لقد كان الرئيس مرسي يقف كصخرة أمام العسكر يمنعهم من نيل الشرعية وأمام الخائرين الذين كانوا يرغبون في المسارعة في إتمام المصالحة مع العسكر بل ونادى بعضهم بالتفاهم مع العسكر والتفاوض معهم (مثل يوسف ندا) وبعضهم نادى بالمشاركة في انتخابات العسكر ودعم عنان وهو ما يكشف عن ان هذه المجموعة المشبوهة كانت تنتظر على أحر من الجمر إغلاق ملف الرئيس مرسي ليبدأوا أشواطا من التطبيع مع العسكر ولبدء مرحلة تشبه مرحلة الجزائر بعد العشرية السوداء (وهو ما نبهت إليه اكثر من مرة خصوصا ان يوسف ندا بالتحديد كان ضالعاً في التفاوض مع الاسلاميين في الجزائر بعد العشرية السوداء)
ولا ريب أن ملف الرئيس مرسى لم يغلق باغتياله
فهناك أولاً دماءه التي سفكها العسكر
وهناك الملايين ممن انتخبوه والذين لا يمكن ان يرضوا بطي صفحته ولم يعينوا احداً للحديث نيابة عنهم ولم ينتخبوا بعده احداً ليتحدث بصوتهم
وهذه الملايين ظلت ثابتة على عدة مبادئ منها
أولاً : لا اعتراف بالانقلاب العسكري ولا تطبيع مع مؤسساته ولا اعتراف بكل ما أنتجه من كوارث على المستوى الجغرافي مثل السماح ببناء سد النهضة ومثل التفريط في تيران وصنافير ومثل التفريط في حقول غاز شرق المتوسط ومثل عمليات النهب المستمرة لمنجم السكري وغير هذا كثير
ثانياً : لا تطبيع مع أي من مؤسسات العسكر ( #الجيش_المصرائيلي – الداخلية – القضاء – الاعلام) ولا تصالح معها وهي مؤسسات شاركت في مجازر #رابعة و #النهضة و #الحرس_الجمهوري و #المنصة وغيرها وشاركت في تفريغ سيناء من السكان والتنسيق مع اسرائيل بشكل صريح ومعلن لصالح تنفيذ صفقة القرن بالاضافة الى انها ادوات تمكين الانقلاب العسكري من سرقة ونهب ثروات مسلمي مصر ولولا هذه المؤسسات ما تم الانقلاب العسكري وما نهبت هذه الثروات وما وقعت مصر في كل هذا الخراب
ثالثاً : الاعتراف بأن التطبيع مع مؤسسات العسكر وعلى رأسها (الجيش المصرائيلي – الداخلية – القضاء – الاعلام) هو خيانة علنية عمدية لأنه لا يخفى حتى على الأطفال ان هذه المؤسسات بالإضافة إلى أنها ادوات للانقلاب العسكري واسلحة الانقلاب في ارتكاب جرائمه وفي سفك الدماء, فإنها أيضا استخدمت كقوات مرتزقة ضد أهلنا في سوريا وفي ليبيا وضد اهلنا في السودان وهي تمثل عصابات مرتزقة والتعامل مع هذه المؤسسات من اي جهة سياسية مع وضوح دورها في الانقلاب العسكري وفي قتل الرئيس مرسي وفي ازهاق كل هذه الارواح وفي تفريغ سيناء وفي حماية التفريط في ثروات المسلمين في مصر وفي تفريغ سيناء هو خيانة واضحة المعالم
رابعاً : كل الشخصيات الحزبية والسياسية التي شاركت في عمليات التسخين التي سبقت الانقلاب هم شركاء في الانقلاب على اختيار الشعب للرئيس مرسي وهم شركاء في سفك الدماء وفي الجرائم التي ارتكبها العسكر من بعد الانقلاب وهم شركاء في عمليات الخراب التي تحدث في مصر الآن وان وضع اليد مع هذه الشخصيات هو خيانة واضحة تماماً وتفريط في دماء الشهداء
أي اجراءات تهدف الى طمس دور المؤسسات المذكورة في الانقلاب وخيانة مسلمي مصر ومحاربة الاسلام, هي اجراءات خيانة واضحة تهدف للتطبيع مع العسكر وللحفاظ على بنية تلك المؤسسات التي اتضح لكل ذي عقل انها مؤسسات عميلة تعمل لصالح الاحتلال الخفي بالوكالة ويهدف الى طمس مرحلة الشرعية التي يظن البعض أنها انتهت باغتيال الرئيس مرسي وبتمرير عملية الاغتيال عبر بيان متهالك خائر أصدرته بعض قيادات الإخوان المسلمين في ظل تشرذم الاخوان المسلمين وانقسامها وعدم وضوح من يقودها, وهو البيان الذي فوت فرصة الحشد في لحظة اعلان اغتيال الرئيس مرسي ومنح العسكر ثلاثة ايام ثمينة نجحوا فيها في إخفاء معالم الجريمة
ويجب ان يكون واضحاً للجميع ان الملايين من ناخبي الرئيس مرسي ومحبيه لم ينتخبوا أحدا ولم يفوضوا أحدا بالحديث باسمهم
والاسرى في معتقلات الانقلاب كانوا وظلوا دائما الأشد تمسكا بشرعية الرئيس مرسي, بل انه يخشى على حياتهم من محاولات العسكر تصفيتهم وخصوصا رموزهم (مثل خيرت الشاطر والبلتاجي وعصام سلطان ) مع حفظ الألقاب للجميع وهؤلاء يجب عدم تجاهلهم او خصمهم من أي معادلة
ولهذا أرى ان اي حل يبدأ بالتالي
أولا : ضرورة تشكيل لجنة من الشخصيات العامة التي ظلت متمسكة بشرعية الرئيس مرسي يرأسها شخصية او مجموعة من الشخصيات الاسلامية التي يثق فيها الجميع
ثانياً : اعتبار اغتيال الرئيس مرسي ومجازر الشهداء هي المسألة الأولى بالاهتمام الآن والمسؤولون عن اغتياله هم اولاً السيسي ومجلسه العسكري ومدير مخابراته العامة والحربية ووزير داخليته والمسؤولين عن المعتقل الذي كان الرئيس مختطفا به
ثالثا : تسليم كل المتورطين العسكريين في المجازر من ضباط وجنود (منذ مجزرة التحرير الاولى في 2011 الى عمليات القتل الاجرامية التي تتم في سيناء مرورا برابعة
رابعا : الاشراف على اعادة هيكلة الجيش المصرائيلي (أنا ارى ضرورة تفكيكه بالكامل)
خامساً : سحب جميع المشروعات التي استولى عليها الجيش المصرائيلي واعادة هذه الارصدة التي يستولي عليها الجيش المصرائيلي الى حسابات عامة تشرف عليها شخصيات اسلامية موثوقة في مصر
سادساً : إعادة كل الأراضي التي استولى عليها الجيش المصرائيلي الى الشعب
سابعاً : حل كل الهيئات التي ادعى الانقلاب العسكري انتخابها وأولها ما يسمى بالبرلمان (الذي انتخبته المخابرات)
ثامناً : حل هيئات المخابرات العامة والحربية وامن الدولة والداخلية وخضوع العاملين فيها لتحقيق تشرف عليه شخصيات عامة اسلامية تحظى بالقبول لدى الجميع
تاسعاً : عدم مشاركة أي شخصيات شاركت في الانقلاب على الرئيس مرسي او دعم إجراءات الانقلاب وأي شخصيات تدعو لمشاركة هذه الشخصيات المشبوهة في أي ترتيبات مستقبلية