من أعاجيب قدر الله أن تخرج علينا الجزيرة بتصريحات سامح شكري أثناء زيارته لقلعة المضيوم وتميم المجد بأنه لا يوجد معتقلين سياسيين في مصر في نفس اليوم الذي يؤيد فيه القضاء الشامخ حكم الإعدام على 12 نفسا بريئة تؤمن بالله واليوم والآخر، بل وقبيل ذكرى سهرة 30 سونيا !
سبحان الله وكأن الله يستهزئ بأهل الإرجاء والمتخاذلين الذين صدقوا أن بين طواغيت مزبلة سايكس بيكو أملس.
قال صلى الله عليه وسلم: لو أنَّ أَهلَ السَّماءِ وأَهلَ الأرضِ اشترَكوا في دمِ مؤمنٍ لأَكبَّهمُ اللَّهُ في النَّارِ.، هذه الدماء لا يتحملها شاويش الانقلاب المجرم وزبانيته وحدهم! بل يحملها معهم كل من خدر غضبة الناس وأضاع أعمارهم. تارة في مبادرات الاصطفاف مع النفايات من سقط متاع الانقلاب، وتارة بالمقدمات النارية التي تحدثهم عن السيسي القاتل الحرامي الذي أضاع الدولة المصرية العظيمة وأفسد جيشها العظيم ومؤسساتها المجيدة، وتارة في شرفاء الجيش المصرائيلي الذين يجهزون لانقلاب علي الانقلاب وتارة بالعسكري الغلبان، وتارة أخرى بإعادة تدوير مخلفات مزبلة سايكس بيكو في أفلام هابطة مثل سلمان غير أخوه بتنجان وقطر قلعة المضيوم والخليفة ليفة الذي أعاد أمجاد العثمانيين بقروض البنك الدولي …. الخ
هذا هو دور الجزيرة من البداية (لمن لا يعلم)، فهي تستغل أنها تنشر حقائق وأخبار موثقة ومع الحقيقة تقوم بتذويب الحدود بين المواقف إلى أن وصلت لمرحلة الإفصاح عن وجهها الحقيقي وأنها لا تختلف كثيرا عن العربية أو سكاي نيوز
هل تذكر كم كنت تحب الجزيرة وتتأثر بتعاطفها مع أحوالك وأنت تستمع لذلك البرومو الشهير “محدش مطلع للغلبان …. حسبي الله ونعم الوكيل”؟
هل كنت تتسائل ما الذي يجعل قطر الشقيقة تتحمل كل هذا لأجل قضايا المسلمين وتخصص قناة وساعات بث ورواتب بل وتتحمل الحصار وتهديد أمنها القومي يا حرام، كل هذا تحملته قطر بلا ثمن ابتغاء وجه الله!
اليوم وبعد مرور كل تلك السنوات، هل تذكر كيف كان تأثرك بأول حالة إعدام (الشهيد بإذن الله محمود رمضان) وبين دستة أنفس تمر عليك اليوم مرور الكرام ثم تتابع بقية الأخبار كأن شيئا لم يكن، هل عرفت الآن ما الثمن الذي قبضته قطر مقابل كل هذا ؟!
الثمن كبير جدا!
الثمن كان أكبر من أن يستوعبه عقلك الحظائري أيها الكائن التليفزيوني أحادي الخلية!
الثمن هو ضمان استمرار حكم آل ثاني مقابل أداء دورهم بنجاح في تأمين منظومة سايكس بيكو بلعبة الطيب والشرير أثناء مسلسل الربيع العربي ضمن فعاليات صفقة القرن
علي قفا حضرتك ومقابل ساعات عمرك وأحاسيسك المرهفة وخفة عقلك تطول أعمار هؤلاء الطواغيت ويصبح السفلة نجوم فضائيات ومحللين سياسيين ومفكرين وخبراء استراتيجيين.
أخطر منتجات الانقلاب ليس طواغيت العسكر والقضاء والإعلام كما تظن، بل طواغيت ما يسمونه رافضي الانقلاب الذي لعبوا بك ودحرجوك حتي انصرفت لهمومك ونسيت القضية. وغدا تري الخليفة ليفة في حضن السيسي ثم تعود لتشاهد بقية الأخبار دون اهتمام، تماما كما مرت عليك أخبار إعدام دستة أنفس بكل سلاسة، وكأن لسان حال إخوانك وأسرهم يقول: ما حدش مطلع للإعدام …. حسبي الله ونعم الوكيل.
أنت لست معذورا “وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون” إن الله لم يأمرك بأن تسير خلف الطواغيت وتصدق أن الحداية بترمي كتاكيت. قال صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع ، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثا، قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.