المخابرات وكسرت أعينهم ثم انطلقوا يسبون ويقذفون المحصنات بعد ان نقلوا هذا الافتراء الفاجر من إعلام بشار سفاح سوريا, ولم يراجع أي من هؤلاء العبيد نفسه وقتها ليحاول حتى الرد على هذا الافتراء ولم يغضب هؤلاء السفهاء حين ارتكبت المجازر في رابعة والنهضة ورمسيس وغيرها بل وزرع بعضهم الحلوى احتفالاً بمقتل بشر وحرق جثثهم, ثم قال لهم الأحول الضلالي أحد سفهاء الأزهر الرسمي وماسحي أحذية العسكر أن قزمهم القبيح الدميم رسول فلم يتحرك سفيه منهم ويكتب أن هذا تعدي على ثوابت الدين وصناعة صنم أو كفر بالله وبرسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام, ولم يفتح أي من هؤلاء العبيدة السفهاء فمه لينطق عندما رقصت نساؤهم أمام لجان استفتاء العسكر المزور وعندما قالت لهم احدى السفيهات أن هذا هو الإسلام الوسطي الجميل وهي نفس السفيهة التي قالت أن مصر مذكورة في القرآن منذ 7 آلاف سنة في تصريح ملأ اليوتيوب وعندما قال لهم شاعرهم النكرة أن نساؤهم حبلى بنجمه ورجالهم يحيضون لم نر أياً من هؤلاء السفهاء يفتح فمه ليستنكر ولم يقتصر الأمر على أن تحبل نساؤهم بنجمه أو تحيض رجالهم، بل خرج قس مهزأ ليقول أنه يذوب عشقاً في صنمهم ولم نسمع نباحاً من الإعلاميين الذين ملأوا الدنيا صراخاً على الرئيس مرسي بسبب وبدون سبب، لم نر أي من لصوص الأراضي في الإعلام والمأجورين الذين كانوا يتلقون أوامرهم وتوجيهاتهم من جهات يعلمونها جيدا ويعقدون لقاءاتهم بهم في فنادق القاهرة ويعلمون جيداً من أين يتلقون المال وكانوا يعلمون تماماً أنهم يعملون ضد دولتهم ويخونها ومع ذلك خرست ألسنتهم تماما ونكست رؤوسهم وهم يرون احدى السفيهات تكتب ( اسعدي زوجك واعتبريه السيسي يا ستي ) لم نر عبداً سفيهاً من هؤلاء يفتح فمه ليعترض !
ولم نسمع لدعاة الإسلام الوسطي الجميل رداً عندما اعلنوا صنمهم رسولاً وجعلوا له نائباً رسولاً آخر أحول, ولم نسمع أي من لصوص الأراضي وماسحي أحذية العسكر الذين كسروا أعينهم بفضائحهم المالية والأخلاقية يتحدثون في برامج التوك شو التي يظهرون عليها عندما أعلنوا عن ملابس داخلية نسائية عليها صورة صنمهم الهالك البالغ من العمر ستين عاماً, ولكن من يهن الله فما له من مكرم, لم يجد الفشلة في حملة ستاموني رداً على الهاشتاج الذي مرمغ كرامته في الوحل وجعل سبه على لسان حوالي نصف مليار عربي حسب آخر الاحصائيات, سوى أن يصوروه بالبسكلتة, في محاولة مثيرة للشفقة لتحسين صورته وانتشالها من وحل مواقع التواصل الاجتماعي وربما لإلهاء المصريين بثمن البسكلتة عن الوصف الذي اصبح لصيقاً به, فلا يذكر اسمه الا ويذكر وصف العرص.
تصور وانت تسير في منطقة شعبية, وجلست في احدى المقاهي تحتسي كوباً من الشاي وتستريح من عناء الطريق, فتسمع أحدهم على الطاولة المجاورة لك يتحدث عن وسامة شخص ما المبهرة وكيف أن زوجته تذوب عشقاً في ذلك الشخص وكيف تتساقط النساء على جانبي الطريق عندما يمر في الطريق, وكيف أنقذ (( الحتة )) من ذلك الرجل الذي تعلم أنت تماماً أنه رجل طيب لم يؤذ أحداً, فتبدأ في نسج تفاصيل أسطورية في خيالك عن هذا الشخص ثم تسمعه يقول أن الفتى الوسيم سيمر في الطريق بعد قليل, فتجد هلفوتاً صعلوكاً قصير القامة دميماً يتدلى كرشه أمامه وتجد على وجهه المصفر وعينيه الضيقتين آثار الماكياج وتجد عجوزاً لا يفتح فمه الا لينطق كلاماً غير مفهوم ويتصور نفسه محطم قلوب الفتيات فتقول في نفسك من هذا العرص على البسكلتة ؟
أراد المسؤولون عن حملته الدعائية إلهاء الناس بالبسكلتة غالية السعر فاشتعل تويتر أكثر بوصف العرص أبو بسكلتة, واشتعل أكثر مع ما لكلمة ( عجلة ) من ايحاءات بذيئة الصقها به كثيرون من مرتادي تويتر فأصبح الوصف أكثر بذاءة من مجرد عرص, وحتى التفجيرات التي ارتكبوها اليوم أمام الجامعة لن تفلح في إلهاء الناس عن سبه والصاق وصف العرص به بل سيزيد الأمر لسذاجة التفجيرات فسيصبح العرص ابو بسكلتة والعرص ابو 50%, اعجبني كثيراً ما قاله الإعلامي أحمد منصور على حسابه بالأمس موجها كلامه للسفلة مدعي التدين والورع إعلاميين كانوا أم مؤيدين للهلفوت صاحب لقب العرص ” أي أخلاق تتحدثون عنها أيها السفلة وأنتم لم تتركوا نقيصة رذيلة ولا نقيصة ولا إهانة لم تؤذونا بها ذوقوا من نفس الكأس ” وأنا أقول لاتباع العرص صاحب البسكلتة ذوقوا من نفس الكأس, فصنمكم عرص غير أنه ببسكلتة.