(ما أقوله هذا المقال هو أن أجهزة المخابرات والتي كانت على علم بقتل السادات قبلها والتي حققت مع خالد الاسلامبولي رحمة الله عليه , سهلت مخططهم في قتل السادات والمقال لا يقول ابداً أن الاسلامبولي ورفاقه عملاء بل على العكس, فأنا أقول هنا ان السادات هو الذي كان عميلاً متخابراً مجرماً فلا رحمه الله )
المقال
كانت بعض الصحف تنشر صوراً للسادات وهو يمد قدميه على وسادة من الريش وفي الصفحة المقابلة تجد تقارير عن الفقر في مصر.
وقبلها كانت الصحف الأمريكية تنشر تقارير صحفية عن عمالة السادات للمخابرات الأمريكية
كان التجهيز لإنهاء مرحلة السادات يجري على قدم وساق
وكانت هذه الأخبار تحدث أثرها
وتخلق موجة من السخط .. ربما كانت هي بالضبط ما يبتغيه من يرغبون في انهاء مرحلة السادات
بل ان تتبع حادثة اغتيال السادات تجعلك تصل إلى نتيجة مغايرة لما هو شائع
فكل من شاركوا في اغتيال السادات كانوا ضباط جيش يقودهم ضابط مخابرات
وهو ما يدفعنا للقول بأن هناك جهة ما صنعت تياراً فكرياً استدرجت له بعض ضباط الجيش وان هذه الجهة قامت بربط حركة اسلامية كانت قائمة بالفعل بتلك النواة العسكرية لتكون قشرة مدنية لها, ويجري تسهيل نفاذ هذه النواة العسكرية إلى داخل العرض العسكري لقتل السادات ثم تحميل هذه الحركة الإسلامية (عن طريق الإعلام) مسؤولية قتل السادات مع أن أغلب العناصر العسكرية كانت طارئة على الحركة الإسلامية
وتوريط التنظيم المدني القائم في محاولة تغيير خيالية يستحيل أن تأتي بنتائج, لزيادة توريط الحركة الإسلامية وتسهيل انقضاض مؤسسات العسكر عليها
(وبالطبع لا يعني ما افترضه هنا ان ضباط الجيش هؤلاء كانوا يعلمون أي شيء عن هذا, بل المقصود ان هناك من ورطهم واستغل حماسهم ووجهم ثم ضحى بهم في سبيل تحقيق الهدف الأكبر وهو إنهاء مرحلة السادات واقصد هنا ان هناك من كان يحرك اللعبة بأكملها بدون علم تلك الأطراف)
وهذا كله يدفعنا للتساؤل
هل الحركات الإسلامية تلعب في الملعب وحدها ؟
هل خصمها الوحيد هو مؤسسات العسكر في مصر ؟
أم انها تواجه النظام العالمي كله ممثلاً في تلك المؤسسات ؟
من الواضح انها تواجه النظام العالمي
وبعض هذه الحركات الاسلامية يحتاج إلى الانعتاق من تلك المتاهة
واغتيال السادات مثال جيد على ما أقول
السادات كان عميلاً للمخابرات الأمريكية منذ الخمسينات
بل الأقرب للعقل أنه كان عميلاً أقدم للمخابرات الأمريكية
بل وانقذته المخابرات “الاسرائيلية” من محاولة انقلاب
وهو ما خدع البسطاء به وسماه فيما بعد ثورة التصحيح
بينما كانت حقيقة الأمر أن هذا كان انقلاباً سوفيتياً وصلت أنباؤه
للمخابرات “الإسرائيلية” فأخبرت المخابرات الأمريكية التي قامت بدورها بإخبار السادات
والحقيقة ان حرب أكتوبر كانت فيلماً جيد الإخراج تم لصالح شركات البترول الكبرى
وتحت إشراف كيسنجر ضابط المخابرات الأمريكي السابق ومستشار نيكسون للأمن القومي
والأهم من كل ذلك وكيل عن عائلات المال الكبرى
والحقيقة أن السادات كان متورطاً في كل هذا كما كان متورطاً
في جر جيش عبد الناصر لليمن وبالتالي مسؤولاً عن كل الفظائع التي ارتكبها ذلك الجيش المجرم في حق مسلمي اليمن
(ويبدو ان عبد الناصر نفسه كان يعرف)
لكن هل كان قتل السادات على هذا النحو يحقق أهداف من اغتالوه ؟
الحقيقة ان قتله حوله لشهيد بينما هو في الحقيقة كان مجرما متخابراً جاسوساٌ بالمعنى الحرفي للكلمة
والحقيقة ان اغتياله وفر الذريعة المناسبة للانقضاض على كل الحركات الاسلامية التي اُخرجت في عهده عمداً لمواجهة الشيوعيين وإنهاء مرحلة عبد الناصر
وبالتالي كان قتله انهاءً لمرحلته كعميل لفتح الباب للعميل الآخر (المخلوع حسني مبارك)
ومبرراً لغلق ملف الإسلاميين عن طريق الانقضاض الأمني عليهم مما فتح الساحة السياسية أمام سياسات المخلوع المجرمة التي جففت الساحة تماماً وأخلتها من أي أصوات معارضة حقيقية وجعلت منه حاكما مطلقاً
والحقيقة ان المخابرات الحربية كانت على علم بمخطط قتل السادات وأوصت بمنع
الاسلامبولي من الاشتراك في العرض العسكري
والحقيقة أن شقيق خالد الإسلامبولي (رحمه الله ) كان معتقلاً قبل اغتيال السادات بشهر
وهذا يعني ان كل الاجهزة كانت على علم وان المخطط تم تمريره عمداً
والحقيقة أن كل المؤشرات تقول ان كل من اشتركوا في تلك العملية كانوا مؤمنين حقاً بما يفعلونه
لكن ماذا عن عبود الزمر نفسه ؟
بالطبع لا نملك إجابات
لا نملك سوى مواقف الرجل التي تفوح منها رائحة التحيز لفكرة الدولة
والتي لا يمكن حتى ان نقرر, هل جاءت لايمانه بفكرة الدولة العلمانية من البداية ام لأسباب أخرى
فأغلب من يرددون خطاب مؤسسات الدولة, يرددونه دون علم بحقيقة علمانية هذا الخطاب وبالتالي تجد بعضهم يصنف نفسه كاسلامي دون أن يدرك ان خطابه عن (الدولة) هو خطاب علماني يتعارض مع الإسلام
الخلاصة انه لا يمكن الجزم بشيء فيما يتعلق بعبود الزمر حتى رغم مواقفه المريبة مؤخراً والتي دعى فيها للتنازل عن عودة الرئيس مرسي وهو خطاب يبدو مستغرباً من شخص (المفترض أنه) قاد مخططاً لقتل رئيس دولة لأسباب تتعلق بالشرع
لا نستطيع ان نجزم لكننا نستطيع الآن أن نتصور وبناء على عدة ظروف (مثل معرفة المخابرات الحربية بمخطط قتل السادات قبل قتله)
ان اثار اغتيال السادات (وكان عميلاً مجرماً) كانت كارثية على الحركات الإسلامية في مصر
ونستطيع ان نقول أن هناك مؤشرات على ان المخابرات مررت مخطط اغتيال السادات الذي كانت تعلمه حتماً (كما تشير كل المؤشرات) واستخدمت فيه الجماعة الاسلامية (دون أن تدري) ثم انقضت عليها
هي لعبة ماهرة لعبتها عقول ذكية ضربت بها أكثر من عصفور بحجر واحد وكان احد أنكى تبعاتها, هو تصفية الحركة الإسلامية التي ازدهرت في مصر نتيجة لرغبة أمريكا في تصفية الوجود السوفييتي
(وهو الوجود الذي دفعت له المخابرات الامريكية عبد الناصر منذ سنة 1955)
ما أقوله هنا هو أن بعض الحركات الإسلامية تتحرك تحت مظلة النظام العالمي دون أن تدري و تخضع في حركتها (دون ان تدري) لقوى تسيرها وتوجهها وتحقق بها مكاسب ضد الحركات الإسلامية نفسها
وما نتج هذا الانخداع الا عن السقوط في فخ التعامل مع فكرة الدولة العلمانية كفكرة غير غريبة على بدن الأفكار الإسلامية وعدم مناقشتها من البداية وبالتالي عدم وجود طرح ايديولوجي حقيقي يتصدى لفكرة الدولة العلمانية وهو ما يسهل عملية توجيه بعض الحركات التي تجد نفسها في نهاية الطريق وقد فشل مشروعها تماماً.