أثارت صور المجرم عباس كامل وهي تدنس أرض غزة ووضع السنوار يده في يد ذلك السفاح غصة في قلب كل أم وزوجة وابن فقدوا شهيد لهم في مجزرة رابعة والذين رأوا في انتصار غزة على الاحتلال انتصاراً لأنفسهم وثأراً لدماء أهليهم الذين فقدوهم في رابعة
فمناهضي الانقلاب في مصر هم أكثر من وقفوا مع المقاومة الفلسطينية وأحبوها بدون شروط، وقاموا بدعمها في الوقت الذي كان مؤيدو الانقلاب في مصر يسبون حماس ويتهمون الفلسطينيين بأنهم هم من باعوا أرضهم ولذلك كان يجب على قادة حماس مراعاة صورتهم الإعلامية من أجل هذه الدماء
والحقيقة أن هناك صوراً تتصرف كما لو كانت كائناً عاقلاً، تتصرف معك بطريقة يبدو فيها أنها تحاول استفزازك، تتصرف كمن يصرخ بجانب أذنك ثم يركض مبتعداً قبل أن تستوعب ما حدث، ليقف على مسافة منك مطلقاً ضحكات صاخبة ويخرج لك لسانه.
ما هي فرصة أن تحتفظ بسلامك النفسي أو بهدوء أعصابك وأنت ترى صورة للقاتل المجرم عباس كامل رئيس مخابرات العسكر وهو يضع يديه الملوثة بدماء إخواننا وأهلنا في رابعة في يد يحيى السنوار الذي كان جمهور رابعة يتغنى بشجاعته وهو يسير في شوارع غزة متحدياً الاحتلال الصهيوني، بينما تعلم أنت أن ذلك المجرم الذي يضع يديه في يد أحد أبناء غزة يحمل دماء الآلاف من أبناء الشعب المصري هو ورئيسه السفاح عبد الفتاح السيسي، ويحمل ذنب عشرات الآلاف من المعتقلين زوراً وبهتانا، بل وتعلم أيضا أن عباس والسيسي وحكومة الانقلاب يكرهون أهل غزة ويكرهون المقاومة حماس أكثر من إسرائيل نفسها، بل أن مخابرات السيسي نفسها تعتبر حماس خطر على أمن مصر وأن غزة لابد من أن يتم تسليمها لمحمود عباس حتى تأمن مصر على أمنها القومي والذي هو بطبيعة الحال أمن العدو الصهيوني
كم ثانية يمكنك أن تعدها قبل أن تفقد أعصابك وأنت ترى عباس كامل مجرم المخابرات المصرية الذي كان منذ عدة أسابيع يلتقي مع رؤساء المنظمات اليهودية ويحيك المؤامرات لأهل غزة وهو يتجول في شوارع غزة ومعه وفد أمني وإعلامي يتصدره (عمرو أديب ) مذيع النظام الذي كان يقول أن مرسي لابد أن يتم إعدامه لأنه تخابر مع حماس؟ كم ثانية يمكنك فيها أن تمسك أعصابك وأنت ترى صورة للمجرم السفاح السيسي وهي تدنس شوارع غزة بينما هو نفسه من اختطف الرئيس مرسي وانقلب عليه بأوامر من الاحتلال لنصرته أهل غزة؟ كم ثانية يمكن أن تمر عليك وأنت متحجر العينين بعد أن وقع بصرك على صورة أحط خلق الله وهو يطأ أرض غزة التي ينظر لها كل المسلمين بعزة وشرف وفخر؟؟
كم دقيقة مرت عليك وأنت تحاول أن تمسك بالقلم لتكتب ثم تصمت بعد أن تتذكر جثامين أهلنا في مجزرة رابعة وجرافات الجيش المصرائيلي تدهسها بينما ترى صورة من أمر بقتل أخواننا في رابعة وهي تدنس شوارع المدينة التي تحبها وتدافع عنها وعن قادة المقاومة فيها؟؟
لعلها تكون دقائق كالساعات مرت عليك ولكنها مرت علي كأنها دهر
فهؤلاء من يتجولون في شوارع غزة اليوم هم أنفسهم من أغرقوا حدود غزة مع مصر بمياة الآبار الجوفية، وهم أنفسهم من أحكموا الحصار على غزة، وهم من قتلوا بنيران مدافعهم صياديها الشرفاء بحجة انتهاك حدودها البحرية، وهم من قتلوا الرئيس مرسي وحرقوا الأخضر واليابس في مصر.
كيف يمكنك أن تتحمل صورة السيسي وهي ترتفع في سماء أرض غزة التي يعتبرها كل أحرار مصر والعالم أنها أرض العزة؟
كيف لك أن تتحمل صورة مستفزة كهذه وأنت تعلم أن السيسي يقوم بدور أملاه عليه الكفيل لاختراق المقاومة في غزة التمهيد لدور يتم ترتيبه الآن في الغرف المغلقة لأهلنا في غزة؟
هذا السفاح الذي حصدت قوات جيشه المصرائيلي داخليته أرواح ما يقرب من 11 ألف متظاهر في ميدان رابعة في أغسطس 2014 والذي بكت من أجلهم غزة و تعاطفت معنا هو هو نفس الشخص الذي تفتح له غزة اليوم ذراعيها من مبدأ المصالح والسياسية متناسية ما فعله هذا المجرم في المسلمين في مصر بل وفي مسلمي غزة أنفسهم
هذا المجرم الذي قضى على حياة آلاف المصريين في لحظة وساهم بقوات جيشه المجرمة في الدفاع عن المجرم بشار والمجرم حفتر وأحكم الحصار على أهل غزة يدخل غزة اليوم بصفقة ملوثة بدماء آلاف المسلمين ليغسل يده من هذه الدماء يساعده في ذلك أبناء غزة غير مراعين مشاعر الآلاف من المسلمين في مصر
منذ ثمان سنوات كان السيسي يرسل بعناصر مخابراته للقاء عناصر من مخابرات الاحتلال الصهيوني للتخطيط للإنقلاب العسكري لأن أسياده أمروه بذلك، ومنذ ذلك الحين وهو يحارب الفلسطينيين والمسلمين بكل قوة في الوقت الذي كان يظهر ولاؤه للاحتلال الصهيوني بل ويعتبر أمن إسرائيل على رأس أولوياته، بل إن ما يحدث الآن هو جزء صغير من مخطط صغير يستهدف أبناء غزة، والهدف إخلاء غزة من السكان حتى يتم القضاء على الحاضنة الشعبية للمقاومة، والأكثر من ذلك هو القضاء على الحاضنة الإسلامية والعربية الشعبية للمقاومة
فكم عدد المسلمين الذين استفزتهم صورة المجرم العميل السيسي المسئول عن إحكام الحصار على غزة وهي ترتفع في شوارع غزة، وهم يعلمون أن السيسي هو خادم الصهاينة المطيع وأنه صهيوني أكثر من الصهاينة أنفسهم؟
كم عدد المسلمين الذين استفزتهم تصريحات قادة المقاومة الذين أشادوا بدور إيران في دعم المقاومة، وهو يعلم تماما أن إيران هي الذراع القذر الذي كانت تستخدمه إسرائيل لقتل أهلنا المسلمين في العراق وسوريا؟
الحقيقة أنه لولا حبي الشديد لأهلنا في غزة ما تحدثت وكتبت مقالي هذا
وأنا هنا لا أنتقد أهلنا في غزة ولا عن شباب غزة المسلم الملئ بالحماس والرغبة في الجهاد، ولا أتحدث عن غزة التي هي من أحب المدن إلى رغم عدم زيارتي لها
أنا هنا أنتقد وأعاتب قادة حماس الذين نسوا في غمرة فرحتهم بمشروع الاعمار المصري أن هذه الصور قد تؤذي مشاعر أهل رابعة مثلما آذت صورة المجرم سليماني مشاعر أهلنا في سوريا والعراق، بل وأذت مشاعر كل المسلمين، فمن يستطيع أن ينسى أن قتلة جميع القادة المسلمون والذين تركوا بصمة في التاريخ الإسلامي تم إغتيالهم على يد العصابات الباطنية المنتمية للشيعة.
انتقد قادة المقاومة حماس على الرغم من تأييدي السابق لهم، فلم يدافع عنهم مثلي وانتقادي هنا لهم ليس معناه التخلي عن القضية الفلسطينية، بالعكس
أنا هنا انتقد حماس في موقفها تجاه إيران والسيسي قتلة المسلمين
انتقاد حماس لمدحها الطغاة وأعداء الإسلام والقتلة والسفاحين إنما هو واجب ديني وأخلاقي، بل أضع نفسي في زمرة المنافقين إن لم انتقد حماس وأفعل ما أمرني الله به ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
على قادة حماس الحذر كل الحذر، فإيران والسيسي الذين يضعون أيديهم في أياديهم شركاء في دماء المسلمين في مصر وسوريا وليبيا وفلسطين
فيا أهلنا في غزة وأنتم في غمار فرحتكم بإعادة إعمار غزة أن تترفقوا بأهل رابعة
ان ماحدث في رابعه لايمكن ينسى كأنه هجوم هولاكو عل أهالي بغدادحتى المشركين في الجاهليه الأولى لم يفعلوا مافعل هؤلاء المجرمين والان يحاولون يظهروا محبة لغزه التى حاصر ها ومسؤلين في القطاع يصافحوا هؤلاء المجرمين ان هذا عار في الحقيقه لا استطيع ان اكمل الكتابه من شدة انفعالي