بدايةً تحياتي لأهلنا في فلسطين الحرة
تلك البلد المحتلة التي أذلت العدو ومرغت أنف جيشه في التراب
منذ أسبوعين ومع بداية استفزازات الاحتلال والمستوطنين والقمع والتنكيل اللي مارسته هذه العصابة ضد أخوتنا في باحات المسجد الأقصى لا أخفيكم سرا أنني شعرت بعجز وهزيمة خاصة وأنني لا أستطيع أن أقوم بدور سوى أن أكتب عما يحدث أو ارسل برسائل تأييد ودعم عن طريق بث مباشر لكن من وجهة نظري كمسلمة ان هذا لا يكفي
الصورة المرفقة تحمل مشاهد مستفزة لكل مسلم
هذه المشاهد المستفزة لم تكن لتحدث لولا خدم إسرائيل الموجودين على كراسي الحكم في دول ودويلات منطقتنا المنكوبة ولولا مرتزقة اعلامهم المجرم الذي ضيع القضية الفلسطينية من قلوب المسلمين
مشاهد لم تكن لتراها لولا سهرة 30 يونيو التي أتت بخادم نتن ياهو وبينيت البار الشاويش السيسي على مقعد الحكم في مصر، ولولا انقلاب ضباط 52 الرعاع الذين انهزموا في كل حروبهم لتمكين الاحتلال من أرضنا المسلمة.
مشاهد كان مستحيل تحدث لولا وجود حكام خونة باعوا فلسطين وقسموا القدس شرقية وغربية يخدرون الناس ببعض الخطوط الحمراء والتصريحات النارية ذرا للرماد تماماً مثلما كان يفعل أردوغان أثناء فترة تمثيله على المسلمين حين كان يخرج بتصريح ناري بأن القدس خط أحمر أو هناك بأن الأقصى خط أحمر ويصرخ قليلا وينفخ عروقه لتخدير جماهير الشعوب العربية والهائها عن مقاومة الاحتلال معتمدين على تصريحات أردوغان
حملة الاعتقالات الواسعة اللي شنتها عناصر الاحتلال الصـ ـهيـ ـوني ضد إخوتنا الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس واعتداءات للمستوطنين، واقتحام للأقصى المبارك، وصمود المقدسيين في ظل الصمت العربي والعالمي هي رسالة ربانية.
أولا رسالة للفلسطينيين أنفسهم ان كل من يحكمون دول ودويلات سايكس بيكو ما هم إلا مجموعة من العملاء لاسرائيل وخونة بدون استثناءات ، بل أنهم ليسوا فقط عملاء بل هم صـ هـ اينة أكثر من الصـ هـ اينة أنفسهم ولكل منهم دور يؤديهوليس فقط الحكام، بل كل من يظهر على الشاشات من المرتزقة ليبرر فعل هذا أو ذاك هم أيضا عملاء وانه لن يحرر فلسطين إلا الفلسطينيين أنفسهم
لا أخفيكم سراً ان ما استفزني أكثر أن اللعب الآن أصبح بلا خجل لأنه زمان كنا على الأقل نشاهد تمثيليات تقوم بها طراطير الدول العربية على شعوبها في مثل هذه الاحداث، فكنا مثلا نرى نشرات الأخبار وقد امتلأت عن اجتماعات جامعة الجثث العربية على الموائد المستديرة لتصدر بعض البيانات الاسطمبات المليئة بعبارات الشجب والتنديد لتكون النتيجة هي استمرار مشهد الحصار والاستفزاز و ليزداد المشهد قتامة وتزداد القدس ضياعا، ولكن حتى هذا التمثيل اختفى بعد المجاهرة بالتطبيع مع الاحتلال بعد أن كان الانبطاح يجري في الغرف المغلقة
والحقيقة ما ضايقني اكثر هو ان الشعوب لم تنتفض لنصرة إخوانهم في الأقصى ولذلك تجد جميع الدول العربية والاسلامية بلا مظاهرات تقريبا.
العواصم العربية المهزومة أقصى ما تستطيع فعله هو انها تدندن بأغنية فيروز .. لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي ثم لا شيء .. يعودون لأعمالهم والقدس بعيدة تفصلهم عنها مسافات وأسلاك شائكة وجنود الأعداء الأغراب وجيوش تتكلم بلسانك، تقف على الحدود تحمي أعداءك. وحياة جعلها هؤلاء العملاء مظلمة من كثرة الظلم الذي يلاقيه المسلمين فلا يجدوا سبيلا سوى مكافحة الفقر والمرض وارتفاع أسعار المواد الغذائية بدلا من مقاومة المحتل
شعوب تكافح من أجل جنيهات أو تتدافع في الأسواق من أجل كيلو من البامية، حياة أصبحت نضالاً على طبق سلطة. واقع أبشع ألف مرة من فيلم (الحدود) لمحمد الماغوط.
واقع تبدو فيه القدس صورة معلقة على حائط في منزل أو محلا في شارع جانبي يحلم اسم (حاتي القدس)،
واقع أصبح الجـ هـ اد فيه هو أنك تغير صورة صفحتك على الفيسبوك إلى الأقصى حين يقتحم العدو الأقصى، وحين ترى اهل القدس مرابطين ويقاومون العدو تدب بقدميك في الأرض بحماس مع أغنية فيروز .. الغضب الساطع آت وأنا كلي ايمان .. الغضب الساطع آت سأمر على الأحزان.. تعيد سماع الأغنية مرة أو مرتين ثم ينتهي كل شيء.
لكن هذا الواقع المرير كان على موعد مع التغيير. شباب فلسطين، الأطفال، النساء، كلهم يقفون أمام المسجد الأقصى وكل منهم يحمل حجارة للدفاع عن المسجد وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا أقصى
هؤلاء هم الأمل حتى ولو هزمتهم آلة القمع الصـ هـ يونية هذه الجولة، فلابد ان تكون هناك جولات أخرى عديدة وان شاء الله تعالى لن يهزموا
زئيرهم حول المسجد الأقصى يصدون عنه جعل أمريكا تتخوف وارغمت صبيان الاحتلال الصـ هـ يوني في دويلات سايكس بيكو المنكوبة على إصدار بيانات لإدانة أعمال القمع التي يقوم بها الاحتلال والدليل على ذلك ان الامارات بالأمس استدعت سفير اسرائيل لديها لتعترض على الإجراءات القمعية التي تقوم بها قواتهم في الأقصى
والدليل الآخر ان تركيا نددت بـ القمع غير المسبوق في الأقصى ومصر طالبت اسيادها في تل أبيب بالهدوء والعودة للمفاوضات
هذا هو أقصى ما يستطيع خدم الاحتلال فعله ذراً للرماد في عيون شعوبهم
والحقيقة أن ما يحدث في ساحات المسجد الأقصى هو شعاع أمل جديد جاء بعد أن حاصر الجميع فلسطين وضيقوا عليها وبعد أن بدأت الأنظمة العميلة في التكريس لواقع جديد تتعاون وتنسق فيه وتطبع مع الاحتلال علانية وبدون خجل فصار شاويش الانقلاب في مصر يلتقي سنويا مع رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية وجعل لقيط الإمارات يطبع علانية معهم بعد عقود من الزواج السري وبعد عملية تهويد الجزيرة العربية التي يقوم بها المجرم بن سلمان ظناً منهم أن الشعوب قد ماتت وأنه لم يعد هناك خطر، فأتاهم الله من حيث لم يتوقعوا وجاء الأمل للشعوب المسلمة من حيث لا تتوقع الأنظمة.
هؤلاء المدافعون عن الأقصى بالحجارة التي يمسكونها حركوا العالم وكل أملي أن يكون التغيير في الاتجاه الصحيح وألا يكون مجرد غطاء لإقامة دولة جديدة للفلسطينيين كما هو مخطط
في كل الأحوال مجرد وجود هؤلاء في الأقصى يوحي بأن الأمل لا يزال موجودا
نعم هذا المشهد يتكرر كل عام ولكن هذا العام المشهد أقوى وأكبر من قدرات البشر انه تدبير الله عز وجل تمهيداً لتغييرات كبرى
هؤلاء المقدسيين يلقنون الشعوب المهزومة والأسيرة من أنظمة الطراطير العربية دروساً في العزة والكرامة
أهلنا في القدس وفي فلسطين المحتلة عموما يقولون للجميع أنه على الرغم من الحصار والتضييق والقمع الذي يقوم به الاحتلال وعلى الرغم من خيانات التطبيع التي قامت بها الأنظمة المجرمة العميلة إلا أن هذا لم يؤثر في مقاومتهم للعدو
بل أنني على يقين بأن سقوط كل أوراق التوت وسقوط كل الأقنعة وعلى رأسها قناع أردوغان الذي استقبل رئيس الكيان المحتل استقبال اسطوري هو من شكل هذه الروح القوية من المقاومة لأنهم عرفوا أخيرا ان هؤلاء الحكام هم مجموعة من العملاء الخونة
هؤلاء المرابطون في الأقصى، قلبوا الطاولة على رأس الواقع الراكد، فاجأوا الجميع، هزموا فشلاً وركوداً دام عقودا وهو تغير يكشف أننا ربما نكون بصدد تغير كبير في المنطقة.
استمرار المرابطين في مواقعهم دفاعا عن المسجد الأقصى هو رسالة وأمل جديد يأتي من القدس، رسالة بأن نصر الله قادم وان النصر يؤته ربنا من يشاء
الصراع اليوم هو صراع إرادات
الفلسطينيين وحدهم معزولين عن العالم ضد الكيان الصهيوني الذي نجح في كتم أصوات ملايين المسلمين عن طريق الحكام العرب العملاء اللي عينهم غفر على المسلمين في البلاد المحيطة بفلسطين
الى جانب شيطنة إعلامية على مدار الساعة لفلسطين و تعاون وقح مع الكيان الصهيوني وبجاحة وعمالة علنية للكيان الصهيوني، ومع ذلك بالإرادة يستمر المقدسيين المرابطين في رباطهم في الأقصى غير آبهين لـ رصاص مطاطي أو لقنابل أو لهجوم عناصر الاحتلال، حتى الأطفال يقومون بدور تاريخي، بالأمس مثلا رأيت طفلا هو في الحقيقة رجل وابن رجال رأيته يقرأ القرآن بصوت عالي مسموع في لحظة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى ما يحدث أعتبره نصر حقيقي حققه المقدسيين المرابطين حتى الآن على الرغم من الصمت العالمي المخزي ما أراه منذ بداية غلق المسجد الأقصى هو ان الفلسطينيين هم من يقودون المسلمين في وقتنا الحالي وان شاء الله سينتصرون بفضل الله وحده ولن يكون لأحد فضل عليهم الا الله سبحانه وتعالى
أشعر ان ربنا يهيئ المنطقة لأمر جلل ولذلك صنع أهل الشام رغم كل المجازر التي حدثت لهم في سوريا ورغم كل الوحشية التي يرتكبها الاحتلال ضدهم في فلسطين إلا ان ربنا يعدهم لأمر جلل
طبعا ما يحدث في الأقصى يعد لطمة على أوجه العملاء العرب وهم يشاهدون الفلسطينيين رجال وشباب ونساء وأطفال يقفون كالأسود أمام إلههم الذي يعبدونه من دون الله “اسرائيل”
لطمة لاعلام الطراطير العرب الذي يتجاهل (مرابطو الأقصى) ودورهم في حماية الأقصى لدرجة انك تره مجرد خبر والسلام
المشاهد التي نراها في الأقصى من محاصرة جنود الاحتلال للمسجد الأقصى مستفزة ولكن أخوتنا المسلمين في فلسطين يقوموا بدور تاريخي
رسالتي لأخوتي في فلسطين وفي سائر بلادنا الأسيرة
ان شاء الله لن تظل فلسطين أسيرة ولن تظل مصر أسيرة ولن تظل سوريا أسيرة لهؤلاء الحكام الخونة
ويقيني أنه من قلب كل تلك الخرائب ستقوم مدنا جديدة على أنقاض اعداءنا وسينتفض الشباب المؤمن حقا بقضايا المسلمين
ليعود إلينا الأقصى من جديد شاء من شاء وأبى من أبى
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
#آيات_عرابي