الماعز الأليف أردوغان

(قبل ان تقرأ وبينما تُباد ادلب الآن والتي سلمها اردوغان للروس كما سلم حلب من قبلها, فيجب ان تعلم ان روسيا هي المستورد التجاري الاول من تركيا سنة 2018 التي سلم فيها أردوغان ادلب بملايينها الثلاث لروسيا – ارقام وزارة الخارجية التركية اول تعليق)
في فيلم (الماعز الأليف) يقف شخص محطم الرأس بعد ان انتهت شاشة تلفزيون من بث اشعاعاتها في رأسها ليتبع الصوت ناظرا الى راقص من راقصي الصوفي يقف فوق اسطنبول ويدور عدة دورات
الشخص تحطمت رأسه بفعل الإعلام الذي سلط على رأسه وصار يتحرك بآلية والراقص مازال يرقص لمساحات واسعة من الأرض من حوله (غالبا تعني بلاد أخرى) وينشر لهم دين الصوفية من فوق اعلى مكان باسطنبول (والمقصود به السلطة) وهذا الجزء لن تجد له تفسيرا مقنعا ابدا في اي شرح للفيلم
في البداية كنت أتصور حين نشرت الجزيرة عن اردوغان الذي عرض على روسيا اطلاق عملية عسكرية لصالحها داخل ادلب قبل ان يجبر الفصائل على قبول اتفاق سوتشي ان الأمر منته وان الناس ستفهم ان أردوغان كـ ا فر منخلع من الإسلام وأنه انـ جـ س من السيسي وابن سلمان وابن زايد.

كانت الأمور واضحة تماما
حملة تخويف سبقت اتفاق سوتشي حول إدلب التي كان يستحيل على روسيا دخولها عسكريا (وقتها كتبت مقالات مطولة شرحت فيها أسباب استحالة دخول روسيا إدلب وان روسيا من البداية غير قادرة على الحسم في سوريا وشرحت بصبر هذه الحقائق بالأرقام رغم كل التعليقات شديدة الغباء التي اصر أصحابها على تجاهل الأرقام)
وهالتني التبريرات، أصابتني وقتها حالة من الاحتقار لهؤلاء الذين طفقوا يتحدثون عن الضرورة والسياسة وحقن الدماء.

لم يستطع أي من هؤلاء (وهم احقر من مؤيدي السيسي وابن زايد بمراحل) ان يتصور نفسه مكان اب قتلت طائرات روسيا حليفة أردوغان اطفاله او مكان زوجة اغتصب جنود بشار زوجته تحت ستار قنابل روسيا حليفة اردوغان
بل وأبعد من هذا, لقد فاق هؤلاء, كفار قريش خسة, وصارت أعراض نساء حلب بالنسبة لهم هواء وترى هؤلاء السكارى يلتفون حول خبر افتتاح أردوغان لأكبر مطار او اي خبر من هذا الهراء الذي يدير رؤوس هذه القطعان.

والحقيقة أنه كما قال احد الاخوة القراء (وانا هنا استعير تعبيره) بمعايير هؤلاء فالابقار في هولندا أسعد حظا من الشعوب العربية في بلادها.
أكثر ما اغضبني حقيقة حين بدأت أكتب عن إدلب هو ما كتبه أحدهم (أحد أعضاء الصف الثالث للإخوان المسلمين) ولم تغضبني في الحقيقة تلميحاته التي لمح فيها الى عمالة من يهاجمون أردوغان, فهذه التلميحات الغبية والتهم الجاهزة أصبحت أمرا معتادا لدى معدومي الحجة، بل ما اغضبني في حقيقة الأمر ان ذلك الشخص قلل من شأن تسليم ادلب للروس وأخذ يتغزل في الطرق المرصوفة.

ما اغضبني هو أن يكتب شخص تكاد لحيته تصل الى ركبتيه, كلاما وضيعا كهذا يضرب فيه عرض الحائط بأرواح 3 ملايين مسلم
ان تجربة التعامل مع قطعان تبرر لشخص ظاهر الخسة كالماعز الأليف أردوغان يسلم دماء المسلمين ولا يرعى فيهم الا ولا ذمة ثم وصفه بعد ذلك بالاسلامي والحديث عن أنه سيعيد مجد الإسلام وكل هذه الخزعبلات التي يخدعون بها قطعان المغفلين, ومن قبله المدعو عبد الناصر تجعلك تفهم كيف يمكن ان تتبع نفس الجماهير, الاعور الدجال

ان الاعلام هو أمضى سلاح في العصر الحديث .. بالإعلام استطاع الغرب تمرير شخص كعبد الناصر واتاتورك وبورقيبة والقذافي على الناس
الإعلام هو الذي حطم هذه العقول وجعلها ترى الكذب صدقا والصدق كذبا
بالإعلام استطاعوا خداع الناس بتمثيلية اكتوبر وغيرها وهو الذي استطاع خداع الناس بماعز يبدو اليفا بينما يسلم دماء المسلمين وأعراضهم
وللحديث بقية ان شاء الله

#آيات_عرابي