سوريا و الشرق الأوسط الكبير!!
في بداية هذا المقال أود اقتباس هذا الجزء من مقال قديم لي تحدثت فيه عن الحالة التي تؤثر بها سوريا على أنا شخصيا، قلت، ” لسوريا تأثير هائل على معنوياتي أنا شخصياً. اطرب لانتصارات المسلمين بها. عيني على سوريا دائماً وأنا أكتب عن مصر
لسوريا مكانة كبيرة في قلبي, تعاظمت بعد الثورة وأنا اتابع هتافات أهلها مع بداية ثورتهم.
وإذا كانت شرارة الثورة قد اندلعت من الحبيبة تونس, فإن نبتة الثورة قد صارت شجرة كبيرة راسخة الجذور في سوريا.
من هناك تعالت هتافات (يا الله مالنا غيرك) لأول مرة.
هناك تفتت أول جيش وكيل عن الاحتلال وداسته أحذية الثورة.
وإن كانت شجرة التقسيم قد زُرعت لأول مرة في مصر منذ قرنين في عهد محمد علي, ففي سوريا ستقتلع الشجرة وتُحرق لتصبح رماداً تدوسه الأحذية ويتطاير مع الرياح. سوريا هي معركة المسلمين الأولى“
انتهى الاقتباس، وهو اقتباس أردت به التعبير عن فرحتى حين سمعت بهروب المجرم بشار، ولكن في نفس الوقت لا ينفي حالة القلق والترقب التي انتابتني مثل البعض، فجل ما أخشاه هو أن ما يحدث الآن هو تفريغ لمضمون الثورة السورية ( الإسلامية) وإعادة سوريا لمربع ما قبل الثورة
فبعد سقوط الجزار المجرم بشار في ليلة وضحاها، عاش المسلمون في سوريا وسائر البلدان العربية والإسلامية، فرحة عارمة، لم نشهدها من قبل، وهو ما يدل على أن المسلمين يتوقون للحرية من الأنظمة العميلة التي استعبدتهم عقوداً، وبالتالي أصبحت الأنظار تتمركز نحو سوريا مع كل خطوة تقوم بها إدارة سوريا الجديدة، وكيف سيكون شكل الحكم هناك، خاصة وأن الإدارة الجديدة تبدو من هيئتها إسلامية وهي الهيئة التي تخشاها دول الخليج، وحاربتها في مصر، بل أن النظام العالمي أتى بها لمصر ومن قبلها تونس، ليتم محاصرتها ومحاربتها لقتل أي أمل لحكم إسلامي، وليوضح أن الحكم لا ينجح اذا كان إسلاميا، وكانت المعادلة الأمن مقابل الحرية
بعد السقوط السريع للمجرم بشار أصبح البعض يتساءل، هل سقط نظام بشار حقا؟ أم أن الأمر لا يتعدى تغيير المحتل، فبعد أن كانت روسيا وإيران هما المحتلين، الآن أصبحت أمريكا وإسرائيل؟ أم أن الأمر كله لا يتعدى تغيير رأس نظام حافظ على البنية الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط لتدشين (نظام جديد) يكون هو خاتمة الرتوش النهائية لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تعمل عليه إسرائيل منذ عقود وتعاونها عليه أمريكا؟ هل سيتم تقسيم سوريا أم تخلت أمريكا واسرائيل عن هذا المخطط؟
أسئلة عديدة دارت ولا تزال تدور في خلد المسلمين ويحاولون ايجاد جواب واحد شافي، ولذلك أصبحت الأنظار معلقة بكل ما تقوم به الإدارة الجديدة، وأصبحوا يلقون عليها باللوم والعتاب على كل صغيرة وكبيرة، حتى أنني سمعت البعض يقول، لماذا لا تذهب الإدارة الجديدة لتحرير فلسطين، هؤلاء البعض أنفسهم يرزحون تحت إحتلالِِ بالوكالة يغلق المعابر على أهل غزة ويمهد الطريق للكيان الص هـ يوني لتسلم سيناء حتى ولو بحرب نوعية قصيرة
يخيل إلي أن هؤلاء نسوا أو يتناسون أن سوريا تعرضت لأكبر عملية تدمير حيث تحولت غالبية المدن والقرى إلى كومة من الخرائب الخرسانية تشبه لوحة سريالية مرعبة, فهناك تحت هذه الأكوام الخرسانية انسحقت أجساد الرجال والنساء والأطفال، من هناك نزح الملايين بحثا عن حياة آمنة ووجبة عشاء بعيداً عن البراميل المتفجرة, و من بين هذه الأكوام كانت هناك إرادة سورية من أبناء هذه المدن والقرى للعودة مرة أخرى بعد أن يرسلوا المجرمين الذين دمروا سوريا إلى جهنم. هؤلاء البعض أيضا يتناسون أن التخريب لم يكن في البنية التحتية فقط، إنما التخريب كان مجتمعياً وعلى مدى عقود، وأن الإدارة الجديدة بغض النظر عن انتمائاتهم الفكرية والعسكرية تسلمت بلداً منهارة انهياراً لم يكن يتخيله حتى الشيطان، فهذه الأسرة المجرمة نهبت ثروات سوريا وعملت على تجريفها على كل المستويات، حتى المستويات الإنسانية, وسجن صيدنايا والسجون الأخرى أكبر شاهد على هذا التجريف الإنساني
منذ تولي الإدارة الجديدة والآلة الإعلامية تعمل على مستويين المستوى الأول كان محاولة إقناع الجماهير العربية والإسلامية المتعطشة للحرية من أنظمتها المستبدة أن الإدارة الجديدة في سوريا غير مرغوب فيها عالمياً، وأن وجودها فيه خطورة على الأنظمة العربية والإسلامية المحيطة، حتى لا تحاول شعوب أخرى نيل حريتها، يقومون بهذه الألاعيب الإعلامية وهم يعلمون أن الشعوب الأخرى التي تتوق للحرية لا تملك أدوات هذه الحرية، ولكنها مهمة الإعلام المأجور الذي فوجئ بردود الفعل العالمية والإقليمية، والتي اتضحت جلية عقب اجتماع العقبة الذي لم يكن بهدف الوقوف بعنف ضد الإدارة السورية الجديدة وإنما بهدف بحث كيفية دعم عملية سياسية جامعة بقيادة سورية، لإنجاز عملية انتقالية سلمية وفق قرار مجلس الأمن، ووفقاً لاجتماع غير بيدرسون مبعوث الأمم المتحدة لسوريا مع بلينكن وزير خارجية أمريكا على هامش اجتماع العقبة، أكدوا سوياً إلى أهمية وجود مسار سياسي حقيقي وشامل يجمع بين كل الأطياف في سوريا، وهو ما أكد لمراقبي الوضع في سوريا أن الحكومات العربية ( والمسلمة) بالكامل تتحرك بالأوردر
فبعد هذا الاجتماع توالت الوفود الأمريكية والأوروبية على سوريا لمقابلة الإدارة الجديدة ولتشكيل سوريا الجديدة (بما يلائم رغبات الغرب وبالشروط التي يرضونها) على أن تدعم أمريكا الشعب السوري والإدارة الجديدة والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات الكثيرة العالقة وعلى رأسها منطقة شمال شرق سوريا فأمريكا من مصلحتها أن تتواجد في سوريا وأن تكون هي البديل للقوات الروسية والميليشيات الإيرانية، ولكن بطبيعة الحال أمريكا لا تريد حكما في سوريا مصبوغاً بالصبغة الإسلامية، ( بمعنى تطبيق الشريعة)، حيث أن شكل الحكم في الإسلام معروف منذ عهد الرسول، ألا وهو نظام الخلافة، ولكنها بالطبع لا ترى مانعاً في نقل التجربة التركية إلى سوريا ( إسلام علماني بمعنى شكل إسلامي ولكن يطبق القوانين والدساتير العلمانية)، خاصة وأن أمريكا نفسها قالت من قبل ”أن سقوط نظام بشار خطر على أوربا كلها“ وهو ما يعني أنها كانت تخشى حكم اسلامي هناك
أما المستوى الآخر من ممارسات الآلة الاعلامية فكانت مهاجمة أحمد الشرع ( قائد الإدارة الجديدة) في صورة تبدو وكأنها هجمة إعلامية منسقة من جهات مكروهة للشارع العربي المسلم الذي يتوق للحرية مما جعل البعض يجد نفسه مناصرا لأحمد الشرع بشكل تلقائي، مع استثناء وحيد وهو ظهور الشرع على قناة العربية وثنائه على بن سلمان المعروف لنا جميعاً بأجندته الحقيرة في محو الإسلام من الجزيرة العربية، والسعودية المعروفة للمصريين بأنها أكبر داعم للإنقلاب الذي أودى بحياة الآلاف من المصريين بين أسيرِِ وشهيد، وهو ما جعل البعض يقلق ويسألني عن رأيي الشخصي في الشرع، خاصة وأنني كنت كتبت عنه من قبل منذ عدة سنوات وتحديداً منذ عامين حين قلت ”أنه لا يتحرك إلا بأوامر تركية وأن مهمته التي حددتها له تركيا في أدلب كانت محاربة كل فصائل المعارضة وتفكيكها ( بحجة أنها فصائل متشددة أو إرهابية) حتى لا يوجد في سوريا سوى فصائل المعارضة المستأنسة بما يخدم مصالح تركيا ومن ورائها أمريكا“ وهو ما يفسر دعم تركيا غير المحدود لأحمد الشرع وإدارته ( علماً بأن معظم أفراد إدارته هم من الثوار الحقيقيين الذين قاتلوا ضد كل القوى التي وقفت مع المجرم بشار)، وفي هذا إجابة كاملة عن رأيي حيث لا أحكم على الأمور إلا من منظور شرعي، فالأمور في سوريا تتجه نحو نظام علماني وطني ملتزم بالديمقراطية الغربية ومحاربة الإرهاب، ولا مانع إذن من التطبيع مع الكيان الصـ هـ يوني مستقبلاً
ولذلك أعيد ما قلت في تعليقي الأول على عملية فتح حلب ودمشق، أن الأمر لا يعدو اتفاقا أمريكيا روسياً تركياً لتسليم وتسلم السلطة في سوريا حتى تخرج روسيا من سوريا (لتتجه لليبيا لتكون مقر الانطلاق للقرن الإفريقي)، وهو أحد المطالب الأوروبية وحتى تخرج إيران وهو أهم مطلب أمريكي اسرائيلي، وحتى تحل أمريكا محل روسيا بحجة حماية الأكراد، ولقاءات مندوبي الدول الأوروبية التي التقت بالشرع وتأكيداته لهم بحرص إدارته على الانصهار مع النظام العالمي يثبت مدى الاستئناس الذي جرى لهذه الفصائل. ومع ذلك وبغض النظر عن رأيي الشخصي فيه، فأحمد الشرع واضح أنه تلقى تدريباً عالي المستوى ليظهر بالمظهر الذي ظهر عليه في اللقاءات التليفزيونية ، وواضح أنهم يعملون بكتالوج مختلف، ومخالف لما كان ينتظره الإسلاميون ( أو حتى ينتظره الثوار أنفسهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس) ، فالبعض كان ينتظر من الشرع وإدارته إعلان سوريا خلافة إسلامية أو حتى إعلانه إلغاء دستور بشار والاحتكام للشريعة، ولكن ما حدث هو وصول الإسلاميين لقصر الحكم، ولكن بدون الإسلام كنظام حكم ومنهج حياة .
ما يقلق البعض حقاً ليس تهافت الدول الأوروبية وعلى رأسها المانيا وفرنسا وأوكرانيا على اللقاء بالإدارة الجديدة، فهذا أمر حتمي لما لسوريا وموقعها الاستراتيجي من أهمية بالغة، وكلنا رأينا في الأسابيع الماضية الوفود الأوروبية والعربية للقاء الإدارة الجديدة، وهو أمر جيد جدا، ولكن ما يقلق البعض حقا، هو ما شهدناه جميعا على الأرض من قصف الكيان الصـ هـ يـ وني لجيش بشار (سلاحه الجوي وأسطوله)، حتى أن اسرائيل لم تترك آلة عسكرية واحدة لا برية ولا بحرية ولا جوية إلا ودمرتها، والسبب واضح، فجيش بشار الذي دمرته اسرائيل لم يكن ليضر الكيان الصـ هـ يـ وني بأي حال من الاحوال، اما الآن وحسب وجهة نظر البعض، فالكيان يخشى ان يستغل حكام سوريا الجدد معدات الجيش ، وأنهم سيحتاجون عدة سنوات لبناء جيش جديد، وهو ما يفسر قيام اسرائيل بأكثر من ٦٠٠ ضربة جوية لتدمير سلاح جيش بشار الجوي وتسويته بالأرض، في نفس الوقت التحركات البرية والتوغل داخل سوريا والتي أسفرت عن إعلان الكيان الصـ هـ يـ وني بدء بناء مستوطنات لزيادة عدد سكانهم في الجولان، واسفر عن احتلال منطقة جبل الشيخ، وهو مكان حيوي جداً يمكن من خلاله السيطرة على المناطق الحدودية الموازية لسوريا وعلى جانب آخر يطل على نهر الليطاني في لبنان، ومعنى هذا الكلام ان الكيان الصهيوني بتمركزه على هذا الجبل يستطيع أن يتحكم في نهر الليطاني وهو هدف مهم جدا لإسرائيل حتى تؤمن احتياجاتها من المياة العذبة. اذن وجود اسرائيل على هذا الجبل مهم جدا لأنه موقع استراتيجي هام، وقطعا اسرائيل لم تكتفي بجبل الشيخ بل دخلت جنوب سوريا وعلى عدة كيلومترات من العاصمة دمشق، واحتلوا نهر اليرموك و هو الكلام الذي نشره موقع رويترز وبالتالي زادت مساحة المنطقة العازلة التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي ٢٣٥ كيلومترًا مربعًا، وهو ما يعادل حوالي ٦٠% من مساحة قطاع غزة، وبذلك أصبحت إسرائيل مسيطرة على المنطقة الحدودية, ومع كل هذه التعديات كان رد الإدارة الجديدة هو اللجوء للأمم المتحدة.
ما يقلق البعض أيضا هو ما قاله محافظ دمشق الجديد، ( الذي قال أن اسرائيل لديها حق في قلقها وهجومها على بعض المناطق في سوريا، وأن اسرائيل ليست هي العدو وأنهم لا ينوون صراعاً مع الكيان الصهيوني ولا مع أمريكا أو أوروبا وأنهم طلاب سلام، وكل تركيزهم على رفع العقوبات وأن تساعدهم أمريكا وأوروبا في إعادة إعمار سوريا) وما قاله أحمد الشرع نفسه ( الذي قال أنه ليس معنيا بالدخول في صراعات جديدة)،( وهو كلام يراه البعض منطقي لبلد يتعافى ولا يملك جيش بعد أن قامت إسرائيل بتدمير الجيش بالكامل) الأمر لم يقتصر على التواجد الصـ هـ يوني، بل في التواجد التركي متمثلا فيما يسمى بالجيش الوطني الحر الذي حركته تركيا لمنطقة شمال سوريا في مواجهة مع ميليشيات قسد ( قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكياً وهي قوات كردية كانت متمركزة أصلا في شمال شرق الفرات، وتحديدا في منطقة منبچ)، ولكن الجيش الوطني الحر المدعوم من تركيا خاض معركة مع قوات قسد واجبروهم على الانسحاب لشرق الفرات لتأمين حدود تركيا( وهو ما يعني بقاء الأكراد في دير الزور) وهو ما يعني تسليم شرق وغرب سوريا لأمريكا عن طريق الجيش السوري الحر وقوات قسد، لأنه على الرغم من انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من منبچ وتل رفعت بحلب ومدينة دير الزور وريفها، إلا انها تسيطر على 20% من الأراضي السورية، بحسب المرصد السوري
فأمريكا لن تترك قسد تواجه الجيش المدعوم تركياً وتقف متفرجة وطبيعي جداً أن تبدأ أمريكا بتحريك قوات اضافية من قواعدها المنتشرة في إقليم كردستان لطمأنة الأكراد ..
المهم، أن الحرب الدائرة الآن بين قسد والقوات التابعة لتركيا هدفها، أولاً أن يكون هناك حاجة دائمة لأمريكا بحجة حماية قوات قسد، وفي نفس الوقت الحفاظ على ارباحها من النفط
وحتى لا يتكرر سيناريو عفرين التي استولت عليها تركيا عام 2018
وما نراه الآن من تواجد امريكي هناك بحجة حماية الأكراد بحجة الحماية من داعش يؤكد هذا السيناريو الذي يتجه نحو منح الأكراد حكماً ذاتيا
المحصلة النهائية هي أن تحرير سوريا من عصابات الأسد لم يكن ليتم إلا بالاتفاق بين تركيا وروسيا وأمريكا،، (تقسيم مصالح) كما قلت في تعليقي الأول على احداث سقوط بشار، مقابل الإبقاء على النظام العلماني في سوريا ( وإن اختلفت الوجوه والمسميات)
يعني باختصار عملية تسليم وتسلم شاركت فيها كما ترون عدة دول تبدو ظاهريا متحاربة) وهي الخطوات الختامية في صفقة القرن كما يسميها ترامب ( أو اسرائيل الكبرى)
ختاماً، مقالي هذا ليس لبحث كيف سقط بشار، فالموضوع قد قُتل بحثاً وأصبح الجميع متيقنا، أن ما حدث في سوريا لا يمكن أن يكون تم إلا بضوء اخضر غربي لان الغرب يعلم جيداً أهمية الشام في عودة الخلافة وأن عامود الإسلام سينتقل إلى الشام، وأن عقر الإسلام يجب أن يكون بالشام كما بشرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي نقله الطبراني في المعجم الكبير عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عُقْرُ دَارِ الْإِسْلَامِ بِالشَّامِ» ولذلك هم يحاولون الإبقاء على السياسة العلمانية الفاسدة كما كانت في العهد البائد ولكن بصورة جديدة ونكهة جديدة تشبه إلى حد كبير النظام العلماني التركي الذي يدور في فلك أمريكا
وأقول لمن يسألون عن مستقبل سوريا، أن المستقبل كله بيد الله ومهما كان تخطيط ومكر البشر، فإرادة الله فوق مكرهم، “ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين”، ومستقبل سوريا ان شاء الله تعالى سيكون افضل بدون الجزار #بشار كما نتمنى جميعاً، فلن يحدث أسوأ مما حدث في عهد أسرة الأسد، وكل الأخبار كما ترون تؤكد قبول امريكا وأوروبا بالنظام الجديد، حيث انها لا تراه نظاماً إسلامياً متشدداً(حيث امريكا وأوروبا وسائر الدول العربية والإسلامية المحيطة لن تقبل بنظام اسلامي متشدد ( حسب وصفهم)، ولكن تبقى المشكلة في إيران التي استثمرت في سوريا والتي قد تحاول خلق المشاكل وافتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى ضد الإدارة الجديدة، حتى تحصل على نصيب من كعكة سوريا ( كما يسمونها)
ولكن ما يجعلني مطمئنة إلى أن ما يحدث في المنطقة هو ترتيب رب العالمين للشام هو إيماني الكبير بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ملاحم آخر الزمان، وكيف ان الشام كله سيكون أرض الملاحم وتحديدا دمشق والغوطة حيث سيكون فيها فسطاط المسلمين (المكان الذي ستتجمع فيه الجيوش) استعدادا للملحمة الكبرى
أسأل الله العلي القدير ان يحمي سوريا واهلنا في سوريا وأن يجنبهم وإيانا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ