أسوأ ما يفعله العسكر العملاء هو تقديم عملة رديئة بعد طلاءها لتعجب البسطاء وازالة العملة الذهبية الحقيقية. فيجري تقديم الدين الشكلي في حدود ما يخدم العسكر وبنكهاته المختلفة, نكهة أزهرية حكومية, نكهة صوفية, نكهة سلفية, نكهة تبشيرية ويُسمح لهؤلاء بالتنازع فيما بينهم تحت السقف, ليفرقوا الناس شيعاً, فهذا صوفي وهذا سلفي وهذا أزهري (وكلهم متعسكرون). المهم أن يبتعد الناس عن الإسلام الصحيح الذي يقاوم الظلم ويحارب الطغيان.
والعسكر هنا يقومون بأمرين على التوازي وهما :
أولاً : إفساد العقيدة الصحيحة
ثانياً : توظيف العقيدة الفاسدة البديلة لخدمة دولتهم وبقائهم في الحكم
فمحمد علي رجل فرنسا, أزال علماء الأزهر الحقيقيين وعين الماسوني حسن العطار على سبيل المثال, وأصدر الأوامر لرجاله باستخدام الدين لتشجيع المسلمين على الالتحاق بجيشه (الذي قامت حوله دولة مصر العلمانية التي مازالت مستمرة حتى الآن.)
فالدين عند العسكر يجري توظيفه أي أن العسكر يزيحون الدين من مكانته كحاكم للدولة في الإسلام ليصبح أداة يوظفونها لخدمة دولتهم المناقضة للإسلام.
ولذلك ترى أن المقبور محمد علي استخدم الدين (بعد أن أفسده) لخدمة هدف قيام الجيش الذي قامت حوله الدولة, وتحول الدين بالتدريج إلى مجموعة من الفولكلوريات وزادت وتيرة تشويه الدين في عهد الاحتلال البريطاني حيث أطلقوا صبيتهم على الدين, فعين اللورد كرومر خادمه الماسوني شارب الخمر محمد عبده مفتياً وقام هذا الأخير بكتابة كتاب قاسم أمين الشهير الذي دعا فيه إلى خلع حجاب المرأة وجرى تلميع العقاد الذي قال عنه أكثر من واحد ممن عاصروه أنه كان يطلق عبارات الإلحاد في جلساته الخاصة (يقول أحمد حسين أنه كان يستنكر سورة الناس وقال : لو نُسبت لي هذه السورة لتبرأت منها) وقام طه حسين (الذي تنصر في فرنسا) بوضع اسمه على كتابات مرجليوث المستشرق اليهودي ونشرها في كتاب (في الشعر الجاهلي) الذي كفره الأزهر بسببه. ونشر علي عبد الرازق كتاب الإسلام وأصول الحكم وسمى الخلافة فيه (نكبة) وقد اعترف علي عبد الرازق (وكان ماسونياً هو الآخر) بأن طه حسين هو الذي كتب كتاب (الإسلام وأصول الحكم) والله وحده يعلم من كتبه للمتنصر طه حسين.
واستمر استغلال العسكر للدين بعد انقلاب يوليو 52, فكان المقبور عبد الناصر الذي لم يترك حرباً ضد الإسلام الا وشارك فيها, يحاول تطويع الإسلام لاشتراكيته ومن خلفه كتيبة من الصحفيين المرتزقة تصبغ الإسلام بصبغة اشتراكية. وحين جاء المقبور السادات قدم نفسه على أنه الرئيس المؤمن, وحرص على النصب على البسطاء بصوره وهو يصلي أمام الكاميرات بينما كان بيجن وكارتر يقبلان خدود زوجته جيهان وكان هو يتبجح بأنه (لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة) وسجن علماء الأزهر الذين عارضوه وسماهم (كلاباً) حتى أن الشيخ الشعراوي ارسل له قائلاً (إن علماء الأزهر ليسوا كلاباً).
ثم جاء عصر المخلوع الذي شهد عليه اللواء شفيق البنا بأنه كان يقول (لو اطول اعمل المساجد ديسكوهات كنت عملتها) وكان ابنه جمال يشكك في وجود الرسول عليه الصلاة والسلام. بينما كان يحضر احتفال المولد (وهو احتفال فولكلوري من بقايا دولة العبيدين, شجع نابليون على الاحتفال به) ليخدع البسطاء.
ثم جاء عصر الانقلابي الصهيوني والذي اصبح الدين يُهاجم فيه على الشاشات وعلى صفحات الجرائد علناً.
ومنذ عهد المخلوع جرى تصدير نكهات الإسلام التخديري المزيف, فهذا حسان المتسولف يرفع إصبعه وتكاد حنجرته تنفجر وهو يحدث أمة الإسلام عن كريمات الصن سكرين !!
وهذا مصطفى حسني يحدثك بلهجة أقرب إلى لهجة القساوسة أن (الله يحبك) وتكاد الدموع تترقرق في عينيه !
وهذا أسامة الأزهري يرتدي عباءة الأزهر ليحدثك عن السماحة والوسطية وهو ينحني ليصافح كلباً .. فينبهر الجهلة فاسدو النفس من سماحة الاسلام !
وكلهم يديرون ظهورهم لجثامين شهداء رابعة
بينما ترى الشهيد محمد عادل بلبولة وهو خريج الأزهر يصدع بالحق وبيته أمامه يُحرق ثم يصدق الله ويستشهد وهو ثابت على موقفه !!
وترى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أسيراً بلا جريرة وترى الشيخ فوزي السعيد والشيخ محمود شعبان يُسجنان ويُقيدان وترى الشيخ وجدي غنيم والشيخ محمد عبد المقصود يتغربان عن ديارهما بينما يغطس الدجال المتسولف محمد حسن في دهن الضأن والحاخام رسلان بغيض الوجه يعد رزم النقود في نهاية اليوم والدجال الرضواني يرقص على الشاشات.
ولا بأس أن يتعارك هؤلاء الدجالون فيما بينهم, فهذا يفيد العسكر ويفيد صبيانهم ويعطي كل منهم بعض المصداقية عند المغفلين الذين يستمعون لهم.
المهم عند العسكر ألا يقترب الناس من الدين الحقيقي الذي يأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الطغيان ويقول لهم أن من يوالي العدو مرتد ويأمرهم بمحاسبة اللصوص والقتلة.
إن زوال الحكم الجبري الذي بدأه عميل فرنسا محمد علي ومغادرة عصر الظلمات الذي دخلته الأمة منذ قرنين, لن يتحقق إلا بطرد العملة المزيفة واستحضار العملة الذهبية الحقيقية وازالة الغشاوة التي يصنعها هؤلاء الدجالون كحسان الرضواني ورسلان وأسامة الأزهري وداعية البيرة والخمارات, خالد الجندي والعودة إلى الدين الصحي على يد العلماء الربانيين كالشيخ محمد عبد المقصود والشيخ وجدي غنيم والشيخ بسام جرار وغيرهم من العلماء الأجلاء الذين يُشوهون إعلامياً. ولذلك أطلقت حملة مقاطعة قنوات الدجالين.
