آيات عرابي تكتب | مجلس الحرملك العسكري

تحدثت كثيراً عن وسائل الإلهاء المخابراتية وكتبت عدداً من المقالات والتغريدات القصيرة في هذا الصدد. حالة السقوط التي تعيشها مصر منذ الانقلاب تجعلك أكثر حصانة وانتباهاً لما تقوم به تلك الأجهزة.
طوال عمر المخابرات العامة منذ أن أسسها ضباط المخابرات الأمريكية للمقبور عبد الناصر لم تحقق نصراً واحداً الا عبر الدعايات المكثفة التي هاجمت بها عقول ملايين المصريين من نوعية “رأفت الهجاص” والذي اتضح فيما بعد وبشهادة الفريق رفعت جبريل مدير المخابرات السابق أنه كان عميلاً مزدوجاً ساعده الصهاينة كثيراً كما ذكر رفعت جبريل في حوار صحفي أجرته معه المصري اليوم الإنقلابية منذ سنوات.
ولم تحقق أجهزة المخابرات نجاحاً واحداً ضد العدو الصهيوني والكتب حافلة بأمثلة على فشلهم وفضائحهم التي يتم تغييبها في الأدراج كفضيحة قيام القوات الصهيونية بتفكيك رادار كامل في منطقة الزعفرانة ونقله إلى الأرض المحتلة.

المهم أن تلك الاجهزة لم تسجل نجاحاً واحداً في تاريخها الا ضد الشعب, عاشت عمرها كالفقاقيع ينعم موظفوها من العسكر بالامتيازات على حساب الشعب وينتقلون من نجاح تليفزيوني إلى آخر. ولم تبرع الا في خيانة الله ومسح أحذية العدو.
كانت الزيارة التي قام بها وفد من المخابرات الحربية للأرض المحتلة في 18 مارس 2013 للتنسيق مع أسيادهم من ضباط المخابرات الصهيونية لاسقاط الرئيس مرسي والتي فضحها موقع (ذا تاور) مثالاً واضحاً على حقيقة تلك الأجهزة وتتويجاً لمسيرة 60 عاماً من الخيانة والفشل و التفاهة والسطحية والضحالة.
الحقيقة الناصعة التي بدأنا ندركها بعد الإنقلاب هي أننا في مواجهة مزرعة صغيرة وأننا نعيش تجربة أشبه بتجربة فيلم ماتريكس, يعيش فيها الشعب في متاهة محاطة بسور يتم انتقاء أفراد من بين سكان المتاهة لترقيتهم كضباط يشرفون على قمع سكان المتاهة في عصابات مسلحة تدعي أنها جيش وأجهزة شرطة مهمتها مراقبة الشعب ومنعه من الثورة, تدعي أنها أجهزة مخابرات والكل في النهاية يخدم الأخ الأكبر الذي اصبح يعمل من تل أبيب بوقاحة وقد كشف كل أوراقه.

دولة أوهن من بيت العنكبوت, تخشى أن يصل الشعب لمرحلة الوعي.
دولة البانوبتيكون وهو نظام السجون الذي ابتدعه أحد علماء الاجتماع البريطانيين واعتمده محمد علي رجل فرنسا الماسوني في مصر, نظام يوهمك بأنه يرى كل شيء ويسمع كل شيء, يدخل في روعك أنه يراك وقبيله من حيث لا تراه, يحكمك بالأكاذيب والوهم وهو يخشاك ويحارب طوال الوقت.
هل تعلم لماذا ثارت فضيحة نادر بكار ولقاءه بتسيبي ليفني في الولايات المتحدة ؟
ولماذا حرص المواقع الاخبارية الانقلابية على بث القصة وروايتها عدة مرات وتأكيدها ؟
ببساطة للتغطية على زيارة غلام أقباط المهجر وعبد موريس صادق المدعو سامح شكري لسيد سيده نتن ياهو, مالك الحرملك العسكري الذي تعمل به جارية الانقلاب والذي يدير مصر منذ انقلاب يوليو 52.

مازالوا يخشونك
مازلت مؤثراً وهم لن يلجأوا لتلك الألاعيب الا لو كانوا يرتعدون خوفاً من رد فعلك
لا يعني هذا بالطبع ان نادر بكار لم يلتق تسيبي ليفني, بل يعني ببساطة ان اجهزة المخابرات التي تجيد التعامل مع الرأي العام في مصر فجرت الفضيحة لامتصاص جزء كبير من ردود الأفعال على زيارة صبي شاويش الانقلاب سامح شكري للكيان الصهيوني ومذلته أمام حاكم مصر الفعلي الذي عاد من أفريقيا بمفاتيح النيل.

أنهم يخشونك انت ويرتعدون من غضبك.
يريدون امتصاص ردود أفعالك رويداً حتى ترى نتن ياهو على الفراش مع جاريته شاويش الانقلاب, فلا تحرك ساكناً.