وقعت في يدي خطة أعدها في وزارة الخارجية الإنجليزية مهرج اسمه جمال الدين الأفغاني وإنجليزي يُدعى بلنت قالا فيها بإقصاء الخلافة عن الأتراك واقترحا على الإنجليز إعلان الشريف حسين أمير مكة خليفة على المسلمين.
كنت اعرف جمال الدين الأفغاني عن قرب. كان في مصر وكان رجلاً خطراً. اقترح عليّ ذات مرة – وهو يدّعي المهدية – أن يثير جميع مسلمي آسيا الوسطى. وكنت أعرف أنه غير قادر على هذا. وكان رجل الإنجليز, ومن المحتمل جداّ أن يكون الإنجليز قد أعدّوا هذا الرجل لاختباري. رفضت فوراً فاتحد مع بلنت.
استدعيته إلى إستانبول عن طريق أبي الهدى الصيّادي الحلبي, الذي كان يلقى الاحترام في كل البلاد العربية. قام بالتوسّط في هذا كلّ من منيف باشا, حامي الأفغاني القديم والأديب الشاعر عبد الحق حامد. جاء جمال الدين الأفغاني إلى إستانبول, ولم أسمح له مرة أخرى بالخروج منها.
مذكرات السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين (ص 148)
17 ربيع الثاني 1438 هـ