مشروع عزل سيناء بدأ منذ عام 1505 عندما أرسلت جمهورية البندقية فكرة حفر قناة السويس لحاكم مصر استغلالاً لخلافات المماليك مع الخلافة العثمانية الناشئة وقتها.
توقف المشروع بعد ضم مصر للخلافة سنة 1516 ومات تماماً
وبعدها جاء الاحتلال الفرنسي بنفس الفكرة وكادت أن تنفذ لولا خطأ حسابي.
محمد علي عميل فرنسا الذي ساعدها في احتلال الجزائر رفض الفكرة وتحجج بأنه لا يريد بوسفوراً في مصر، بسبب طموحاته التوسعية، فقد كان يسعى للسيطرة على أراضي الخلافة العثمانية بل وحاربها وساهم في إضعافها بالفعل.
وعادت الفكرة لتنفذ في عهد ابنه المخبول محمد سعيد وتكتمل في عهد اسماعيل.
وكانت قناة السويس سببا غير مباشر في احتلال مصر وفي عزلها عن الخلافة العثمانية.
وهدف قناة السويس هو عزل سيناء عن مصر ومنع تنمية سيناء تماماً واقامة منطقة عازلة بين مصر وفلسطين لحماية الكيان الذي تم زرعه بعد هزيمة كل الجيوش العربية في حرب 1948.
ويبدو من مشروع التنمية الذي كان الرئيس مرسي ينوي تنفيذه أن الرئيس كان مدركاً لخطورة قطع سيناء عن مصر بحاجز مائي واذا راجعت تفاصيل المشروع ستجد أنه كان ينوي اقامة منطقة لوجيستية ومدن بمساحة 7 آلاف كيلومتر مربع على 5 محافظات، تتماس مع قناة السويس و تتصل بها بحيث تنعدم قيمة قناة السويس كمانع يقطع أراضي مصر وفي نفس الوقت ترتفع قيمتها التجارية.
وقناة السويس لا قيمة لها من الناحية التجارية، فما يعبر منها لا يزيد عن 10% من حركة التجارة العالمية بحسب الإحصاءات الرسمية.
فلماذا يتم إنشاء ترعة جديدة بطول 35 كيلومترا لا تضيف أي قيمة تجارية لقناة السويس؟
الهدف هو مضاعفة عرض الحاجز المائي في منطقة بطول 35 كيلومترا في وسط سيناء تعمل على فصل أي قوات (مستقبلية ولا اقصد جيش الكفتة الحالي) تحاول تحرير سيناء من أي احتلال صهيوني مستقبلي محتمل.
(كنت أول من حذر من ذلك وكتبت على صفحتي يوم 1 يوليو 2015 ومقالا بعدها بقليل بعنوان الترعة وأخواتها)
كما يتم بناء أحواض سمك بطول رفح بعد اخلائها من السكان بحيث يتم عزل سيناء تماما عن غزة والهدف في نظري هو ضمان ألا تكون المقاومة الفلسطينية شوكة في ظهر أي قوات صهيونية تحتل سيناء مستقبلاً بحيث يتم إقامة مانع مائي مباشر وفي نفس الوقت يتم منع الأنفاق مع قطاع غزة لزيادة الحصار عليها.
في مقالي (السي آي إيه أممت قناة السويس) كتبت عن خدعة التأميم وكيف دفع المقبور عبد الناصر التعويضات لموظفي الشركة وكيف كان الغرض كله طرد البريطانيين من مصر ليس اكثر.
المصريون القدماء أدركوا الأهمية السياسية والعسكرية لسيناء فحفروا قناتهم بين النيل وبين البحر الأحمر لكي تظل سيناء متصلة بريا بأرض الوطن.
ويدرك جنرالات قاعات الأفراح والأصنام التي تمت صناعتها في ادراج السي آي إيه بدءا من المقبور عبد الناصر وحتى المعتوه الحالي مدى خطورة قناة السويس على مصر ومع ذلك لم يسع أي منهم لتحجيم الخطر ومنع تقسيم مصر، بل كانت هواية المخلوع اقامة التفريعات وزيادة عرض قناة السويس وكان هذا يتم بدون ضجة حتى يمكن تمريره.
ولكن عصابة الانقلاب طورت تفكيراً جديداً، فلماذا لا يتم إنشاء ترعة وإرضاء العدو الصهيوني وفي نفس الوقت يتم النصب على الشعب وسرقة أمواله، ثم ينسب هذا الانجاز للمعتوه بعد إعادة تسمية الترعة بالـ(قناة)؟
الحقيقة أننا كنا في مصر نعيش في عالم موازِ نعتقد فيه أن عصابات النهب المسلحة وضباط محلات الكوافير ومسؤولي قاعات الأفراح وموردي الراقصات، خير أجناد الأرض وأن قناة السويس إنجاز حضاري.
تماما كالسمك الذي يعيش في حوض ضيق مغلق ولا يرى ما يحدث خارج الحوض.