الإجراءات الصريحة لصهينة دويلات الخليج وصهينة الجزيرة العربية التي يقوم بها سفهاء الخليج في هذه المرحلة وفرت علي عشرات المقالات التي كتبتها ووضحت فيها دور المراخنة ودور حكام دول ودويلات الخليج في الانبطاح للصهاينة في الغرف المغلقة أصبح معلن عنه الآن تمهيداً لما هو آت والذي حذرنا منه منذ عدة سنوات
ولكي تعرف مدى أهمية ما يحدث الآن من عمليات تطبيع بين دويلات الخليج والصهاينة يجب أن تعلم أن الاعتراف بإسرائيل خليجياً هو أحد الخطوات المهمة في إتمام صفقة القرن لتضييق الخناق على الفلسطينيين للقبول بشروط صفقة القرن وقد شرحت ذلك بالتفصيل في مقالات سابقة
والاعتراف باسرائيل خليجيا يحدث بطريقة منتظمة ومحسوبة حتى لا تحدث ردود فعل شعبية غير متوقعة ولذلك بدلاُ من الإعلان عن تطبيع جميع دول الخليج دفعة واحدة يتم الإعلان عن ذلك بالتقسيط المريح لضمان تحجيم ما قد يمكن أن يحدث من شعوب المنطقة وهذا هو أحد الأسباب وهذا ما نسمية إعلاميا بمرحلة جس النبض فحتى وان كانت الشعوب الخليجية وشعب الجزيرة العربية يبدو أنه يتقبل عملية التطبيع إلا أن من يقوم بهذه الأفعال يُفضل القيام بها تدريجيا لقياس ردود الأفعال
أما السبب الثاني والمهم فهو أن هؤلاء الحكام الخونة عبارة عن نعال ينتعلها نتن ياهو وترامب ومصلحة نتن ياهو وترامب تستلزم أن يتم الإعلان عن تطبيع دول ودويلات الخليج تدريجيا لكي يستقر الأمر لترامب ولنتن ياهو اللذان يواجهان مشاكل داخلية كبيرة جدا سواء اقتصاديا أو سياسياً ولذلك هذا الإعلان التدريجي يجعلهما يفوزان ببعض المكاسب السياسية في مواجهة خصومهما السياسيين
جميع حكام هذه الدويلات والأكشاك بلا استثناء خدم لاسرائيل منهم من يتعامل معها في السر ومنهم من يتعامل معها في العلن لذلك مهم جدا عمليات جس النبض لتحجيم ما لا يحمد عقباه
منهم من يظهر للناس في صورة ( الدول الطيبة) ومنهم من يظهر بصورة (الدول الشريرة)
فالدويلات التي تنتمي علناً لمعسكر (الدول الشريرة) مثل نظام اولاد سعود والامارات والبحرين, والتي كانت تتعامل مع اسرائيل بطريقة علنية واضحة تجد أن خطواتهم تجاه التطبيع أسرع على المستويين الحكومي والإعلامي من الدويلات التي تنتمي علنا لمعسكر الدول الطيبة
اما الدويلات التي تلعب دور الطيبة و المناهضة للظلم مثل (قطر) فهي تتجه للتطبيع ولكن بطريقة اكثر خبثاً فهم يخطون خطوات بطيئة جدا باتجاه التطبيع مع اسرائيل وتتم بشكل محسوب بنشر بعض الأخبار هنا أو هناك عن زيارة وفد رياضي اسرائيلي ما ثم يعقبه خبر عن اعتراض نشطاء وهكذا حتى يتم تمهيد الموضوع للجمهور العربي الذي يرى في هذه الدول دولاً مناهضة للكيان الصهيوني وهذا عكس الحقيقة والتي تدار داخل الغرف المغلقة
يعني مثلا علاقات قطر بإسرائيل علاقات قوية ولكنها علاقات غير معلنة فقبل تولي الأمير تميم الحكم, كان أبوه حمد يستقبل بيريز في الدوحة
وكان بيريز يزور مقر الجزيرة ولكن الدور المرسوم لقطر هو ان تظهر بدور (قلعة المضيوم) – أحد أدوار (الدول الطيبة)
هؤلاء الطراطير جميعا عبارة عن دمى لا يملكون من أمر نفسهم شيئا ولا يستطيعون حتى دخول الحمام دون إذن نتن ياهو وترامب ومن بيدهم خيوط اللعبة
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}