حكايات يشيب لها الولدان، عشرين ألف طفل تم اختطافهم من أسرهم المسلمة والعربية في السويد بحجة توفير الحماية الإنسانية والقانونية لهم، ثم يعيدونهم إليهم بعد أن يجردوهم من دينهم وعقيدتهم ومشاعرهم تجاه أبويهم (لم أستطع التأكد من هذا الرقم، ولكن هذا ما يُقال حتى الآن)
تقول أم عراقية أنهم أخذو منها ابنتها وعمرها ١٣ سنة وكانت تعاني من (اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط) ،(ADHD) عندما عادت اليها ابنتها بعد حوالي ٤ سنوات شعرت أنها انسانة غريبة، لا قيم ولا أخلاق، تدخن سجاير، وتتناول مخدرات
والحقيقة أن ما يحدث في السويد يحدث في دول أخرى تابعة لما يسمى بالاتحاد الأوروبي ويحدث هنا في أميركا ومنذ سنوات طويلة، بل ان المدارس هنا ودور الحضانة أصبحت مجالا خصباً لكي يتم أخذ الأطفال من ذويهم وبالقانون، لأن القانون هنا يقول أن لو رأت المدرسة أو أي شخص يعمل في مبنى تعليمي أي علامة أيا كانت أو أن الطفل متوتر نفسيا مثلا فلابد أن تسأل الطفل عن السبب ولو حدث أن قال الطفل مثلا أن هذه العلامات بسبب ضرب من عائلته، وجب على من سمع القصة أيا كان عمله في المؤسسة التعليمية الإبلاغ فورا عن أهل الطفل (ما يشبه مكتب السوسيال السويدي)
وتبدأ رحلة عذاب الأسرة المسلمة وهي ترى أن طفلها تم إيداعه في منزل أسرة بديلة لا تمت لدين الطفل وثقافته بصلة وأن هذه الأسرة البديلة بدأت في تغيير هوية طفلهم
هذا طريق، أما الطريق الآخر هو الاتجار بهؤلاء الأطفال من خلال القصص التي سمعتها عن موظفي السوسيال الذين يذهبون لمخيمات اللاجئين للتحفظ على الأولاد وتسليمهم لمن سيتاجر بهم
القصة التي ستقرأونها الآن هي قصة عبد الرحمن وهي قصة غريبة اختلط فيها تعنت ما يسمى بالسوشيال والتمييز العنصري، والنتيجة هو ضياع هذا الطفل
حكاية عبد الرحمن الذي غيروا اسمه إلى جاشوا
(أحداث القصة حدثت في نيويورك- أمريكا)
حاورت الأب المسكين: آيات عرابي
لم أكن أدري و أنا أري الأعمال الفنية للرسام المصري محمد متولي المقيم في نيويورك أن وراء هذه الأعمال مأساة حقيقية و لم أكن أتخيل أن أبكي و يبكي هذا الرجل الذي يحمل في داخله قلب طفل صغير عندما يتحدث عن طفله الصغير الذي لا يتعدي عمره 7 سنوات و الذي اختطفته الحكومة الأمريكية منه وسلمته لأسرة بديلة بإسم القانون
أخذوا أبني عبد الرحمن مني بالغلط و أعطوه لأسرة بديلة ترعاه فعاملوه بمنتهي الوحشية و العنف فهو يتعرض للأذى الجسدي, النفسي والعاطفي علامات كثيرة واضحة على جسده الصغير, ندبات على الوجه والأرجل, أربعة أسنان مفقودة من فمه دون أي سجل عند طبيب الأسنان. يتم حبسه في غرفة النوم لساعات عقاباً على سلوكه, فراشه على الأرض مباشرة دون سرير
السيدة المسنه التي ترعاه أعترفت أمام المحكمة أنها قامت بضربه مستخدمة فرشاة الشعر
هكذا انهار الأب المصري و أجهش بالبكاء عندما سألته علي قضية ابنه المعروفة هنا بين أبناء الجالية المسلمة و الذي أخذ منه منذ أن كان في الثانيه من عمره و لا يزال الأب المسلم المصري المولد يحاول جاهدا أن يستعيد طفله الذي أخذ بالغلط من أمه و لكن باءت محاولاته بالفشل
لقاء مع الأب محمد متولي عبد الرحمن:
* – أخ محمد قبل ما نتطرق لقصة ابنك عبد الرحمن عاوزة أعرف منك بداية قصتك مع طليقتك التي أُخذ منها الولد؟
القصة تتلخص عندما تزوجت زوجتي الأمريكية بعد طلاقها من زوجها السابق بست سنوات و كانت هذه هي الزيجة الثانية لها و خلال زواجي بها لاحظت أن زوجها السابق و والد أولادها الثلاثة يأتي اليها و يهددها أن لم تعد اليه ثانية و كان أحيانا يقوم بتهديدها و التهجم علي البيت عن طريق مراقبة البيت
*- ايه حكايه ابنك عبد الرحمن اللي اتاخد غلط و يعني ايه غلط؟
منذ أكثر من 12 سنة كانت زوجتي علي خلاف مع زوجها السابق علي وصاية الاولاد و كان زوجها السابق دائم التبليغ عليها علي أنها تقوم بالاعتداء بالضرب علي اولادها ليأخذ أولاده الثلاث منها و بالفعل نجح هذا الأب أن يحصل علي حكم من المحكمة برؤية الأولاد مما سبب حالة نفسية لإبنه الكبير الذي فضل الإنتحار عن رؤيته لأبيه, و بعد هذا الحادث بعام و مع تكرار محاولات الأب أخذ أولاده و تبليغه المستمر نجح محاميه المشهود له بالدهاء أن يحصل علي حكم بأخذ الأولاد لايداعهم في ملجأ و لكن الغريب هنا أنهم عندما أتوا ليأخذوا أولاده أخذوا ابني الطفل الرضيع آنذاك و لم يكتبوا ذلك في الأوراق الرسمية و عندما ذهبت الي المكتب المسئول و هو مكتب الأسرة و الطفل لإحدى مقاطعات ولاية نيويورك و طلبت أن أري ابني قالوا لي من إبنك و هنا فقط أكتشفوا غلطتهم الرهيبة و مع ذلك لم يتم إرجاع إبني بل علي العكس تم إعطائه لأسرة بديلة و للأسف هي أسرة امريكية مسيحية و مع إحترامي الكامن لكافة الأديان إلا أن إبني مسلم أبا عن جد فتربى إبني علي أنه مسيحي و تم تغيير اسمه من عبد الرحمن الي جاشوا
*-عبد الرحمن عمره حاليا 8 سنوات وأخذه مكتب السوشيال منذ 6 سنوات تقريبا ايه اللي لاحظته علي ابنك خلال الفترة دي؟
المشكلة في موضوع ابني عبد الرحمن أن الأسرة البديلة تعامله بوحشية و عنف و عندما كنت أزوره في كل مرة أجد عليه علامات ضرب عنيف علي أجزاء متفرقة من جسده و قمت بتصوير هذه العلامات لإستخدامها في المحكمة ولكن للأسف لم يأخذ بها القاضي
*- المفروض ان الجهة المسؤولة عن الاولاد اللي بيتعرضوا للتعذيب الجسدي هم ( مكتب الأسرة و الطفل ) ماهو الدور الذي قاموا به معك و هل ساعدوك أم كانوا ضدك؟
للأسف لم يساعدوني بل كانوا ضدي علي طول الخط
*- معاك مستندات وصور و فيديو بتثبت ان ابنك بيتعرض للتعذيب من قبل الأم البديلة هل المستندات دي تقدمت للمحكمة؟
إتقدمت للمحكمة و لكن للأسف جعلت القاضي يأخذ موقفا عدائيا مني لدرجة أنه منعني من رؤية ابني لأني قمت بتصوير أثار الضرب عليه و أنا الآن محروم تماما من رؤية ابني منذ 3 سنوات و لا أعلم ما إذا كانت هذه المرأة مستمره في تعذيبه أم لا, أيأكل أم لا لكي أن تتخيلي إحساسي هذا فأنتي أم و تعلمي كيف أن يربى إبنك بعيد عنك و يا ليته مع أسرة رحيمة و لكن للأسف أسرة تتعامل معه بكل وحشية
*- الحقيقة يا محمد موقف القاضي مثير للريبة خاصة في بلد تتشدق بحقوق الإنسان!! هل ياترى لديك تفسير عن موقفه هذا من وجهه نظرك ؟
القاضي كان يتعامل معي بكبرياء لمجرد أن لوني أسمر و أتحدث بلكنة غير الأمريكية و كان يتجاهل الأوراق و الصور التي أقدمها لإثبات مدي الضرر الواقع علي إبني و شعرت أنه هناك نوع من التمييز العنصري ضدي
*- هل لجأت لأي من المؤسسات العربية التي تعني بحقوق الإنسان أو التمييز العنصري هنا؟
نعم لجأت لعدد من المؤسسات التي لم تستطع إعادة أبني لي نظرا لتعنت القاضي الذي أقسم أني لن أري إبني ثانيه طالما هو علي قيد الحياه ولا أعرف السبب
*- طيب الموقف النهائي ايه دلوقتي انت فين من ابنك وهل فيه أمل ان عبد الرحمن يرجع لك في يوم من
الأيام؟
حاليا وكلت محام آخر بعد تقاعد هذا القاضي و لا أعرف إذا كان هناك أمل أم لا حيث الوضع الآن تبني الأسرة البديلة لأبني منذ سنوات يزيد الأمر صعوبة و لكن الأمل لا يزال موجودا فهناك العديد من القضايا الشبيهه و التي تم إكتشاف فساد المحكمة أو المحاكمات فتم إعادة الأبناء لأسرهم الأصلية
*-محمد هل عندك طلبات معينة من الجالية العربية والمسلمة في هذه المواقف؟؟
أطلب منهم و من المؤسسات العربية أن تكون من القوة لتدافع عن المظلوم و أن يكون هناك محامين يدافعو بالمجان عن المظلومين من أبناء الجالية وأن تقوم المؤسسات بإنشاء صندوق للطوارئ للمساهمة في تكاليف مثل هذه الحالات
(قصة عبد الرحمن نشرت في مجلة نون النسوة منذ عدة سنوات)
حالة عبد الرحمن لم تكن هي الأولي ولا الأخيرة في الجالية المسلمة والعربية في أمريكا فقد سبقه العديد من الأطفال الذين أخذوا من أسرهم نظرا لتعرضهم للإيذاء الجسدي وحتى بدون إيذاء (مجرد الوشاية تكفي) و لكن ما يطلبه الأهل هنا أن يتم توزيع الأطفال أولا علي أحد أفراد عائلاتهم فإن لم يكن فيتم التوزيع لأسر تنتمي لنفس الثقافة و الدين وحسب ما قاله محمد للأسف لا يوجد أسر مسلمة مسجلة كأسر بديلة في مكاتب السوشيال ولذلك يتم التوزيع على أسر نصرانية
يحدث هذا في وقت تتشدق فيه هذه الدول بحقوق الانسان
وفي وقت يقوم فيه الدب الداشر بن سلمان بإنفاق المليارات من أموال المسلمين على عاهرات أوروبا، ويقوم فيه قواد الإمارات بإنارة برج خليفة بمليارات الدولارات في ليلة رأس السنة الجريجورية
وفي وقت يقوم فيه السيسي بتسليم أطفال الشوارع في مصر لتواضروس لكي تكون جيشا نـ صرانـ يا يحارب ضد المسلمين وقت الحاجة
ما يحدث لأطفال المسلمين في أوروبا عار على كل مسلم، وعار على كل المتشدقين بالحرية والإنسانية في الغرب