أولاً يجب علينا أن نجيب على هذا السؤال, هل هناك شرفاء في الجيش ؟
نعم بالطبع هناك شرفاء في الجيش والا بماذا نسمي اللواء عبد الحميد عمران والواء عادل سليمان ؟
الفكرة ببساطة شديدة هي أن الجيش ليس جيشاً وطنياً والحكاية تبدأ من أيام محمد علي بعد تدمير قوة المماليك ( لأسباب يطول شرحها ) وبدء تشكيل ميليشيات تابعة لمحمد علي بنظام فرنسي بناءً على توصية وتخطيط من الفرنسيين, تلك الميليشيات ارتكبت من المجازر والمذابح ما يعجز عنه هولاكو وموسوليني وهتلر مجتمعين, وفي ذلك الوقت كانت مصر تدار من منزل دروفيتي سفير فرنسا.
بعد فترة ظهرت داخل ذلك الجيش نواة ثورة ضد حكم الخديوي توفيق, كانت الثورة بقيادة أحمد عرابي باشا ( ناظر الجهادية أو وزير الحربية فيما بعد ). ووقتها استعان الخديوي توفيق بالانجليز ووقتها أصدر شيوخ الأزهر فتوى باعتبار توفيق مرتداً وبعد هزيمة عرابي باشا وجيشه قام الإنجليز بحل ذلك الجيش, أي تفكيكه وتسريح جنوده وضباطه ثم شكلوا قوة صغيرة عدد أفرادها ستة آلاف, بمرسوم أصدره المندوب السامي البريطاني سنة 1886.
ومن فضائح ذلك الجيش ما يلي :
حارب تحت راية الإنجليز ضد اخوتنا السودانيين لإخماد الثورة السودانية سنة 1889.
حارب جيش الخلافة العثمانية ( كانت مصر اسمياً جزءاً من الخلافة ), في سيناء حينما حاولت جيوش الخلافة إنقاذ مصر من براثن الاحتلال البريطاني وكان ذلك سنة 1916.
حارب في فلسطين تحت راية البريطانيين وساهم في إمداد الجنرال اللنبي بالماء والطعام وكانوا يعرفون بإسم التجريدة المصرية وفيلق العمال المصري وشاركوا في تسليم القدس وفلسطين كلها للاحتلال البريطاني الذي سلمها فيما بعد لليهود ليقيموا الكيان الصهيوني.
وبطبيعة الحال لم تطلق تلك الميليشيات رصاصة واحدة ضد الاحتلال البريطاني, ويمكنك تطبيق نفس المعايير على الشرطة التي أنشأها الإنجليز.
فتحوا النار على ثوار ثورة 1919.
فتحوا النار على طلبة جامعة القاهرة سنة 1946 بأوامر من الخائن النقراشي, وعند إعلان قيام الكيان الصهيوني, اصر النقراشي ( بناءً على توصية انجليزية في الغالب ) على أن يدخل الجيش إلى فلسطين, وهزم الجيش في اكثر من معركة بينما كان متطوعو الاخوان يحققون انتصارات مبهرة.
وعاد جيش نوال مهزوماً مدحوراً من فلسطين وكانت النتيجة أن فلسطين سُلمت على المفتاح للعدو الصهيوني. وبعد انقلاب 1952 الامريكي, أمر المقبور عبد الناصر بفتح النار على الطلبة وقامت مظاهرات ضخمة سنة 1954, صرفها الشهيد عبد القادر عودة وكان الهتاف فيها ( دم الشهدا بدم جمال ) وكان طلبة الجامعة يرفعون قمصان زملائهم الذين استشهدوا برصاص الجيش المهزوم الذي لم يمر على فراره من فلسطين ستة أعوام.
وبعدها أمر المقبور عبد الناصر بسحب ميليشيات ما يسمى بالجيش من سيناء, فاعلن بن جوريون ضمها إلى الكيان الصهيوني ( وقبلها بسنتين كان عبد الناصر قد أرسل مبعوثه ابراهيم عزت ليقيم 11 يوماً في الكيان الصهيوني والتقى ببن جوريون عدة مرات واعرب عن نية عبد الناصر في عقد سلام, مما يدلك على أن سحب الجيش كان مقصودا في 56 ) وفي سنة 1967, أمر المقبور عبد الناصر قادة ميليشياته بالا يبدأوا بالضربة الأولى, وقال لقائد سلاح الطيران صراحة ( انا قررت انك ما تضربش الضربة الأولى وكان ذلك يوم 2 يونيو ).
وسحق العدو الصهيوني جيش نوال وشحن اسرى عبد الناصر على سيارات النقل وكانوا يسمونهم بالخرفان كما شرحت في حلقة برنامج الهاشتاج ( يا خرفان ).
واعترف لواء المخابرات الحربية فؤاد حسين أن الجنود الصهاينة كانوا يبدلون اسرى عبد الناصر من الجنود والضباط ببطيخة وشمامة لكل رأس.
وفي حرب 1973, اتفق السادات الذي كان على كشوف مرتبات السي آي إيه ( راجع كتاب البومرانج وشهادة نائبه حسين الشافعي في برنامج شاهد على العصر ), مع موشيه ديان على شن حرب محدودة للتوصل لاتفاق سلام, وتم الزج بالجنود في حرب كانوا يظنون انها حرب تحرير, وراحت تضحياتهم هباءً ثم عبرت القوات الصهيونية الضفة الغربية للقناة وحاصرت الجيش الثالث كله وقطعت عنه الماء والطعام واسرت منه 8 آلاف أسير وكادت أن تبيده كله لولا تدخل الأمريكيين كما اعترف مدير المخابرات العامة الأسبق كمال حسن علي في كتابه ( مشاوير العمر ). وظيفة الجيش منذ إنشائه هي قمع أي ثورة يقوم بها الشعب وهم خدم لدى المحتل سواء كان المحتل موجوداً في لندن أو باريس او واشنطن, ويكفي أن تشاهد الخائن المدعو العصار وهو يتفاخر بكل قذارة ووقاحة الجواسيس والخونة ان جيشهم هذا جزء من الامن القومي الامريكي, ويكفيك لتدرك أن ذلك الجيش خلية سرطانية نبتت في جسد مصر أن تقرأ عن جرائمه في سيناء أو أن تشاهد ماذا يفعل في المتظاهرين في مصر.
نعم هناك شرفاء في الجيش التحقوا به ليحاربوا العدو, لم يكونوا يدركوا تلك الصورة, بعضهم يعلم تماماً حقيقة الصورة الآن وبعضهم يدفن رأسه في الرمال لكيلا يرى الحقيقة المؤلمة. ولكن البذرة الفاسدة تنتج ثمرة فاسدة, وهؤلاء الشرفاء لا يملكون التأثير سواء لموقعهم غير المؤثر, أو لأن تلك الخلية السرطانية المسماة بالجيش تملك آليات تطهير نفسها كل فترة من الشرفاء. افيقوا ولا تدفنوا رؤوسكم في الرمال, هذا الجيش لم يكن لحظة جيشاً وطنياً ولم ينتصر لحظة ولن ينتصر ابداً, هذا جيش انشأه المحتل, مثله مثل أي مجموعة غفر يتلقون أوامرهم من اسيادهم في البنتاجون. ورحم الله الشهيد سيد قطب حين قال أن هذه الجيوش لن تطلق رصاصة على الاعداء, بل هي لقتال الشعوب. هذا جيش يليق بالهام شاهين ونعيمة عاكف ولكنه ليس جيشنا, مهما كان فيه من شرفاء, وعلى الشرفاء أن يخلعوا الزي العسكري الراقد تحت اتربة من العار تغطيه منذ 200 سنة.
حلوا جيش الهام ونعيمة وسعاد وشكلوا جيشاً حقيقياً لا يتلقى أوامره من البنتاجون ولا يتقاضى معونة عسكرية سنوية.