لماذا تهدم الثورة في سوريا النظام وكيل الاحتلال بينما تسعى في مصر للمحافظة على هياكله ؟
اجبت عن هذا من قبل
العقل المصري تعرض أكثر من غيره للإشعاع العلماني
مصر احتلت منذ قرنين بينما لم تحتل سوريا ولا اليمن ولا ليبيا مثلاً الا في بدايات القرن السابق.
مصر هي البعد الأمني الأول لفلسطين والقاعدة التي لطالما انطلقت منها جهود نجدة فلسطين من الاحتلال.
كان لابد من احتلال مصر وطمس عقيدتها
تحدثت في مقال سابق عن تمكن العلمانية من الفكر العام في مصر والتي تظهر في ترديد خزعبلات من نوعية (ماسر أم الدنيا) والمصريين أول الموحدين .. الخ
هؤلاء يدعون أن ما يسمونه جيش ماسر قد تغيرت عقيدته !
يا سلام !!
وماذا كانت عقيدته قبل أن تتغير ؟
حماية الحدود !!
هي خزعبلات يرددها البعض الذين لا يُعملون عقولهم ولا يفكرون الا في حدود ما وجدوا عليه آباءهم
(قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)
كان من الضروري فصل مصر كاقليم عن الخلافة وصناعة دويلة بديلة تكون كشكا يقف فيه غفر يحمون الاحتلال الصهيوني المزمع.
كانت عملية فصل مصر عن الخلافة كالتالي :
فصلها جغرافياً بمانع مائي (قناة السويس التي جاء الاحتلال الفرنسي محملاً بفكرة حفرها)
فصلها دينياً عن محيطها الديني وزرع دين قومي أو وطني بديل في عقول شعبها (حركة التغريب التي قادها محمد علي والتي اثمرت بعد عقود)
تثبيت عملية الفصل (عن طريق نظام حكم عميل تحميه مؤسسات على رأسها جيش المرتزقة الذي هو عمود الخيمة للنظام العميل وكيل الاحتلال)
وهكذا وُلد الجنين وصار طفلاً ثم شاباً ليولد الكيان الصهيوني بحدود آمنة يحميها الجيش المصرائيلي الذي لا يهش ولا ينش ولا بأس بعد ذلك من الترفيه عن السكان بانتصار مزعوم في مسرحية اكتوبر التي اخرجها كيسنجر وديان ونفذها صبيهما السادات والتي انتهت بهزيمة ساحقة حاصر فيها جيش العدو الجيش الثالث كله واسر 8 آلاف ووصل لمشارف العاصمة بعد أن سيق شباب مصر للذبح من أجل عيون الكيان الصهيوني وتأمينه.
مصر الحالية نبتت من أفكار أحد فرسان مالطا.
نعم فرسان مالطا الهوسبيتاليين وكان بعضهم مستشاراً لنابليون.
في طولون الفرنسية وضع ذلك الفارس الخطوط العامة لمصر.
في مينا طولون وضع لاسكاريس مستشار نابليون و أحد فرسان مالطا خطة تحويل مصر من اقليم تابع للخلافة إلى دويلة متخاصمة مع الإسلام.
قال في الفقرة الخاصة بالدفاع :
من حيث الدفاع ليس من المتوقع أن تهاجم الدول الأوربية مصر (لماذا؟) ولكن هذه الدول تستطيع أن ترد عن مصر عدوان الأتراك والمماليك (تفصلها عن الخلافة وهو ما قام به الجيش المصرائيلي تحت راية بريطانيا بعد هذا بقرن تقريباً) وفي الوقت نفسه يستطيع المصريون أن يستخدموا على حسابهم قوة دفاع أجنبية يتراوح عددها بين 12 و15 الف رجل يكفون تماماً لحماية مصر من الاتراك والمماليك وتكون هذه القوة نواة لجيش وطني (بالطبع لا تحتاج هذه الفقرة لشرح وهي تبين حقيقة عقيدة ذلك الجيش من البداية ربما يفهم الكراكيبيون أن عقيدة صنم المصرائيلي لم تتبدل وإنما انكشفت).
ومن حيث الأمن الداخلي قال ان الشعب في مصر ينقسم إلى طوائف وان هذا يتيح الوسائل لدفع هذه الطوائف ببعضها لحفظ التوازن بينها.
هذه الأفكار التي نبتت في عقل أحد فرسان مالطا الذين يعادون الاسلام انسكبت في مذكرة اُرسلت للحكومتين الفرنسية والبريطانية لتصير بعد ذلك خططاً تم تنفيذها بجداول زمنية عبر عقود, فنشأ جيش محمد علي ونشأت حدود الدويلة المصرية التي نعرفها الآن وانتهى الأمر إلى ما نحن عليه اليوم.
هذه الأفكار تحولت إلى مشاريع والمشاريع تحولت إلى برامج والبرامج صار لها ضباط مخابرات فرنسيون ينفذونه على الأرض.
وهكذا دارت العجلة لتتحول أفكار لاسكاريس إلى مجموعة من البؤساء يقفون أمام الضباط الفرنسيين في معسكر بفرشوط ليحضر تدريبهم قنصل فرنسا.
وصار الكولونيل سيف مشرفاً على تنفيذ أفكار لاسكاريس.
كان ثيودور لاسكاريس مستشاراً لنابليون وكان الكولونيل سيف خادماً شخصياً لنابليون ثم ضابطاً بالجيش الفرنسي ثم ضابط مخابرات فرنسي.
أي أن ضابط المخابرات الفرنسي صار مسؤولاً عن تنفيذ أفكار المستشار الفرنسي على أرض اسلامية.
أفكار فرسان مالطا التي تنفذها مخابرات فرنسا لحساب رجل فرنسا الماسوني الشيعي محمد علي, تحت إشراف قنصل فرنسا على أرض المسلمين في مصر التي صارت نهباً للجميع.
وللحديث بقية ان شاء الله