بينما القوم مشغولين ومختلفين حول تناول العامة والخاصة والمرتزقة وإعلام العسكر وبرلمانه وقضائه قضية نساء نادي الجزيرة، ما بين رافض ومستهجن وشامت، حتى أصبحت قضية نساء نادي الجزيرة أشهر من القضية الفلسطينية.
في هذا الوقت وبينما النقاشات الحادة تدور على مواقع التواصل الاجتماعي بين تامر وسوسو وميمي ولولو ومجموعة أخرى من غثاء السيل الذين لم يستوعبوا بعد قواعد (الاشتغالات ونظام بص العصفورة) الذي تجيده المخابرات المحلية والعالمية، قامت وزارة الدفاع الأمريكية بنقل “إسرائيل” من منطقة القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، إلى منطقة القيادة العسكرية في الشرق الأوسط والتي يقع نطاق عملها في منطقة الخليج والتي تخدم أيضا دولا عربية وإسلامية أخرى مثل ( سوريا والعراق والأردن ولبنان وايران )
وهي نقلة نوعية خطيرة جدا! وصفتها صحيفة وول ستريت جورنال بأنها الخطوة الأكثر تغييرا لشكل خارطة الشرق الأوسط الجديدة
بل أن الصحيفة قالت ان ترامب قام بهذه الخطوة دون الإعلان عنها في وقت الجميع مشغول فيه بموضوع نقل السلطة لبايدن الذي رفض التعليق الرسمي على هذا الإجراء 🙂
ولمن لا يعلم فإن هذه القاعدة تشرف على جميع القواعد العسكرية الأخرى في المنطقة وعلى رأسها القاعدة العسكرية القاطنة في قلعة المضيومين (قطر) وهي قاعدة “العديد” والتي تعد المسئول التنفيذي عن الحروب الأمريكية في منطقة الخليج، والعراق، وأفغانستان
وهذا يعني أن الجنرال فرانك ماكنزي (قائد القيادة المركزية) يمكنه الآن الذهاب وبكل أريحية الى الجزيرة العربية والإمارات واسرائيل وأن تكون هذه الدويلات جميعا تحت قيادة أمريكية اسرائيلية موحدة (وهم في الواقع نعال لأمريكا وإسرائيل)
هذه النقلة بالتحديد هي نتاج طبيعي لعمليات التطبيع ولإعلان (اسرائيل) قائد عام للمنطقة مثلما أشرت من قبل حين قلت في أحد مقالاتي أن الاعتراف بإسرائيل خليجيا هو أحد الخطوات المهمة في اتمام صفقة القرن (والتي شرحتها أنها إعلان دولة اسرائيل الكبرى)
من أجل هذه الخطوة سارع ترامب بعقد المصالحة الخليجية التي وصفتها في حينها أنها لاتمام صفقة القرن والتي هي تدشين عصر جديد تكون فيه دولة الاحتلال المغتصبة لأرض المسلمين في فلسطين قائداً أعلى للدول العربية والمسلمة
والدولة “اليـ هـ ودية” التي كانت منبوذة بالأمس وزرعت زرعاً في جسد الأمة الإسلامية اصبحت اليوم في المنتصف ويسعى الجميع لطلب القرب منها
هذه النقلة النوعية التي حرص ترامب على إتمامها حتى في اللحظات الأخيرة من فترة رئاسته تثبت أن بعض الأحداث الأخيرة في أمريكا لم تؤثر على قرارات ترامب الذي عمل منذ اللحظة الأولى على تثبيت مكانة إسرائيل وإتمام صفقة القرن وتثبت أيضا للمتشدقين المتخاذلين المتفزلكين حديثي العهد بالسياسة الذين أشاعوا أن صفقة القرن فشلت أنها سارية ولم تفشل كما روجوا لغثاء السيل
هذه النقلة التاريخية في موقع “إسرائيل” بالنسبة لإدارات قواعد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط هو الإعلان قبل النهائي لدولة اسرائيل الكبرى التي سيتم الإعلان عنها بعد جلوس بايدن على كرسيه في البيت الأبيض والدفع نحو إجبار الفلسطينيين لقبول حل الدولتين الذي تحدثت عنه من قبل وهو أحد بنود صفقة القرن
كما قلت من قبل أن ما يحدث الآن هو بعثرة لأوراق النظام القديم وبناء المنطقة من جديد بناءا على تحالفات جديدة في العلن (كانت تتم من قبل في الغرف المغلقة) لخدمة المشروع الصـ هيوني، وسيتم تقديم التحالف الجديد لمحاربة عدو إقليمي جديد وهو إيران ليتم إجبار إيران فيما بعد على ضرب الحجاز ليحدث التقسيم (طبقا لخريطة الدم) ، وليتم إقناع المتفرج المسلم أن هناك حربا بين طرفين حتى تكون عملية التسليم والتسلم طبيعية
وكما حدث عقب الاعلان عن لعبة مقاطعة قطر من تهميش للقضية الفلسطينية، ما سيحدث الفترة القادمة والذي بدأ بالفعل منذ أن تمت عمليات التطبيع مع إسرائيل هو أن اسرائيل ستقوم بتصعيد الهجمات على أخوتنا في فلسطين وتحديدا على قطاع غزة وسيزيد الوضع اشتعالا في لبنان (لترسيم خريطة جديدة للحدود) ويتوازى معها هجوم إعلامي مكثف من الصهاينة المسلمين والعرب على فلسطين والعمل على تفكيك القضية الفلسطينية بكاملها وستظهر نغمات جديدة في الإعلام العربي الصهيوني تتبنى وجهة نظر الصهاينة وحقهم في أرض فلسطين
وسيكون هناك اتجاه كامل ضد الفلسطينيين وليس بعيداً أن يستعين النظام العالمي بماكينة إعلامية ضخمة على رأسها الجزيرة وتضم بالإضافة للجزيرة عددا من الصحفين الأجراء المرتزقة من الاعلام العربي المتصهين لترويج أن الأخوة الفلسطينيين هم من يقتلون الصهاينة ويكون الهدف من هذا هو إلغاء طبيعة الصراع بين الفلسطينيين واليهود والقضاء على حقيقة اغتصاب الصهاينة لأرضنا
ولن يكون بعيداً وقتها الاستعانة بمشايخ السلطان الآكلين على كل الموائد للإمساك بالمباخر لإسرائيل وتوظيف القرآن والأحاديث لإثبات أن الصهاينة هم أخوتنا وهم من أهل الكتاب …. وكل هذا الهري لتأتي مرحلة هامة جدا وهي تطبيع الشعوب نفسها مع اسرائيل بعد أن ضمن نتن ياهو تطبيع وانبطاح الحكام العملاء
هذه هي المشكلة الرئيسية والتي لابد أن تظهر حولها عدة مشاكل لإلهاء الناس على طريقة (بص العصفورة) اعتقادا من مخرج هذه المشاهد أن الشعوب المسلمة وعلى رأسها الشعب المصري قد (قد) يتحرك على الرغم من ثقتهم من سباته العميق ولكن من يقوم بهذه المخططات لا يدع مجالاً للظروف
الشرق الاوسط مسرح حقيقي والسياسة هي امر معقد جدا يشبه الفيلم لان مخططي ومنفذي الأحداث يضعون أعينهم على الشعوب وردود افعالها مهما بدا للشعوب انها غير مهمة
اتفاقات التطبيع والترويج لها لم تكن إلا خطوة من ضمن عدة خطوات قامت بها اسرائيل وأمريكا على مدار عقود لتأمين وجود إسرائيل وضمان حسن علاقات جميع الدول من حولها معها وكما قال نتن ياهو من قبل “أن الدولة التي لن تقيم علاقات معنا ستكون هي الدولة المنعزلة فقد قمنا بالفعل بتلوين كل الدول من حولنا باللون الأزرق”
انتظروا حربا قادمة في المنطقة يتم على أثرها اتمام آخر خطوات الاعلان عن إسرائيل الكبرى
هذه الحرب كما شرحت منذ عدة سنوات ستكون حرباً نوعية (تسليم وتسلم) في عدة مناطقة منها لبنان وفلسطين وضربات نوعية لإخراج إيران من سوريا لإجبارها على ضرب الجزيرة العربية
للأسف الشديد نحن جمهور مسرح كبير
مسرح فيه أدوار موزعة بين مجموعة من الممثلين الذين يقفون على خشبة المسرح
الجميع يتعاركون .. ولكن بأوامر المخرج لأن هذه هي طبيعة الأدوار التي وزعت عليها
اللهم احفظنا من شر التداعيات السياسية