تاريخ النشر | 23-6-2015
يحلو للبعض ترديد جملة ان الانقلاب غير العقيدة العسكرية للجيش, والحقيقة ان المصطلح نفسه يتطلب مراجعة تاريخية لكشف حقيقة عقيدة الجيش كما يتطلب حذراً في التعامل وعدم الإفراط في استخدامه.
والحقيقة أنه لم تكن لذلك الجيش عقيدة أصلاً, ولنلق نظرة تاريخية سريعة فالجيش أسسه الإنجليز وحارب المسلمين تحت راية الإنجليز (السودان – سيناء – فلسطين) بل سلم أولى القبلتين ( بيت المقدس ) للانجليز الذين سلموها بدورهم للصهاينة فيما بعد.
لقد نشأ هذا الجيش بالكامل كجرثومة ليحارب الإسلام بأيدي أشخاص يظهرون كمسلمين ويتكلمون اللغة العربية ويتسمون بأسمائنا. وهي نفس الفكرة التي عرضها الخائن محمد علي على الحكومة الفرنسية لتسهيل احتلالها للجزائر, واقرأوا التالي من ارشيف الدولة الفرنسي : “في شهر سبتمبر 1829, تلقى مسيو بولينياك رئيس الوزراء اقتراحاً غير متوقع, حيث كشف له قنصلنا في الإسكندرية مسيو دروفيتي, مزايا المشروع الذي بحثه في أكثر من جلسة سرية مع محمد علي وابنه إبراهيم.
وعرض والي مصر أن يتحمل مسؤولية إخضاع الولايات الثلاثة ( تونس والجزائر وليبيا ) عن طريق حملة يقودها إبراهيم نفسه, وكانت خطته أن يتسلل بجيشه بمحاذاة الساحل ; يتبعه الأسطول, لتموينه وكذلك لدعمه عند الحاجة, وأياً ما كان طول الرحلة, فلن يُنظر لتلك الحملة في أفريقيا بأكثر من أنها مجرد قوات مصرية” راجع الآن الجملة الأخيرة جيداً “فلن ينظر لتلك الحملة في أفريقيا بأكثر من أنها قوات مصرية” الفكرة إذن منذ زمن هي إيجاد عدو داخلي يرتدي نفس ملابس الشعب ويتحدث لغته ! لم تكن هناك عقيدة للجيش سوى قتل المسلمين.
ماذا كانت تلك العقيدة حين لم يطلق ذلك الجيش الذي أسسه الإنجليز رصاصة واحدة على الإنجليز ؟ ماذا كانت عقيدة ذلك الجيش حين نفذت المخابرات الأمريكية انقلابها واستخدمت فيه صبيانها ( عبد الناصر وعصابته ) ؟
نحن نتحدث عن فرع من فروع كنتاكي اشترته المخابرات الامريكية من البريطانيين لا عن جيش كما أوهموا السذج والبسطاء.
احكوا لنا قليلا عن عقيدة ذلك الجيش المزعومة حين أطلق النار بأوامر من المقبور عبد الناصر سنة 1954 على طلبة جامعة القاهرة. ما هي عقيدة الجيش المزعومة في كرداسة عندما دخلتها قوات الجيش وارهبت أهلها وروعتهم في عهد المقبور عبد الناصر ؟ حدثونا عن عقيدة الجيش المزعومة في حرب اليمن حين كانت الطائرات تقصف أهلنا في اليمن بالغازات السامة فتقتل المئات وهم يتناولون إفطارهم, بل حدثونا عن عقيدة ذلك الجيش حين كان يدخل القرى اليمنية ويذبح أهلها.
حدثونا عن عقيدة ذلك الجيش الذي كان يحمل صور المقبور عبد الناصر ويسير لمواجهة الكيان الصهيوني بصور الراقصات ثم انتهى اليوم و جنود الكيان الصهيوني يبادلونهم بالبطيخ والشمام وينقلونهم على عربات النقل بالملابس الداخلية كالخرفان, كما كان الصهاينة يسمون ضباط وجنود عبد الناصر.
ثم حدثونا عن آلاف من الجيش الثالث الميداني استسلموا للعدو الصهيوني بسبب العطش والجوع حتى وصل عدد اسرى مصر في حرب اكتوبر, إلى 8 آلاف أسير.
اشرحوا لنا العقيدة العسكرية التي جعلت ذلك الجيش سافر لمحاربة مسلمي العراق ثم فشلوا حتى في ذلك حتى أن قائد القوات الأمريكية سخر من انعدام كفاءتهم قائلا : يمكن إسناد المهام التي اسندت اليهم لعاهرتين منهكتين أي عقيدة تلك التي غيروها ؟
ألا يتساوى ذبح أطفال ونساء وشيوخ قرى اليمن مع مجازر جيش المعونة الامريكية في سيناء وفي ليبيا ؟