وقعت حادثة تفجير كنيسة القديسين قبل 25 يناير بأقل من شهر
(هذه الحادثة وقعت بنفس أسلوب حريق القاهرة الدرامي الذي وقع قبل انقلاب 23 يوليو)
وكانت هذه الحادثة سببا رئيسيا في أن يشعر الجميع بدنو نهاية نظام المخلوع مبارك
وبعد 25 يناير ظهرت (وثيقة) تدعي ان أمن الدولة هي التي رتبت هذه الحادثة للضغط على شنودة لوقف مظاهرات اتباعه
وهذه الوثيقة في الغالب مزورة
(ليس لأن أمن الدولة ليسوا مجـ ر مـ ين وليس لأن حبيب العادلي ليس مـ جـ ر ما بل هم مجـ رمون تماما)
اولا لأن هذه ليست هي الطريقة التي يتعامل بها نظام المخلوع مع الكنيسة ولأن الكنيسة في مصر هي جزء من مكونات الحكم منذ عهد عبد الناصر والتصعيد لا يحدث بين مؤسسة الرئاسة وبين الكنيسة بهذه الطريقة
كانت مظاهرات اتباع شنودة لا تزيد عن عدة مئات وفي مناسبات مختلفة وكانت طريقة الداخلية عادة في هذا النوع من الاحتجاجات هي تطويقها ومنعها من الانتشار وليس التصعيد
كانت حادثة كنيسة القديسين هي نوع من التصعيد الذي لا يمكن أن يفكر فيه نظام المخلوع بناء على منهجه
حتى تعامل الأمن مع مظاهرات النصارى كان يتم بطريقة يشوبها الاحترام بينما كان يتم فض أي مظاهرات أخرى بمنتهى العنف
وحتى نظام المخلوع لو كان يشعر بالغضب من مظاهرات النصارى لكان احتواها بطرق أخرى هادئة
لم يكن نظام المخلوع اذا بحاجة للصدام مع النصارى ولم يكن يسعى اصلا لهذا
ومن ناحية اخرى كان النصارى سعداء جدا في عهد المخلوع حتى ان العبارة المحببة لدى النصارى وقتها كانت (مبارك شعبي مصر)
كانت حادثة كنيسة القديسين بمثابة سكب للوقود على النار وتأليب النصارى (السعداء جدا في عصر المخلوع) على المخلوع ونظامه
لم تكن هذه الحادثة منطقية ابدا من وجهة نظر نظام المخلوع ولم يكن ليقدم عليها خصوصا انه كان يتجه لانتخابات في نهاية 2011 وكان يسعى لتوريث ابنه وكان جمال مبارك يحظى بدعم النصارى وكانت كتلة النصارى تعتبر كتلة تصويتية مضمونة وكانت هناك صحف تكتب ضد التوريث أبرزها الدستور والمصري اليوم وكانت هناك حركة كفاية ولم يكن المخلوع بحاجة للمزيد من المشاكل فكان من مصلحته ان يهادن كتلة النصارى التي يضمن أصواتها لا ان يحركها ضده (حتى لو كان سيزور الانتخابات فقد كان بحاجة الى احتواء الاعتراض على ابنه في اضيق الحدود)
ولم يكن لأحد في هذا مصلحة سوى السيسي والذي تشير كل الدلائل الى انه كان الجندي المجهول في تنفيذ هذا السيناريو
كانت جريمة قتل خالد سعيد والتي نجحت في تحريك مشاعر الغضب لدى قطاع كبير من الشباب المصري غير المسيس (تمت الجريمة بصورة علنية وكأنما كانوا يريدون للجميع ان يشاهدوا عملية القتل)
وبعدها كان المطلوب تحريك النصارى ضد المخلوع وإشاعة شعور بان نظام المخلوع يتهاوى وان الفوضى أصبحت تضربه
وبهذا كانت سحب 25 يناير تتجمع فوق رأس المخلوع (عميل المخابرات الأمريكية منذ 1972)
ولهذا كان حبيب العادلي (وهو مجـ ر م) صادقا في تلفيق التهمة لأي جهة وهمية وكان المخلوع صادقا في حرصه على اعلان جهة يتهمها بالحادث قبل عيد الشرطة في 25 يناير ليحتوي آثار الحادث
وبعد ظهور هذه الوثيقة المزورة بعد 25 يناير لم يكن هناك من يستطيع نفيها من عصابات أمن الدولة التي كانت دخلت في اجازة (وعادة بعد الانقلاب باسم جديد) وهكذا تم تثبيت الأكذوبة وحماية الجهة الوحيدة التي من الممكن ان تكون نفذت حادث بهذا الحجم وهي المخابرات الحربية التي كان يرأسها السيسي
فيما بعد ظهرت عدة اضافات غير منطقية لتبرير المشاكل غير المنطقية في الوثيقة المزورة
وللحديث بقية ان شاء الله