الحقيقة أنني لا انظر بجدية إلى ما ينشره موقع (العربي الجديد) الموقع يشرف عليه عددُ من القومجية والبعثجية ويرأس تحريره عضو الكنيست السابق عزمي بشارة.
حين تفتح الموقع, تكاد تسمع صوت أحمد سعيد (اضرب يا أخي نحن على مشارف تل أبيب) تشم رائحة الاتحاد الاشتراكي وتكاد تسمع النقيق إياه (شعبوي – جبهوي – اقطاعي – اشتراكي – قوى العمل – الشعب هو القائد والمعلم .. الخ) رائحة الفكر القومجي الساقط تتصاعد من صفحات الموقع, فلا ينقص الأمر الا أغنية (صورة) لعبد الحليم حافظ وبعض الطائرات المحطمة على الأرض وجنود عبد الناصر يُصفعون ويُركلون وخطاب التنحي لزوم الموسيقى التصويرية.
الموقع ذاته لا يحظى بإقبال على الرغم من سعة إمكاناته المالية وشكله المؤسسي جيل الثورة الذي أهالت مساحيه التراب على رأس المقبور عبد الناصر وقومجيته وشيوعيته واتحاده الاشتراكي لا ينظر بجدية للفكر القومي الفكر نفسه انزوى ومات ولم تعد هذه النوعية من المقالات تصلح الا لتعبة قراطيس الطعمية والباذنجان المخلل.
ولم أكن في الحقيقة لاعبأ بما ينشر قوميوهم لولا أن أحد القراء ارسل لي مقال أتى فيه كاتبه على ذكري معتبراً الدكتور الجوادي وشخصي من بين “عدد ممن يقدمون أنفسهم كمعارضين للإنقلاب” والمقال امتلأ بالمغالطات والالتفافات والحقيقة أنني بدأت هذه السطور وأنا أنوي تفنيد ما قاله عن الشهيدين سيد قطب وحسن البنا لولا أنني رأيت أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء.
ناهيك عن الشماتة التي تفوح رائحتها في ثنايا المقال بصورة متواربة.
لفت نظري في هذا المقال أن كاتبه, في خضم رغبته في الدفاع عن المقبور عبد الناصر لم يقترب من المناطق الفضائحية في سيرته وانما اكتفى بالتعريض ببعض معارضي الانقلاب الذين اشاروا إلى “يهودية” عبد الناصر وهو ما قال الأستاذ محمد جلال كشك أنه لا يمتلك دليلاً عليه وحرصت بدوري على ألا أتطرق للموضوع لشح المصادر ولانعدام الأدلة على هذه النقطة ويكفي ولاءه الكامل للكيان الصهيوني ومصادقته لضباط مخابراتهم واتصاله بهم وصوره الفضائحية قبيل اجتماعه مع رابين ويجال الون وضابط المخابرات الصهيوني بعد شهور قليلة من مجزرة دير ياسين.
وهي مناطق يحرص بالطبع أي ناصري على عدم الاقتراب منها لأنه يعلم أن هذه الأمور تم نبشها بكفاءة واصبح اتصال المجرم عبد الناصر بالكيان الصهيوني أمراً يعلمه الجميع كما لم يقترب من مسألة كفر المقبور وهي أمور نقلها كتاب ذوو وزن كأنيس منصور وغيره. لفت انتباهي ينقل عن شباب مجهولين ردوا على منشور للدكتور أحمد مطر أنهم فندوا “اساطير الاسلاميين”وأن هذا “الوعي” الشبابي الجديد لدى اجيال الحركة الاسلامية لا يوجد في الـ”ستوك” لدى متصدري المشهد لأنه شاحح في السوق !
يا شيخ !!!
أفي عهد سقوط العسكر وانهيار أساطيرهم ينبت الوعي الشبابي وتزهر براعم الساسكونيا السياسية وتترعرع مش عارفة ايه ؟
اذكر أن الله من عليّ مع بدء الانقلاب وبدء حملات الدعاية لعسكري الانقلاب في أن اصمم حملة دعائية لتكسير عظام دعاية العسكر وقطع ساقيها قامت على كشف حقيقة خيانات المقبور عبد الناصر واتصاله بالكيان الصهيوني ونبش ماضيه وتحويل المعلومات الدفينة في الكتب إلى منشورات بسيطة مدعمة بالصورة على الفيسبوك وفي حلقات على اليوتيوب وبفضل الله وخلال شهور قليلة تم دفن سيرة الكافر عبد الناصر واصبحت فضائح خيانته وسرقته للمال العام واتصاله بالعدو وعدواته للاسلام معروضة على الرصيف.
الا يخجل هؤلاء القومجية من أنفسهم ؟
الا يستحي من ينسبون أنفسهم لصديق المجاري وحبيب “اسرائيل” من انفسهم ؟
الا يخجل هؤلاء الناصريون ؟
ألا يقرأون ؟
هل هناك عاقل يؤمن الآن بخزعبلات القومية في الوقت الذي تُهدم فيه سايكس بيكو ؟