“الاهتمام بالأفغاني ومحمد عبده يستند إلى اعتبارين : أولهما هو أن الصورة الشائعة المعروفة عنهما بين الناس تخالف حقيقتها. وهذه الصورة الشائعة تستمد وجودها وقوتها من الدعاية الدائبة التي لا تَفتُر, والتي تسهر عليها قوى ومؤسسات قادرة ذات نفوذ. ولذلك كان الكشف عن حقيقتيهما محتاجاً إلى مجهود كبير, وإلى مزيد من الدأب يقابل دأب الدعاية المبذولة في تدعيم مكانيهما. وثاني هذين الاعتبارين هو أن جلاء حقيقة الرجلين يتبعه جلاء حقيقة كثير من الأوهام التي تأصلت في نفوس الناس تبعاً لاستقرار شهرتيهما فيها, فكشف الستر عنهما هو في الوقت نفسه كشف للستر عن أباطيل كثيرة ترتبط بهما, وتستمد قوّتها وبريقها الخدّاع من شهرتيهما ومن ارتباطها بهما.”
الإسلام والحضارة الغربية – دكتور محمد محمد حسين – ص : 61
19 ربيع الثاني 1438 هـ