فكرة تحريك الشعب عن طريق التسويق الفشل الاقتصادي لعصابة الانقلاب
هي فكرة احتجاجية تحتاج إلى إعلام مسيطر
أي أنك تحتاج لعدة أبواق اعلامية تعمل بشكل مكثف ومركز لتحريك الشعب
وقتها يمكنك ان تتوقع إثارة الاحتجاجات الفئوية
الاضرابات العمالية
عصيان مدني جزئي في بعض القطاعات
ثم بعدها تحتاج إلى امتلاك خطة تحرك لما بعد هذه المرحلة
مثل المظاهرات الموجهة التي لها عناوين محددة
وطالما لا تمتلك القوة القادرة على التغيير, فكان عليك ببساطة البدء في تفكيك قوة عدوك
ويمكن هذا ببساطة بتبني حملة شعبية توجه للشباب لحثهم على عدم الالتحاق بـ #الجيش_المصرائيلي
وتصاحب هذه الحملة الشعبية الإعلامية حلول مبتكرة لتخطي عقبات الأوراق الرسمية
(هناك حلول بطبيعة الحال)
ثم الانطلاق بعد ذلك إلى مرحلة العصيان المدني (الجراحي) الموجه لمرافق بعينها مصحوبة بالدعوة للتظاهرات الكبرى المركزة
هذه رؤية محتملة (وربما كانت هي الممكنة وفقاً للظروف الحالية) وتحتمل رؤى أخرى
لكن هذه الرؤية تُحارب في جزئية ما يُسمى بمؤسسات الدولة
البعض أما لركود عقولهم عن مواكبة إيقاع الأحداث والفشل في الإلمام بالظروف الاقليمية
يحاول التشبث بفكرة ما يسمى بمؤسسات الدولة
متناسياً ان هذه المؤسسات خضعت لأكثر من تجربة (اثناء الانقلاب وبعده)
أثبتت أنها مؤسسات خائنة لا تعمل الا لصالح المحتل
فظل هؤلاء رهائن للحظة انتهت تماما بمجزرة رابعة عاجزين عن تطوير رؤيتهم وبالتالي لا يمكن ان يقدموا حلولاً
وهم (ولأسباب) كثيرة يتقاطعون في بعض جوانب رؤيتهم المتصلبة مع العسكر
فهؤلاء وهؤلاء اجتمعوا على الحفاظ على ما يُسمى بمؤسسات الدولة
سفيه الانقلاب كرر في كلمته في الرياض
حيث قال ان الشعب نجح في الحفاظ على مؤسسات الدولة واستعادة هويته الوطنية !!
ما الفرق بين هذا الهراء وبين الهراء الذي يقوله أي من سياسيي المصطبة الذين تجاوزتهم المرحلة ؟
الصراع بين هويتين لا ثالث لهما
وهو صراع لا يحتمل أنصاف الحلول
صراع بين مؤسسات بناها الاحتلال لتكون شرطياً على الإسلام (وبالتالي على الشعب المسلم) وزودها ببرنامج تشغيل يعمل بكفاءة
وبين هوية إسلامية للشعب يسعى الكثيرون ممن يديرون الحراك الى طمسها ورفع هوية علمانية استجلاباً لرضا شراذم العلمانيين
وزيادة على ذلك, فهؤلاء لم يدرسوا طبيعة المؤسسات ولا تركيبة الحلف الانقلابي
وبالتالي لا يقدمون حلولاً الا التنظير الحزبي الذي يصلح لمرحلة ما قبل الانقلاب والتي تجاوزها الزمن
هذه هي أولى المشاكل
المشكلة الثانية هي ان أجهزة الدول التي تقف خلف الانقلاب
عملت (ومازالت تعمل بجهود مستمرة) على تفكيك الحلف الرافض للانقلاب
وذلك عن طريق إبراز مكون علماني (لا يظهر علمانيته بوضوح من أجل خداع الجماهير) في وسط إسلامي وبهذا يضع العصا في عجلة أي حراك وينتج عراكاً لا ينتهي ويشغل المعسكر الرافض للانقلاب بنفسه
هذه هي ثاني المشاكل
المشكلة الثالثة هي عدم وجود قيادة واضحة (لا شك أن هناك من يصلحون ولكنهم لم يمارسوا أدوارهم بعد) في الوقت الذي لا يكف فيه المهرجون العلمانيون ومرتزقة الثورات عن محاولات تقديم أنفسهم كزعماء وصحيح ان محاولاتهم كلها تبوء بالفشل الا أنها تستهلك وقتاً في الرد عليهم.
المشكلة الرابعة هي تغليب المسار السياسي (أو بالأحرى الحزبي) على المسار الثوري.
المشكلة الخامسة هي عدم امتلاك إعلام اصلاً, فلا يمكن تسمية الإعلام الذي يروج لوجهات نظر الانقلابيين ويدعوا للتوحد والاصطفاف معهم بانه اعلام ثوري, وهي قنوات (نتيجة للجهات التي تمولها) تعمل على اقتياد الحراك لمسارات تفريغ الطاقة وتبريد الحراك باتجاه حالة رفض تقود إلى مسار سياسي يميع كل شيء ويبتعد بالحراك عن نقطة الغليان المطلوبة.
أي ثورة بحاجة إلى عدة عناصر لتنجح ولا يكفي فقط وجود كتلة شعبية رافضة, فهناك حاجة لهوية للثورة (وهي مسألة يعمل البعض على ألا تُحسم) وهناك حاجة للقيادة الواعية التي تثق بها جموع الشعب (وهناك بالفعل قيادات قادرة على توجيه الشعب) بالاضافة إلى الوعي بطبيعة الظروف السياسية وخطة عمل واضحة, وفوق كل هذا, اعلام حقيقي يوجه الشعب ويمتلك وعياً ويتحرك بخطوات محسوبة, لا ما نراه الآن.