عنوان المقال في الحقيقة يبدو لي أنا شخصياً بلا معنى ولكني (واعترف) حاولت وضع كلمة رعاع في جملة مفيدة. وهو العنوان الذي بدا لي غير مستهلك. فالشعب المصري كله بما فيهم أنا لا عمل لنا من بعد الانقلاب إلا الحديث عن الرعاع (للأسف مفيش ورانا غيرهم إلى أن يزول الانقلاب) كما أردت ألا اكرر نفسي, فقد كتبت مقالاً عن الجيش المصرائيلي منذ سنتين تقريباً بعنوان (الجيل الأخير من الرعاع).
ما علينا من العنوان
الرعاع لغةّ جمع رُعاعة بضم العين وهم أوباش الناس وسفلتهم.
والحقيقة انني اختلف مع الردود التي قرأتها على مدار اليومين الماضيين رداً على المتحدث العسكري السابق. فأغلبها حاول تبرئة الشعب بأكمله من تهمة الرعوعية (إن جاز التعبير).
والحقيقة أنه لابد أن لكل شعب رعاعه, وإلا فاشرحوا لنا من أين يأتي العسكر ؟
من أين يأتي لواء الرياح الشمالية التي تحمي مصر من الصواريخ ؟
من أين جاء اللواء الذي يعتقد أن رمسيس الثالث انتصر في معركة عين جمل على الصليبيين ؟
ومن أين جاء حسام سويلم وابداعاته عن منظومة نقار الخشب ؟
ومن أين جاء كل هؤلاء الخبراء الاستراتيجيون ؟
ومن اين جاءت مخابراتهم ومؤسساتهم ؟
ومن أين جاء صدقي صبحي الذي كاد يسجد لوزير الدفاع الأمريكي ؟
من أين جاء بلحة بلهجته السوقية المتدنية التي تكاد تصرخ بأنه رُعاعة ابن رُعاعة ومن أسرة رعاع عريقة في (الرعوعة) ؟
من أين جاءت زوجته انتصار ومفارش السفرة التي ترتديها وتظنها احدث خطوط الموضة ؟
لكل شعب رعاعه إذاً ومحاولة البعض تبرئة الشعب بالكامل من (الرعوعية) كمحاولتك الادعاء بانك لم تمرض في حياتك.
رعاع مصر يدعمون شاويش الانقلاب المرتد ويهللون للمجازر, رعاع سوريا يدعمون السفاح الكافر بشار ورعاع اليمن يدعمون الشاويش علي عبد الله صالح والحوثيين.
قصة الرعاع في مصر عمرها قرنان من الزمان. بدأت برُعاعة جاءت إلى مصر مع قوات الخلافة العثمانية بعد انتهاء الاحتلال الفرنسي.
الرُعاعة الأولى كان موزع دخان يعمل لدى تاجر يهودي اسمه ليون وكان أبوه شاويشاً وعمه كان جابياً, اعدمته الخلافة العثمانية لسرقته وكان جده سايس خيول كردي هاجر إلى البانيا.
كان ماسونياً وكان شيعياً وساعدته فرنسا على تأسيس نظام حكم في مصر يعزل مصر عن الخلافة العثمانية بالتدريج وأنشأت له جيشاً.
فيما بعد صار ابناؤه ملوكاً على مصر.
المرحلة الثانية من الرعاع بدأت مع عبد الناصر.
وعبد الناصر كان عميلاً للمخابرات الالمانية (هو والسادات) ويبدو ان هذه هي بداية علاقته بالمخابرات الأمريكية التي وجدت فيه ضالتها فدبرت له مع مجموعة من الضباط الرعاع انقلاب يوليو 1952.
ومن بعد الرُعاعة الأول جاء رُعاعة ثانِ كان عميلاً في شبابه للمخابرات الألمانية ثم من بعدها للأمريكية وككل الرعاع كان يمتلك نفسية قواد, فلم يكن فقط يفرط في عرضه ويستبيح رئيس وزراء العدو الصهيوني خدود زوجته ويراقصها الرئيس الأمريكي ويحتضن جسدها أمامه, بل كان قواداً من نوع خاص باع دماء المسلمين في حرب ظنها المساكين حرب تحرير بينما كان متفق عليها من ألفها إلى ياءها.
الرُعاعة الثالثة كان عميلاً هو الآخر للمخابرات الأمريكية ومنذ زمن بعيد وحكم مصر 30 سنة.
ولما انتفض الشعب على الرعاع وانتخب من بين صفوفه رئيساً وممثلاً لهم لأول مرة, جاء الرعاع بأحطهم وأشدهم وضاعة ليجعلوا منه قائداً لانقلابهم.
دعك من ركاكة متحدث الرعاع الاسبق وحديثه عن الرعاع, ودعك من الرد عليه بأن الطعام الذي يدخل معدته وثمن الباروكة التي ترتديها زوجته الثالثة من جيب من وصفهم بالرعاع, فأنا هنا لا أتحدث عن أصاغر الرعاع.
قديماً قالوا (سمن كلبك يأكلك).
الأجيال التي سبقتنا جعلت من هؤلاء الرعاع حكاماً حتى جاء بعض أراذل وسفلة الرعاع ليصفوا الشعب نفسه بالرعاع.
اخطأ من سبقونا إذا جاءوا بهؤلاء الرعاع من البالوعات وجعلوا منهم ضباطاً ووزراء.
هؤلاء الرعاع الذين يحملون الختم الصهيوني على مؤخراتهم والذي يدوس العدو جيشهم المصنوع من القش, يلبسونهم أزياء عسكرية ويعطونهم في بلادنا المنكوبة رتباً.
أجيال كاملة من الرعاع نبتت في غفلة من الشعب المسكين المغلوب على أمره حتى يأتي المتحدث الرسمي باسم الرعاع ليصف الشعب بالرعاع.
ولو امتد صمت الشعب على هؤلاء الرعاع لربما جعلوا من المتحدث الرسمي للرعاع رئيساً ذات يوم.