في سابقة هي الأولى من نوعها في أمريكا وردا على صحفي سأله عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس قال ترامب “يجب أن نرى ما سيحصل”
وهذا معناه أنه يمتنع عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة لمن يأتي بعده
طبعا هذا التصريح لإرهاب وتخويف الشعب الأمريكي في حالة عدم فوزه وفي نفس الوقت ترامب يعلم تماما انه سيفوز في الانتخابات القادمة لأن من أتى به لن يتركه إلا بعد انتهائه من الأجندة الموكلة إليه وأنه مثل كل الأراجوزات التي تتقلد مناصب سيادية له مهمة محددة وحين تنتهي تلك المهمة سيذهب مثل غيره
ومهمة هذا الأراجوز كما قلت من قبل في مقالي (ترامب توسع صهيوني وتصدعات أمريكية- أول تعليق) وكذلك مقال (الكرملين في البيت الأبيض – ثاني تعليق) أن دروه هو تقزيم دور أمريكا عالميا وعلى المستوى الداخلي إشعال حرب أهلية في أمريكا لتفكيكها
فعلى المستوى العالمي شهدنا بالفعل تخفيض لقوات أمريكا سواء من العراق أو أفغانستان ومن عدة مناطق أخرى- لعب دور كبير هو وجاريد كوشنر في التمكين لإسرائيل من خلال إجراءات صفقة القرن وغيرها من إجراءات – مكن روسيا من سوريا وعدة مناطق في الشرق الاوسط – و بالعملية كورونا تم التمهيد لتمكين الصين وفي كل هذا تم تمهيد العالم كله لاستقبال النظام العالمي الجديد والذي غالبا ما ستكون إدارتة مشتركة بين (أمريكا\ إسرائيل) والصين وروسيا
وداخليا وحين تنتهي فترة رئاسته سيترك أمريكا بلداً متناحراً قابلا للتقسيم من خلال عدة حروب أهلية يغلب عليها الطابع العنصري وقد بدأت بالفعل تلوح في الأفق أخبار عن بعض الجماعات المسلحة والمتعاونة مع ترامب والتي بدأت تظهر في التجمعات الانتخابية لترامب
ما يؤكد وجهة نظري أن هذا التصريح للتأثير على الرأي العام الأمريكي واللعب على عواطف الشعب الأمريكي وتهديده أنه في حالة عدم فوز ترامب ستكون النتيجة هي دخول أمريكا في حرب أهلية هو كلام روجر ستون، المستشار السابق لترامب, والذي قال صراحة “إن على ترامب إذا خسر الانتخابات المقبلة أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن الاستيلاء على السلطة بشكل كامل وسجن شخصيات بارزة، وفق ما نشرت صحيفة غارديان البريطانية (Guardian)”.
وكان ترامب نفسه منذ فترة ليست بالبعيدة شارك عدة تغريدات على حسابه بتويتر مقتبسة من أحد مؤيديه الذي قال فيها “إذا نجح الديمقراطيون في إزاحة الرئيس من منصبه (وهو ما لن يكون أبداً)، فسوف يتسبّب ذلك في حرب أهلية كشرخ في هذه الأمة لن تشفى منه هذه البلاد أبدا”.
#آيات_عرابي