في مصر هناك دولتان, في الدولة الأولى فتحت ( الحملة الفرنسية ) عيون المصريين على حضارة الغرب, وبنى محمد علي الدولة الحديثة وأنشأ جيشاً قوياً وطور مصر وخلصها من ( المماليك ) وحولها الخديوي إسماعيل إلى قطعة من أوروبا و احتلها الإنجليز سبعين سنة, وتحررت على يد الزعيم عبد الناصر الذي أمم القناة وكان يرعب أمريكا ويخيف ” اسرائيل ” والذي انتصر على ثلاث دول في العدوان الثلاثي وانتكس الجيش في 67 لأن أمريكا تآمرت عليه ثم استعاد بطل الحرب والسلام أنور السادات ( ارض سيناء ) وانتصر نصراً مجيداً على العدو وفيها انتهى ( دور ديان ) للأبد, وعقد سلاماً مع العدو لتنعم مصر بالرخاء.
بعد أن قتل ( الارهابيون ) السادات, تولى الحكم بطل الضربة الجوية حتى قامت ( الثورة ) ثم ( قفز الإخوان ) على الثورة وتولى منهم رئيس الحكم, ثم قامت ثورة 30 يونيو لتخلص الشعب من ( الخرفان ) ويتولى الحكم قائد عسكري أعاد كرامة مصر وأسر قائد الاسطول السادس الامريكي …. في تلك الدولة تخترق المخابرات المصرية القيادة العليا الصهيونية وتزرع عملاءها في الكيان الصهيوني وعميلها الأكبر رأفت الهجان نجح في تحذير مصر من هجوم الصهاينة في 56 ( والذي انتهى باحتلال سيناء !!!! ) ووفر للجيش مخططات خط بارليف .. في تلك الدولة يعيش شعب يصدق كل هذا الهذيان ويؤمن به وينفصل عن الواقع.
وفي الدولة الثانية, احتلت فرنسا مصر, وقاومها المصريون الا بعض الخونة المتحالفين معها مثل المعلم يعقوب, ثم رحل الاحتلال عن مصر وتولى محمد علي رجل فرنسا, الحكم وعمل على إزاحة المماليك وكانوا اكبر قوة عسكرية في بلاد الإسلام بعد جيش الخلافة العثمانية ( رغم فسادهم ), ودمر الملكيات الزراعية في مصر وبدل قوانين مصر وحارب جيوش الخلافة بل وعرض على فرنسا المساعدة في احتلال فرنسا للجزائر ووضع خطة لذلك مقابل أن يمنحوه 20 مليون فرنك لمدة 4 سنوات, ثم احتل الإنجليز مصر وكان الجيش الذي أسسته بريطانيا ( اسسه لورد دافرين ), تحت يد ضباط الاحتلال يشارك في حروب بريطانيا ضد الخلافة وضد السودان, حتى أعلن الصهاينة احتلالهم لفلسطين, فتطوع الإخوان المسلمين ودخل الجيش فلسطين, وكانت الهزيمة, ثم اتصلت المخابرات الامريكية بعبد الناصر ورفاقه ( الذين تعرف عليهم الصهاينة في حصار الفلوجة ), وتم الانقلاب الذي قام به الجيش الذي أسسته بريطانيا في وجود القوات البريطانية ودون ان تطلق القوات البريطانية عليهم رصاصة واحدة بنجاح !
ثم افتعل عبد الناصر بإيعاز من الأمريكيين تمثيلية تأميم القناة, بل وقال صراحة ( تؤمم شركة قناة السويس ) وليس قناة السويس, ولكنهم قالوا للبسطاء انه أمم القناة واجتاح الصهاينة سيناء وأعلنوا ضمها وجاءت بريطانيا وفرنسا في محاولة لاستعادة مكانتهما الاستعمارية من أمريكا والاتحاد السوفييتي ولكن أمريكا رفضت أن يتم هجوم ما دون إذنها وأصدرت هي والاتحاد السوفييتي انذارا للجميع ليخرجوا من مصر, ثم حدثت هزيمة 67 والتي أمر المقبور المجحوم الطيران قبلها بتلقي الضربة الأولى, ثم اغتاله العميل الثاني الذي اعترف نائبه حسين الشافعي أنه عميل للسي آي إيه واعترف بذلك كاتب صحفي أمريكي ( جيم هوجلاند ), وقام العميل الثاني بترتيب حرب مع الكيان الصهيوني بإشراف من كيسنجر يستعيد فيها الجيش جزءاً من كرامته وتمكنه من توقيع اتفاقية السلام التي لم يكن من الممكن للحنجوري المقبور توقيعها مع الكيان الصهيوني برغم استعداده لذلك ومراسلاته مع رئيس وزرائهم في 54 لأن الصورة الشعبية التي رسمتها له السي آي إيه كانت لا تسمح ولأن الشعب كان بحاجة ( نفسية ) لانتصار يرد له كرامته, ولأن جولدا مائير كانت متعنتة واعترضت على جو سيسكو عندما قال لها ( يا رئيسة الوزراء لو أن 500 جندياً مصرياً عبروا القناة بعلم وبندقية لأخرجناكم من سيناء بحل سياسي ).
ووضع القادة المخلصون خطة العبور بالفعل, وحارب الجنود المخلصون واستشهد بعضهم, واصر السادات على تطوير الهجوم لكشف الجيش أمام الصهاينة وكانت الثغرة وعبرت القوات الصهيونية الى الضفة الأخرى وأصبح بينها وبين القاهرة اقل من ساعة ( 100 كيلومتر من القاهرة ), وأسرت 8 آلاف من جنود الجيش وحاصرت الجيش الثالث ( 45 ألف جندي ) وكان بإمكانها تدميره لولا ان الأميركيين رفضوا, ثم تم توقيع اتفاق سلام أصبحت بموجبه سيناء خالية تماما من القوات, ثم جاء المخلوع الذي صورته المخابرات الفرنسية وهو يطلب رشوة من سلاح الجو الفرنسي أثناء تفاوضه على شراء طائرات لليبيا, وكان صديقاً وكنزا استراتيجيا للصهاينة ويتناول العشاء في الأرض المحتلة مع شارون والشعب المغيب لا يعلم, ومدير مخابراته الجاهل الفاسد صبي المخابرات الامريكية يشرف على التعذيب لصالح السي آي إيه والشعب الآخر لا يعلم, حتى قامت الثورة ودخل الإخوان المسلمون على الخط وأنقذوا الثورة حقاً بترشيح رئيس بدلاً من باقي الاراجوزات على الساحة ( باستثناء الشيخ أبو إسماعيل ), ونجحوا أمام مرشح العسكر, ثم ثار عليه ( خرفان ) 30 سونيا في تمثيلية شارك معهم فيها فلول الحزب الوطني ودولة العسكر ثم أوصلوا عميلاً مهتزاً لا وزن له بين الرجال ولا بين البشر يغسل حذاء نتن ياهو وعمله حتى في نظافة الحمامات العمومية إهانة للبشرية كلها, واجلسوه على كرسي مغتصب يعرف هو أكثر من أي شخص أنه لن يستمر فيه…
هذه الدولة التي تعاني من الانفصام في الشخصية يحتاج شعبها أن يقرأ ويخرج من غرفة السينما التي يجلس فيها منذ قرنين يتلقى فضلات تُحشر بها دماغه.
التظاهر والمسيرات وحتى التفكير في سيناريو لإسقاط العسكر فريضة دينية الآن وواجب نحو انفسكم واولادكم, ولكن القراءة المتعمقة في التاريخ الحقيقي يوميا ولو ساعة هي أيضاً ضرورة دينية .. اقرأوا ولو ساعة يومياً, اجعلوا نصف منشوراتكم اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة حقيقة العسكر و تاريخهم المزيف .. نشر الوعي والتاريخ الحقيقي وتعليم الناس ضرورة دينية وواجب وطني مثله مثل التظاهر والثورة.
والثورة عمل يحتاج إلى عقل يحركه, ولن يوجد ذلك العقل الواعي الا بإزالة الأتربة عن ذلك العفن الذي لم نكن نراه قبل الانقلاب .. اقرأوا وثوروا ينصركم الله !