آيات عرابي تكتب| فك الارتباط بتيار التغريب

بعد ثلاث سنوات من الاحتلال الفرنسي لمصر, كان الاحتلال مضطراً للمغادرة ولم يتحمل تكلفة البقاء في مصر
التجربة نفسها أعيدت سنة 1807 وقت حملة فريزر ولم يستطع الاحتلال البريطاني البقاء
ذلك في الوقت الذي كانت الدولة الإسلامية تعرضت فيه لركود اداري كبير
ولكن قطعة صغيرة منها (مصر) كانت قادرة على الوقوف في وجه دول أوروبا ودحر مشروعاتها في الاحتلال العسكري
ولكن بعد 77 سنة من مشروع محمد علي التغريبي والذي قام على استيراد أهم منجزات الغرب وقتها (الجيش الإلزامي) والدولة الحدودية, استسلمت مصر ودُحرت وهُزمت امام الاحتلال البريطاني
وبعد اختراق الازهر الرسمي بالتيار الماسوني (الذي سمى نفسه “الإصلاحي”) على يد جمال الدين الإيراني المتسمي كذب الأفغاني, فرخت مصر سعد زغلول وتيار الوطنية الحدودية الذي عمل على عزل مصر عن محيطها الإسلامي ومنح الاحتلال البريطاني عقوداً من السلام في مصر
(السلطان عبد الحميد رحمه الله كتب عن الماسوني جمال الدين في مذكراته وذكر أنه كان عميلاً للبريطانيين)

وهذا التيار الذي دشنه المتأفغن جمال الدين الإيراني الشيعي والذي بناه على أساس فكري تكون في فترة حركة التغريب التي دشنها عميل فرنسا محمد علي, هو الذي ساهم في تمهيد البيئة لظهور كل ما تلاه من بلايا حتى أنه كان حاضنة للأفكار القومية التي مهدت لظهور المقبور عبد الناصر عميل السي آي إيه
هي كلها لبنات في بناء بدأ ببذرة تركها الاحتلال وتعهدها محمد علي (كان محمد علي شيعياً ماسونياً هو الآخر)
وإزالة آثار هذه الكارثة لا تكون الا بإزالة أفكار التيار الماسوني (أفكار جمال الدين الإيراني المتسمي بالأفغاني) وإزالة تلك المرحلة المسماة (تجديد) وما قبلها من فكر الدولة الحدودية والجيش الإلزامي وعدم الاعتداد بها ثم اعادة الارتباط الفكري بتلك المرحلة والتي يحاول البعض مهاجمتها بأنها مرحلة جمود أدت إلى الاحتلال الفرنسي (وهذا كلام ظاهر الخطأ)
فالحقيقة أن تلك المرحلة كانت مرحلة جمود إداري لا جمود فكري، وأن العمق الفكري الديني في تلك المرحلة كان العامل الوحيد الذي رد الاحتلال الفرنسي على أعقابه

مهمة فك الارتباط بتيار التغريب و بمفاهيم الوطن والجيش الإلزامي وخرافات التجديد وكشف حقيقة الماسوني المتأفغن جمال الدين الإيراني هي مهمة المسلمين الفكرية الأولى الآن في نظري ونبذ المسميات السخيفة مثل الإسلام المعتدل والإسلام العصري وغير تلك من المسميات.