كانت حرب 1948 حرباً متفقاً عليها لتسليم فلسطين بحرب تنهزم فيها الجيوش النظامية ليفيق السكان على واقع جديد وهو قيام إسرائيل
وكانت حرب 67 مخصصة لعدة أهداف من بينها تثبيت مكاسب 1948 بصفعة شديدة للشعوب المحيطة بها
فها هي إسرائيل تحارب هذه الجيوش وتنتصر عليها
ثم كانت تمثيلية اكتوبر 1973 لعلاج بعض اثار مهانة 1967 ولتثبيت فكرة الندية فاسرائيل تنهزم أياما ثم تنتصر (كان من المستحيل ان تعبر قوات شارون للضفة الاخرى وتحاصر الجيش الثالث وتأسر 8 آلاف جندي وضابط وتصبح على مسافة 100 كيلومتر من القصر الجمهوري في العاصمة بدون اتفاق مسبق مع السادات) في نهاية الحرب ولا سبيل لمعالجة موضوع اسرائيل بحرب ابداً
ورسالة تمثيلية اكتوبر هي أن إسرائيل دولة لا سبيل لهزيمتها عسكريا ابداً وأنه يجب على المصريين ان يكتفوا بسيناء (حتى سيناء سلموها خالية ليحرسها العسكر كحاجز خال تماما لحساب إسرائيل) وان يكتفوا بما حصلوا عليه من اغاني حماسية ومشاهد نشرت من مناورة السنة التالية على تمثيلية اكتوبر (كل مشاهد أكتوبر التي تعرض في التلفزيون مشاهد من مناورة تمت سنة 1974) وان يكتفوا بفقاقيع الجنرالات وهم يحدثونهم عن النصر الوهمي (الذي لم يحدث الا في مخيلتهم) وان يتركوا التفكير في موضوع القدس والجولان
ثم جاءت فكرة اتفاق السلام لتحقيق التمزق العربي لكي تتهاوى فكرة القومية التي زرعها العميل عبد الناصر (والتي كانت مخصصة اصلا لتضع السكان كلهم على بداية طريق مخالف للإسلام وهو طريق القومية) ولتحل محلها فكرة (أكثر ضلالا) وهي الوطنية الانكفائية, لتأمين مكاسب الحروب السابقة بتوزيعها على جبهات وطنية متحاربة, فملف الجولان مع العميل حافظ الأسد وتم تسويته وسيناء مع السادات وتم تسوية ملفها والقدس تم تسوية ملفها مع العميل حسين, أما فكرة محور الرفض قادها عميلان لاسرائيل
العميل حافظ الاسد والعميل القذافي وكلاهما عميل لاسرائيل
وقادا جبهة الرفض ضد السادات وهو عميل للمخابرات الامريكية
وهكذا كانت اللعبة مسرح عرائس أمام السكان الذين لم يكونوا يعرفوا شيئا من هذه الأمور (طبعا لابد من تصرفات حقيقية حتى يكون غيظ السادات من حافظ الأسد حقيقيا فكان هناك تحذير اسرائيلي للسادات أن حافظ الأسد سيستهدف طائرته بسلاح الجو السوري وقت عودته من الأرض المحتلة وقامت الطائرات الاسرائيلية بحراسة طائرة السادات)
وحتى تفهم تلك العقول الصماء البكماء العمياء ان تلك الحروب تمثيليات وانما فقط حجم التمثيلية والجرأة في تنفيذها أكبر من عقول البعض
فمصر التي تحتلها بريطانيا وتسيطر على جيشها وتعين قادته
مصر تلك المحتلة التي تحاصر الدبابات البريطانية فيها قصر الملك فاروق لتجبره على تعيين رئيس وزراء
هي التي قرر رئيس وزرائها (عميل بريطانيا المسمى النقراشي) إرسال قواتها لتحرير فلسطين التي كانت تحتلها بريطانيا التي تحتل مصر !!!!!
والأردن التي كان يحكمها العميل الخائن عبد الله قررت ارسال قوات أردنية بقيادة الجنرال البريطاني جلوب باشا لتحرير فلسطين !!!!
وأسرة سعود التي تعود أصولها لتاجر التمور اليهودي مرخان من البصرة والتي عينتها المخابرات البريطانية على الأرض المقدسة هي الأخرى أرسلت قوات رمزية للمشاركة في تحرير فلسطين !!!
أي أن بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين تركت الدويلات الأخرى التي تحتلها لتحرر الدولة التي كانت تحتلها والتي بذلت مجهودا خرافيا لاحتلالها (فلسطين) ودبرت مع عميلها كمال أتاتورك ان ينسحب بجيش الخلافة العثمانية من فلسطين ليترك القدس لقمة سائغة لقوات اللنبي (قوات مصرية) سنة 1917 !!!
بالطبع داخل هذه التمثيلية الكبرى كانت هناك مشاهد أصغر للمقبور عبد الناصر مثل قتل الشهيد أحمد عبد العزيز على باب كتيبة عبد الناصر وفي سيارة يجلس بجانبه فيها صلاح سالم !!!
هذا غير لقاء المقبور جمال عبد الناصر بيجال الون (وزير خارجية “اسرائيل” فيما بعد وكان يرسل له صناديق البرتقال وعلب الشوكولاته في كتيبته) وبيروحام كوهين (ضابط مخابرات “اسرائيلي” وارسل له سالوبيت اطفال هدية لطفله خالد جمال عبد الناصر بعد ولادته) وإسحاق رابين وذلك بعد مذبحة دير ياسين بشهور قليلة !!
ثم تجد بعد ذلك خبيراً استراتيجياً مغفلاً ما من إياهم يحدثك عما يسميه نصر اكتوبر وعما يسميه الوطن وعن أي خزعبلات أخرى يجترها كما تجتر الدابة العشب, وحين تقول لذلك الـ جـ اهل ان السادات كان عميلاً وان حافظ الأسد كان عميلا سلم الجولان يحدثك عن نصره المزعوم في أكتوبر بينما كانت جولدا مائير تلتقط الصور على بعد 100 كيلومتراً من العاصمة
كل حروب المنطقة من بعد اسقاط الخلافة العثمانية كانت تمثيليات
انت فقط لا تستوعب هذا والعسكر يخدعونك ويحدثونك عن انتصارات وتخاريف
ولكن هذا لن يغير من الأمر شيئاً
وحروب الشرق الأوسط تمثيليات ولكنها تمثيليات على تليفزيون واقع لا يعرف من بين اطرافها الا المخرج ومساعدوه بينما تتحرك الجيوش الإلزامية بصافرة وتتوقف بصافرة
المنطقة كلها تعيش أمام خشبة مسرح منذ إسقاط الخلافة العثمانية