الصورتان على اليمين لمارك سايكس وجورج بيكو
وهما المسؤولان عن وضع حدود ما يسمى بـ (الأوطان)
ومن خلفهما كانت هناك جيوش فكرية تعمل ليل نهار تحث على (حب الأوطان)
وكتائب من العلمانيين تكتب عن دور الجيوش في حماية الأوطان وعن كفاح الشعوب
ومطربون وملحنون و(قوم يا ماسري) .. الخ
وكل هذه الجيوش الفكرية من الكتاب والصحفيين والمطربين يعملون على ايقاظ الروح ((الوطنية))
لبث الإيمان بالحدود التي رسمها سايكس وبيكو في قلوب الناس
وهكذا صار لدينا اساتذة جامعة يحدثون الناس عن ((الوطن))
وبرامج حوارية يظهر فيها سياسيون يقومون بمصمصة الشفاة حسرة على ((الوطن))
متقمصين دور مفيد أبي الغار في مسلسل الراية البيضاء
وصار هناك سياسيون يتحدثون عن (الجماعة الوطنية)
ونبت لهذا (الوطن) أحزاب وهذه الأحزاب تتصارع فيما بينها
وأصبح لهذا ((الوطن)) علماً صار مقدساً فجأة عن بسطاء العقول نتيجة اجبار الاطفال على تحية العلم في المدارس
وهي نوع من عبادة الأصنام
وهكذا صنع مارك سايكس وجورج بيكو عالماً كاملاً دخله هؤلاء بأرجلهم
ثم كان هؤلاء الاسلاميين الببغاوات والذين وجدوا في أكاذيب علماء السلطان حلاً للتمزق الذي يعانونه بين الإسلام وبين ((الوطنية))
فعلماء السلطان حدثوا الناس ان الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب مكة خطاب المحب لوطن (وحاشاه صلى الله عليه وسلم)
ولسان حال هؤلاء أن :
يا قوم لقد كان ما جاء به سايكس وبيكو في ديننا من البداية لكننا لم ننتبه
ان تقسيم بلاد المسلمين الى دويلات واقامة حدود وتعيين قطاع طرق عليها لهو من صميم ديننا
اطمئنوا يا قوم وتحدثوا عن ((الأوطان)) بكل أريحية
وهؤلاء الإسلاميون التائهون الذين يحدثون الناس عن ((الأوطان)) فضلاً عن انهم ببغاوات تردد ما تسمع دون ان تعقله, بل ولقد ورطوا أنفسهم في كارثة عقائدية الا وهي التسليم بالباطل واعتباره جزءاً من الدين
(وبعضهم بلا شك يدرك ان فكرة “الأوطان” ضد الدين وبعض الآخر ببغاوات)
ولو تحقق لا قدر الله ما خطط له برنارد لويس (في الصورة الثالثة) وهو سايكس وبيكو العصر الحديث ومهندس خطط التقسيم, لصار هناك سياسيون يتحدثون عن الجماعة الوطنية لـ (دوران شبرا) أو جيش أول فيصل الذي يحمي حدود البلاد ولوجدت أستاذ جامعي يحدث الناس عن كفاح الشعوب ونضالها الذي ادى الى إقامة جمهورية جمصة أو جمهورية أسوان أو جمهورية النوبة
فكرة الوطن هي خرافة ماسونية نبتت من المحافل الماسونية وجاءت الى مصر على يد رفاعة الطهطاوي لا سامحه الله
واعتنقها بعض أنصاف المتعلمين وبعض المهزومين نفسياً المفتونين بالمحتل, في بلادنا
وعلموها للأجيال الصغيرة وصارت الصنم حقيقة
والفكرة هي عبادة أصنام حقيقية لا يمكن لمسلم صحيح الإسلام ان يقول بها
((الوطن)) خرافة وأفكار ((الوطنية)) هي عبادة الأصنام ودين بديل عن الدين
#آيات_عرابي