تشكيلة جديدة من أشباه البشر ظهرت على الساحة منذ بداية الثورات.
قطيع من الزومبي يتكلم ويتصرف كالزومبي وكأن عصا سحرية شريرة مستهم وسلختهم عن كل قيمة تعرفها.
عصر شرير حقاً إن لم تكن تدرك هذا
عصر تتحول فيه كوابيس كتاب الخيال العلمي إلى واقع يسير على قدمين.
تصور عالماً تعيش فيه كائنات ممسوخة العقل, حديثهم جمل مبتورة, ملامحهم يطفح عليها الشر وضيق الأفق, يتسمون باسماء المسلمين ويتحدثون كأي صليبي (لا يفك الخط) من العصور الوسطى.
تقرأ تعليقاتهم فتشعر كأنك انتقلت بالزمن إلى عصور الطاعون وأكل ورق الشجر.
تصور امرأة تزين عنقها بصورة لقطع فضلات .. تخيل رجلاً يسجد في تبجيل أمام صنم قرد مصاب بالجذام تآكل وجهه .. اشرد قليلا بخيالك وتصور بيئة يتحول فيها الغائط إلى أحجار كريمة يسعى الزومبي لاقتناءها.
كراكيب على شكل بشر تتصاعد منهم رائحة النتن.
جيف تعفنت عقولها.
تصور مجموعة من الزومبي يتخذون من الصرصور صنماً تقيم له تمثالاً ويرقصون حوله شبه عرايا مطلقين صيحات بدائية.
تصور أن يتحول الذباب المتطاير فوق الطعام إلى مشهد محبب شاعري لدى هؤلاء المشوهين.
كما لو كانت تلك العقول قد دخلت مفرمة عملاقة بعين واحدة عوراء مسخت تلافيفها وحولت أصحابها إلى كائنات نصف روبوتية.
شاشة شيطانية عملاقة تسلط أشعتها على عقول البعض, فتنسف اشعتها قشرة حماية تلك العقول وتمحو تلافيف المخ, لتقوم الكائنات فاغرة فمها, يسيل منها اللعاب, تتحرك بلا هدى, مقتفية أثر الوسوسة الشيطانية المنبعثة من الشاشة.
طوابير من هؤلاء الممسوخين تقف في انتظام روبوتي شرير ترنو لتلك العين العوراء.
نزعوا منها برنامج التشغيل الرباني ووضعوا مكانه حفنة من الصنميات الشريرة حولتهم إلى غثاء.
تقرأ تعليقات هؤلاء المسوخ أو تراهم يتحدثون, فتدرك أن قوة شريرة سلختهم سلخاً عن دينهم دون أن يشعروا بذلك.
لم يحتفظوا من الانسانية الا بالمظهر الخارجي.
كائنات مجوفة لا تحوي عقولها الا نواتج الصرف الصحي.
في مصر وسوريا وليبيا واليمن
مسلمون من الخارج فقط, يتسمون باسماءنا ويصفقون طرباً لاعداءنا
رائحة الكفر السميكة تتصاعد من كلماتهم.
يهتفون لبوتين (ان اقتل المسلمين) .. افرم يا بوتين
تصور مسلماً ينتشي طرباً لمشاهد غزو المغول لبغداد
مجازات وكوابيس من خلف العقل اضحت واقعاً
يصفقون للمتطرف ترامب الذي لم يخف عدواته للمسلمين ولم يخف حقده على الاسلام بل واتهم الاسلام علنا بأنه دين الارهاب.
تصور أن من ينتشي لفوز ترامب يُدعى محمد مثلاً !
هذه الكوابيس اضحت حقيقة واقعة.
مسوخ تعيش بيننا تتسمى باسماءنا, انفصلت عن دينها دون أن تدري.
نادي للكراكيب البشرية والمسوخ الذين استحوذ عليهم الشيطان.
نادِ دشنته الشاشات ومنظومة التعليم الخربة وأكاذيب الدولة والحدود والعلم والنشيد.
منذ زمن هناك من يعتنقون ديناً بديلاً .. نحن فقط لم نكن نراهم
ديانة السيخ اخترعها أحدهم في الهند مازجاً بين بعض مباديء الاسلام السماوي والهندوسية الصنمية.
اعتناق دين بديل ليس خيالاً
هذا دين بديل وُضعت قواعده في غرف مكاتب المخابرات الغربية, ثم بحثوا له عن مريدين وأتباع في بلادنا.
دين أخذ من الاسلام صلاة الجمعة ثم احاطها بالصنميات والشركيات وبدع الصوفية.
الاسلام يقض مضاجع هؤلاء منذ زمن.
أوربا كلها ادركت أنه لا سبيل للانتصار على الاسلام بالمواجهة.
لويس التاسع وضع برنامجاً لاختراق المجتمعات المسلمة وهو في دار بن لقمان بعد أسره.
ادركوا مبكراً أنه لا سبيل لمواجهة المسلمين الا باختراقهم من الداخل.
الهجوم عبر جهاز المناعة.
كرات الدم تهاجم كرات الدم.
هل هذا ممكن ؟
نعم ممكن
فقط عليك أن تحول بعض كرات الدم .. أن تسلط عليها عصا سحرية
الدفعة الأولى من المسوخ تخرجت من فرنسا في بدايات القرن التاسع عشر حين أوفدهم رجل فرنسا محمد علي.
الاختراق بدأ وقتها.
ثم تطورت أساليب الاختراق.
لم يعد من الضروري أن تسافر إلى فرنسا أو أمريكا
فلتجلس في منزلك وسوف تأتيك نسخ من السوفتوير في مكانك.
لن تبذل مجهوداً .. عملية مسخ العقل ستتم بكفاءة وأنت في مكانك .. فقط افتح شاشة التليفزيون واترك الأشعة تعمل على دماغك !
المثل الشعبي يقول (الزن على الودان أمر من السحر) وهذه حقيقة لا جدال فيها.
نحن أمام مسوخ صنعهم الإعلام .. بل صنعهم انسياقهم خلف الإعلام
بملء ارادتهم تركوا عقولهم تُمسخ
بملء ارادتهم صدقوا القرود التي يرونها على الشاشات كأحمد موسى والغيطي.
بملء ارادتهم صدقوا ان الجيش المصرائيلي هو خير اجناد الأرض دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من الحديث الباطل.
دين جديد يعتنقه هؤلاء يبدأ بالخرقة المتسخة التي يسمونها علما ويمر بتقديس جيش الرعاع المصرائيلي ثم ينتهي بموالاة أعداء الاسلام والتصفيق لبوتين والغناء لترامب.
كراكيب بشرية تسير بيننا .. زومبي يتحركون دون ارادة .. فاسقون سماعون للكذب.
البعض لا ينتبه لكارثة الإعلام الأعور بالقدر الكافي.
هذا إعلام قد ينقل مشاهديه للكفر ويحولهم إلى زومبي.
وفي المقابل لا تجد في مواجهته اعلاماً يرقى إلى مستوى المعركة.
أهم معاركنا الآن هي بناء منظومة إعلامية عاقلة تواجه تلك الشاشات اللواتي اضللن كثيراً من الناس.