حوادث القطارات وخصخصة مصر
بعد حادث اصطدام القطارين في #الاسكندرية علقت احدى الأخوات (ماريا) قائلة أن هذه الحادثة مدبرة (ولها السبق في هذا). راجعت الأحداث بشكل سريع فوجدت أنها من الممكن جداً أن تكون على حق, ثم ما لبثت اليوم التالي أن اثبت صحة وجهة نظرها حين نشب حريق في قطار (القاهرة – أسوان) وتأكد استنتاجها تماماً بخروج قطار (المنصورة – طنطا) عن القضبان في اليوم الثالث.
كل هذا يشير إلى قرب خصصة هذه الخدمات وبيعها لدويلة الإمارات التي يحكمها مجموعة من قطاع الطرق الكفرة الذين يحركهم دافعان, الأول ولائهم للكيان الصهيوني والثاني عقدة النقص, فهم يحكمون قطعة أرض صغيرة تسمى الامارات وهي في الأصل جزء من ساحل عمان, فيريدون أن يحكموا هذا البلد الكبير الذي يقطنه 90 مليون.
هو نوع من استبدال كلاب الحراسة كما قلت منذ يومين.
الجديد هنا هو ما ستقرأه الآن ,,,
بداية يجب أن تعلم أن الدولة غير الحكومة, فالدولة هي سلطة العقاب والخدمات (وذلك باختصار شديد) أي الجيش والداخلية والخدمات (النقل والبريد والكهرباء والماء والتليفونات وخلافه) اما الحكومة فهي مجرد هيكل وظيفي اداري يحيط بهذا العمود الفقري ويعلوه شخص يسمى الوزير (باستثناء حالة وزارة الدفاع والداخلية ثم وزارة العدل بدرجة أقل.
السيطرة على هذه (السلطة) وهذه الخدمات معناه السيطرة على الدولة. وتصبح الحكومة وقتها معزولة لا تسيطرة على شيء وهذا بالمناسبة ما حدث في الثورة الشيوعية سنة 1917 (كورتزيو مالابارت – الانقلاب وتكتيكات الثورة) وهو نفسه ما حدث في انقلاب يوليو 1952 (ثورة يوليو – أحمد حمروش ومصادر أخرى).
واليوم كتب الزميل عامر عبد المنعم مقالاً في منتهى الأهمية وتناول فكرة ما يسمونه بالعاصمة الادارية الجديدة من وجهة نظر تصفية الجهاز الاداري وهو مقال رائع ادعو الجميع لقراءته.
واضيف إليه أن الجهاز الاداري للدولة هو الحاضنة الشعبية للعسكر وتتكون من حوالي 6 مليون موظف وأسرهم يُضاف إليهم أسر ضباط الجيش المصرائيلي والداخلية (الذين يُعينون أصلاً من بين تلك الطبقة الحاضنة أو من حواشيها).
وحتى تفهم هذه النقطة, عد إلى كتاب (في الزنزانة) لعلي جريشة والذي عرض فيه وثيقة تمثل خطة المخابرات والمباحث لكسر الإخوان المسلمين والتي عُرضت على المقبور عبد الناصر وجاء فيها :
” الضباط والجنود الذين يقومون بتنفيذ هذه السياسة سواء من الجيش أو البوليس سيعتبرون فئة جديدة ارتبط مصيرهم بمصير نظام الحكم القائم عقب التنفيذ سيشعرون (أى الضباط والجنود) انهم فى حاجة لهذا الحكم فيقومون بحمايته من أى عمل انتقامى قد يقوم به الإخوان للثأر .”
وهذا ينطبق بشكل شبه حرفيّ على موظفي الجهاز الاداري (عددهم 6 مليون تقريباً) وهم الطبقة التي يحصن بها العسكر انفسهم من الناحية الاجتماعية أو البطانة.
وتخليهم عن هذه الطبقة وتشريدها كما يقترح الأستاذ عامر عبد المنعم في مقاله بالاضافة إلى تخليهم عن شريان هام من شرايين النقل بل وعموده الفقري في مصر (القطارات) يعني أن العسكر يتخلون عن أهم مظاهر الدولة وخصخصتها ونقلها إلى كلب الحراسة الجديد (الامارات في الغالب) بالاضافة إلى تخليهم عن مظهر من مظاهر الحكومة ومن ثم الانعزال إلى المنطقة الخضراء التي يفصلها عن القاهرة 100 كيلومتر من الصحراء القاحلة والرمال وهو ما يعني انسحاب العصابة إلى مقر آمن محمي طبيعياً والاكتفاء بأرباح المرافق وترك المعسكرات بين السكان كما هي وستكون وقتها قواعد القوات الجوية المصرائيلي هي الذراع الضارب للعسكر داخل بر مصر بينما تكون الدويلة القبطية قد انشئت. وكلما اقترب موعد بناء العاصمة الجديدة (والتي كان للأستاذ عصام, أحد الأخوة القراء, السبق في تسميتها بالمنطقة الخضراء), فسيعني هذا بدء العد التنازلي لاقامة الدويلة القبطية غرب مصر.
والوضع الجديد سيعني ترك ما يقرب من 6 ملايين موظف بعائلاتهم في الخرائب ورسملة الخدمات بالكامل بحيث يسيطر عليها وكلاء للعسكر (الذين هم في الأصل وكلاء للمحتل الأجنبي الخفي) بل وخصخصة خدمات الحراسة والأمن بشركات خاصة ستعمل قوات شرطة لقوات الشرطة التي تعمل في الأصل لصالح الجيش المصرائيلي الذي يعمل في الأصل لصالح المحتل.
ستدفع لتحصل على الماء وستدفع لتحصل على الانارة وستدفع حتى من أجل الهواء وستتحول مصر إلى قطع صغيرة لا مركزية.
بالإضافة الى خدمة الجباية والتي ستتغول وتصبح أكثر شراسة وستتحول مصر إلى إقطاعيات يديرها فتوات الشركات الخاصة الذين يتلقون أوامرهم من ضباط الشرطة الذين يتلقون أوامرهم من جنرالات الجيش المصرائيلي الذين يتلقون أوامرهم من الوكيل الذي عينه الاحتلال. وستكون القواعد الجوية كما قلت هي ذراع التأديب لكل من يتمرد من ساكني الخرائب.
ولو كنت قرأت روايتي (يوتوبيا) و(ممر الفئران) لأحمد خالد توفيق, فستفهم ما أعنيه.
فعاصمة العسكر ستكون واحة غناء وسط مجموعة من الخرائب وستنتقل إليها في الغالب استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي وبهذا ينعزل عدة آلأف عن الخرائب التي ستتحول إليها مصر.
ما يحدث الآن هو تحويل مصر إلى عزبة من عزب الإمارات تحكم من دبي .. وتحويل المرافق فيها إلى إدارة اماراتية والإبقاء على سلطة التحكم في الشعب في يد الجيش المصرائيلي الذي سيحكم من العاصمة الادارية تماماً كالأخ الأكبر مع الاحتفاظ فقط بالقواعد الجوية وسط السكان كما قلت من اجل ضمان السيطرة الكاملة.