تسمع من جهلاء الحركات الاسلامية
كلمة (النهضة بالأوطان)
واتحدث هنا عن نخب هذه الحركات
وهؤلاء ينطبق عليهم القول القائل : (أجسام البغال واحلام العصافير)
وهؤلاء الببغاوات لا يفطنون إلى ما في هذه العبارة من كوارث
فهو أولا اعتبر ضمنا هذه الحظائر المسورة التي تركها المحتل أوطاناً
وهو بهذا سلم بداية بالمعمار الجديد لبلاد الاسلام والذي هندسته بريطانيا وفرنسا بع ان فتتت الخلافة الى دويلات صغيرة تعين على كل دويلة منها حاكما عميلاً يحميه جيش عميل هو في حقيقة الامر قوات شرطة على الاسلام
فهؤلاء الاسلاميون الجـ هـ لاء يبتلعون كل الفضلات التي تركها الاحتلال الغربي والذي جاء بكل افكار المحافل الماسونية واعتنقها اراذل هذه الشعوب من الماسونيين, ثم تلقفها جـ هـ لاء الحركات الاسلامية من بين جمهور المغفلين الذين تلقفوا هذا الغثاء الفكري ثم صار هؤلاء المغفلين من نخب الحركات الاسلامية وصاروا يحدثون الناس عن (الأوطان)
ولهذا تجد لدى هؤلاء تقديسا لفكرة الدولة ومؤسسات العسكر وهو بهذا يقدم لهم اكبر خدمة اذ انه يظل يحافظ عليها بصورة أشد حرصا مما يفعل العسكر انفسهم
فهو يظل يرعى ذلك الصنم وهو سطحي جاهل لا يفهم ان الجيش الالزامي اسسه المحتل وانه مؤسس من البداية بصورة تخالف الاسلام وان المؤسسات من حوله اسسها المحتل وان المنظومة كلها تعمل كقوات شرطة على الاسلام نفسه
وهو بهذا ايضا سلم بأن حياته الدنيا هي الدين
وهو يؤمن ضمنا (وان لم يقل هذا واذا سألته فسينكر) ان الله خلقه ليأكل وليشرب
هو يردد كالببغاء الآية الكريمة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) دون ان يفهمها
فالحياة بالنسبة له هي (النهضة بالاوطان) كما يسميها وهذه تعني رصف الطرق وتحسين الخدمات والعلاج وتحسين التعليم
وبالنسبة لهؤلاء, فتحسين التعليم يعني فقط تحسين مباني التعليم وتحسين خدماته ومجانيته وزيادة رواتب المدرسين
لكنه لا يفهم ان منظومة التعليم نفسها هي منظومة صنعت في بداية القرن العشرين وان القس البريطاني دنلوب هو الذي اشرف على تصميمها وانها مصممة لقطع صلة الناس بدينهم تماما
وهو بهذا وضع نفسه موضع المعارضة لنظام العسكر
هو فقط يريد تحسين الاوضاع
وهو يسلم بكل الهياكل التي تركها المحتل من دولة وطنية وجيش الزامي وعلم وحتى التاريخ المزور يبتلعه عن طيب خاطر كما يبتلع اي فضلات
هؤلاء الاسلاميون الجهلاء هم آلات امتصاص فضلات عملاقة, تمتص كل هذه الفضلات العلمانية ثم تعيد ضخها لصغار جمهورهم
ولهذا لا يعجز المخططون عن دس عميل مثل اردوغان والصاقه بالحركات الاسلامية فيكفي اردوغان ليقنع هؤلاء الاسلاميين البـ لـ هـ اء بانه اسلامي ان يرفع المصحف وان يجيد التمثيل ليزدادوا به ضلالا وليصبح اردوغان وحزبه (وهو عزب علماني قومي) نموذجا للدولة الوطنية واسلام مشروعات الصرف الصحي
ولا يعجز المخططون عن دس قطع أخرى غير اردوغان مثل عمران خان في باكستان ليزيدوا الناس خبالاً والغرب يجيد هذه الالعاب
فلعبة اختيار نائبة مسلمة في برلمان او نجاح عمدة مسلم, هي امور تعجب مسلمي اليوم (واغلبهم غثاء السيل) بشدة وينظرون لهذه الامور بكثير من الإكبار
بل ان لعبة اختيار رئيسة مسلمة لسنغافورة نجحت في استخفاف عقول بعض هؤلاء الجهلاء, وصاروا يعتبرونها مثلاً
وهكذا لو نظرت لما يكتبه جمهور المغفلين مثلاً متفاخرين بان فلانة الفلانية رئيسة سنغافورة المحجبة لا تسرق او ان اردوغان افتتح اكبر مطار وانه بهذا سيعيد مجد الاسلام, لادركت قدر التهجين الذي امتصه هؤلاء
وسترى هذه الكوارث في كتابات اشخاص يفترض انهم حصلوا على قسط وافر من التعليم وبعضهم من أصحاب اللحى
وهكذا تم تهجين تصورات هؤلاء عن الاسلام بنجاح واصبح الاسلام في نظرهم هو رصف طريق في سنغافورة او بناء مطار في باكستان او اقامة مستشفى في اسطنبول بالاضافة الى قليل من التنمية البشرية هنا وهناك وبعض الادعية وهكذا ليصبح الموضوع دين مواز جديد يعارض العسكر في بعض الامور ويتقاطع معهم في امور اخرى مثل الدولة وغيرها
وهكذا يختفي الاسلام الحقيقي ويصبح غريبا بيد من يظنون انهم يدافعون عنه
*جسم البغال وأحلام العصافير هو من شعر سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه ولكن المقولة ذاعت وانتشرت وصارت مثلاً فيما بعد