آيات عرابي تكتب | كلمة السر … الإعلام !

منذ الاحتلال البريطاني والمواطن المصري يعيش في غرفة مغلقة بها شاشة تبث مشاهد ثابتة :

جيش علماني انشأه الإنجليز سنة 1886 حارب الثورة السودانية وقوات الخلافة العثمانية تحت قيادة الاحتلال البريطاني وعاون الجيش البريطاني بامداده بالماء والطعام لاحتلال القدس ..

جيش لا يشارك في العمليات فدائية ضد الاحتلال تقوم بها كتائب الإخوان المسلمين ومتطوعين من الجامعات ..

يصوره الإعلام على أنه جيش وطني !

جيش يقوم بانقلاب بالف ضابط وجندي فقط وسط حوالي 80 ألف جندي بريطاني ..

يصوره الإعلام على أنه جيش وطني !

انقلاب 1952 تديره السي آي إيه في وجود قوات احتلال أخرى لا تفكر حتى في التعامل معه عسكرياً ..

يصوره الإعلام على أنه ثورة

جهاز مخابرات تقوم السي آي إيه بانشاءه ويخسر كل عملياته أمام الموساد, ويحصل الموساد تحت سمعه وبصره على طائرة مصرية ويهربها إلى الأرض المحتلة !

يصورها الإعلام على أنها أقوى مخابرات في المنطقة !

جاسوس يتم تجنيده لصالح العدو ويعمل لحسابهم كعميل مزدوج ويعترف بهذا أحد كبار رجال المخابرات ..

يصوره الإعلام على أنه اخترق العدو وصادق موشيه ديان وينتج مسلسل عنه !

حرب مسرحية يستشهد فيها جنود وضباط وهم يظنون أنهم يحاربون لتحرير الأرض بأوامر من قائد مخلص وتنتهي والعدو على مشارف القاهرة والجيش الثالث محاصر ..

يصورها الإعلام على أنها نصر مجيد !

رئيس تركبه المخابرات الامريكية وتكسر عينه وتوجهه ثم يركبه السوفييت ..

رئيس يتقاضى مرتب من السي آي إيه ويعمل لديهم كجاسوس …

رئيس تصوره المخابرات الفرنسية وهو يطلب رشوة وتكسر عينه ..

يصورهم الإعلام على أنهم زعماء !

جماعة تكافح من أجل قيم الإسلام والعدل ويسجن أفرادها ويقتلون ويقمعون منذ 87 ..

يصورهم الإعلام على أنهم شياطين !

رئيس منتخب لم تشهد مصر حرية كالتي شهدتها في عهده ويخاف الله في الشعب ..

يصوره الإعلام على أنه طاغية !

قضاء عبارة عن مجموعة من الصيع والنشالين ومديري شبكات الدعارة والمرتشين ..

يصوره الإعلام على أنه قضاء شامخ !

شرطة أنشأها الإنجليز وتتكون من النشالين والقوادين والجهلة والمرضى النفسيين وتتعامل مع الشعب كميليشيات الاحتلال وتحتاج لعدسة للبحث عن الشرفاء بينهم !

يصورها الإعلام على أنها مؤسسة وطنية !

لص لا يصلح حتى كطقم حمام ولا يظهر من الأرض, ويتسول من الخليج 200 مليار ويطالب الشعب بالدفع ويقتل الناس في الشوارع كالدجاج يتخابر مع أمريكا ويعترف بأنه أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بانقلابه …

يصوره الإعلام على أنه زعيم !

هي مؤسسات تحتاج كلها للهيكلة أو التفكيك وهي أهون من الذباب ولا تستطيع مواجهة الشعب ولكن الإعلام هو من يعطيها تلك الهالة من الضخامة, تذكروا اننا نواجه نظاماً عموده الفقري هو مؤسسة الجيش التي لم تكسب حرباً منذ نشأتها وتمتلك الآليات لتطهير نفسها من الشرفاء أولاً بأول, سواء عن طريق الحوادث التي يتواطأ فيها رئيس الدولة بنفسه كحادثة الطائرة التي كانت تقل احمد بدوي رحمه الله, أو عن طريق الإبعاد والطرد كما يحدث للضباط الشرفاء. تذكروا أن ضباط الداخلية فروا أثناء الثورة بقمصان النوم وتذكروا أن الإعلام الذي يسل لسانه اليوم على الثورة وعلى الثوار هو نفسه الإعلام الذي تملق الثورة وحاول أن يحصل على مكان له وسط صفوفها. تذكروا أن تلك المؤسسات أهون من بيت العنكبوت وأن الثورة لم تطل الا لأن النظام يعلم أن عقابه عندما تتمكن الثورة من رقبته هو المحو والاستئصال.

تذكروا أنكم انتم الشعب الذي يقدم ابناءه للجيش وأن بإمكانكم أن ترفضوا نظام التجنيد الإجباري وأن هذا إن تم, كفيل بإسقاط مؤسسات الاحتلال التي هي في جوهرها فيروس زرعه الاحتلال قبل أن يرحل.

ووسط كل تلك الاعتبارات تذكروا أنه لولا الإعلام لما بقيت مؤسسة من تلك المؤسسات على قدميها ..فالإعلام هو كلمة السر.